ad a b
ad ad ad

الاستنفار السُّني في لبنان.. دلائل وتبعات تحالف «الإخوان والحريري»

الإثنين 26/نوفمبر/2018 - 09:36 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

وسط استمرار تعقيدات تشكيل حكومة لبنانية، بلغ عمر مشاورات تأليفها أكثر من ستة أشهر، تراجعت الجماعة الإسلامية، فرع الإخوان في لبنان، عن مقاطعة رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري؛ بهدف دعم الطائفة السنية -المهددة- بعد هيمنة «حزب الله» الشيعي، على 70 مقعدًا من أصل 128 مقعدًا في البرلمان.


الاستنفار السُّني

عودة «الجماعة الإسلامية» إلى جبهة «الحريري»، تنذر بتغيرات جديدة على صعيد التحالفات الحالية، عبر تجييش التيار السُّني في مواجهة شيعة لبنان، بعد اتهامات لـ«حزب الله» بعرقلة تشكيل الحكومة، من خلال دعم نواب من السنة المستقلين، والتمسك بتخصيص حقائب وزارية لهم، الأمر الذي ينافي نظام تقاسم السلطة، إذ ينبغي أن يكون الرئيس مسيحيًّا مارونيًّا ورئيس الوزراء مسلمًا سنيًا ورئيس البرلمان شيعيًّا، ويتم توزيع المقاعد الوزارية في الحكومة المؤلفة من 30 وزيرًا بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين.


استغل الإخوان حالة الاستنفار السني، في الالتفاف حول «الحريري»، لا سيما وأن الجماعة الإسلامية طلبت مقابلة رئيس الحكومة قبل أيام، معلنة أن اللقاء الذي جمعهما جاء بهدف التشبيك بين مكونات الطائفة السنية، وتحصين جبهة الدفاع عن الصلاحيات وحماية موقع رئاسة الحكومة.


الاستنفار السُّني

ويظل التحدي في إمكانية استمرار تحالف «إخوان لبنان» و«الحريري»، إذ يقول فادي عاكوم، المحلل السياسي اللبنانى، إن هناك شعورًا لدى الطائفة السنية بالضعف؛ بسبب حالة التفكك التي تعيشها بعد تباعد معظم الفرقاء السنة؛ ما أضعف رئيس الحكومة، ودفع الجماعة الإسلامية للالتفاف حوله في مواجهة موقف «حزب الله» الرامي إلى إضعاف السُّنة سياسيًّا.


وأوضح في تصريح لـ«المرجع» أن البروتوكول اللبناني يقضي بأن تختار كل طائفة ممثليها، فمثلًا حزب الله يختار الشيعة، والحزب التقدمي الاشتراكي يختار الدروز، وتيار المستقبل يختار السُّنة، لكن حزب الله يصر على تخصيص حقائب وزارية لنواب سنة مستقلين، ما يؤخر التشكيل الحكومي، ويجمع في الوقت ذاته الجماعة الإسلامية بـ«الحريري»، لمنع توغل حزب الله سياسيًّا.


ولفت «عاكوم» إلى أن التباعد بين «الحريري» والجماعة في الأساس، كان نابعًا من كونها فرعًا من فروع الإخوان، لكنهم لديهم بعض التلون السياسي، ويتحركون وفق ما تقتضيه الظروف، وتسبب ذلك في استبعاد رئيس الحكومة لهم، خلال الانتخابات البلدية الماضية، ما أضعف تمثيلهم النيابي وحدّ من قدراتهم السياسية بعض الشيء، لكنه لم يحد من انتشارهم على الأرض.


الاستنفار السُّني

وبحسب اللقاء الذي جمع المراقب العام، عزام الأيوبي بـ«الحريري»، الثلاثاء الماضي، يقول «عاكوم» إن الجماعة تنوي العودة بقوة إلى الساحة السياسية من خلال إعادة المياه لمجاريها مع الرئيس المكلف كممثل سياسي للطائفة السنية؛ فهم لا يريدون أن يُسحب البساط من تحت أرجلهم في حال أعاد الحريري التكتل السني كما كان من قبل.


ويضيف، المحلل السياسي اللبنانى: «يبقى السؤال ما موقف الجماعة من حزب الله سياسيًّا، كونها لا تتفق معه في العديد من المواقف الداخلية والخارجية، خاصة فيما يتعلق بسلاح حزب الله؟»، مرجحًا أن يكون ذلك من الأسباب التي تحد من التعاون بين الفريقين_ يقصد الحريري والإخوان_ في الفترة المقبلة.

للمزيد:بعد مقاطعته.. براجماتية «إخوان لبنان» تعيدهم لجبهة «الحريري»

"