ad a b
ad ad ad

خلافات داخل «تحرير الشام».. والهيئة تحتوي المنشقين بـ«حوار»

الخميس 15/نوفمبر/2018 - 08:58 م
هيئة «تحرير الشام»
هيئة «تحرير الشام»
سارة رشاد
طباعة

أطلقت هيئة تحرير الشام، كبرى الفصائل السورية المسلحة، حملة هي الأولى من نوعها؛ للردِّ على الأنباء التي نقلتها وسائل إعلام سورية، وتفيد بنشوب خلاف داخلي بالهيئة مع ما سمته «الجناح المصري» من قياداتها.


ورغم تعمّد الهيئة في الفترة السابقة، تجاهل الرد على هذه الأنباء التي تتردد منذ أن أعلنت موافقتها الضمنية على اتفاق سوتشي، في بيان أصدرته منتصف أكتوبر الماضي؛ إلا أنها خصصت هذه المرة أحد شرعييها القادمين من مصر، وهو «أبوالفتح الفرغلي»؛ للرد على الأنباء المتداولة؛ حيث نشر رسالة مطولة عبر قناته على «تيليجرام»، تحدث فيها عن هذا الأمر.

«أبوالفتح الفرغلي»
«أبوالفتح الفرغلي»
حقيقة الخلاف
وقال «الفرغلي»، في رسالته التي تناقلتها منابر الهيئة: «إن تحرير الشام، تُعد أكثر الجماعات تماسكًا في سوريا»، نافيًّا أن تكون هناك تصنيفات داخل الهيئة بناء على الانتماءات القومية، وأن يكون  لديها تيار مصري أو أردني أو غيرهما.

وتطرَّق «الفرغلي»، إلى اتفاق سوتشي باعتباره النقطة التي يُقال إنها محور الخلاف داخل الهيئة، زاعمًا أن «تحرير الشام» لم تجد أزمة في تحديد موقفها منه.

وكعادة الهيئة كلما ذُكر اتفاق سوتشي، التزم القيادي المصري بعدم المباشرة فيما يخص موقف «تحرير الشام» من الاتفاق؛ إذ لم يرفضه وفي الوقت نفسه يؤكد على خيارات الهيئة من التمسك بما يسميه «الجهاد»؛ ما يعكس نوعًا من التناقض.
زعيم «تحرير الشام»،
زعيم «تحرير الشام»، أبومحمد الجولاني
تهديدات لـ«الجولاني»
وكان موقع «نداء سوريا» نقل على لسان مصادر وصفها بـ«المطلعة»، أنباء عن خلافات مشتعلة مع مسؤولين للهيئة قادمين من مصر، وحددهم بـ4، هم: «الشرعي أبوأنس المصري، وهود الإعلامي، وأبوعاصم إداري الأكاديمية التي أُنشئت في الفترة الأخيرة بقيادة أبوقتادة الألباني، وعقبة المصري نائب أبوقتادة الألباني».

واستند الموقع إلى خطبة حديثة للشرعي المصري بالهيئة، أبواليقظان المصري، هدد خلالها كل من يوافق على اتفاق سوتشي، معتبرًا أن التهديد كان فيه تلميح إلى زعيم «تحرير الشام»، أبي محمد الجولاني وأتباعه.

وأكد الموقع أن هناك انشقاقات حدثت داخل صفوف الهيئة بفعل هذه الخلافات، مشيرًا إلى أن الانتقال يتم من الهيئة إلى «حراس الدين»، الذي يمثّل تنظيم القاعدة في سوريا.

وفي خضم ردِّه نفى «الفرغلي»، أن يكون أبوأنس المصري الذي ذكره الموقع ضمن المقبوض عليهم، مؤكدًا أنه لا ينتمي لـ«تحرير الشام» من الأساس، ومُقر بانتماء الآخرين للهيئة، مبررًا القبض عليهم بتورطهم في قضايا جنائية.
الدكتورة نورهان الشيخ
الدكتورة نورهان الشيخ
احتواء الجبهات الداخلية
ورجحت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وجود انشقاقات داخل الهيئة، مستدلة على ذلك بقناعات المقيمين في المشهد السوري من غير السوريين بحمل السلاح مقارنة بالحاملين لجنسية البلد، ولفتت إلى أن اعتراف القادمين من الخارج بفشل هدفهم والهزيمة أمر صعب بالمقارنة بحاملي السلاح من الداخل.

وأشارت «الشيخ»، إلى أن «أبي محمد الجولاني»، يبذل جهودًا مضنية لاحتواء الجبهات الداخلية لهيئته، حتى لا يحدث انقلاب عليه يطيح بكل طموحاته السياسية، مشددةً على أن «الجولاني» تخلى عن الأُطر العامة لتنظيمه، منذ أن أعلن انفصاله عن «داعش» ومن بعدها «القاعدة»، مقابل التطلع لطموحات تضمن له البقاء في المشهد السوري.

ويدخل في سياق التنازلات، حوار حديث نشرته الهيئة عبر منابرها الإعلامية، وأجراه الصحفي الأمريكي بلال عبدالكريم، مع المسؤول العسكري لـ«تحرير الشام» الذي عرّف نفسه بـ«أبوخالد».

وخلال الحوار ركز «أبوخالد» على نقطتين، أولهما: الهجوم على تركيا؛ إذ قال: إن الهيئة ومعها الفصائل كانوا قد استعدوا لمعركة إدلب، ولكنهم تفاجأوا بما ذهبت إليه تركيا من اتفاق سوتشي.

ولفت إلى أن تركيا لجأت للاتفاق؛ لأنها كانت مدركة لعدم قدرتها على التصدي لمعركة النظام على إدلب، مشيرًا إلى أن سوتشي لا يضمن إلا مصالح أطرافه.

وفيما يخص النقطة الثانية؛ فإن المسؤول العسكري للهيئة برر اتجاه «تحرير الشام» إلى العمل السياسي عبر الموافقة على اتفاق «سوتشي»، الذي هاجمه في الوقت نفسه، واستعان بأسانيد شرعية تقول: إن الحكمة في الوضع الراهن تفرض ممارسة العمل السياسي؛ للحفاظ على ما حققته الهيئة من مكتسبات.

واعتبرت الدكتورة نورهان الشيخ، حوار المسؤول العسكري لهيئة تحرير الشام، يأتي في سياق التحايل لامتصاص غضب المعترضين من داخل الهيئة، فمن ناحية ترفض اتفاق سوتشي وتهاجم تركيا؛ لتنفي أنها تتحرك بتعليمات أنقرة، وفي الوقت نفسه تؤكد ضرورة العمل بالسياسة لصالح الهيئة، مشيرةً إلى أن العمل السياسي هذا لن يكون مجيدًا، إلا إذ رحبت الهيئة باتفاق سوتشي، لكنها لاحتواء أفرادها ترحب به سرًا وتهاجمه علنًا.


الكلمات المفتاحية

"