ad a b
ad ad ad

ببصمات داعشية.. «السيارات المفخخة» تستهدف إعادة إعمار العراق

الجمعة 09/نوفمبر/2018 - 05:10 م
«السيارات المفخخة»
«السيارات المفخخة»
محمد شعت
طباعة
بعد هدوء نسبي في العراق منذ إعلان الحكومة القضاء على تنظيم داعش خلال ولاية حيدر العبادي، عادت ظاهرة التفجيرات مرة أخرى؛ إذ أعلن مركز الإعلام الأمني العراقي، مساء أمس، انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة قرب أحد المطاعم، غربي الموصل.
ببصمات داعشية.. «السيارات
وأشارت تقارير رسمية إلى أن الانفجار؛ أسفر عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 23 آخرين في صفوف المدنيين، فضلًا عن حدوث أضرار في المطعم والمباني المجاورة له، مؤكدة أن القوات الأمنية طوقت مكان الحادث، وباشرت التحقيقات لمعرفة أسبابه.
العميد محمد الجبوري،
العميد محمد الجبوري، أحد قيادات «عمليات نينوى»
عودة السيارات المفخخة
العميد محمد الجبوري، أحد قيادات «عمليات نينوى»، قال في تصريحات صحفية أمس: إن «الحادث وقع بعد انفجار سيارة مفخخة ركنها مسلحون مجهولون بالقرب من مطعم في شارع بغداد، في منطقة الموصل الجديدة؛ أسفر عن مقتل 13 مدنيًّا وإصابة 23 آخرين، وإصابات بعضهم خطيرة جدًّا».

ويعد الانفجار هو الأول من نوعه، منذ استعادت القوات الحكومية في يوليو 2017 السيطرة على ثاني كبرى مدن العراق من أيدي تنظيم داعش الإرهابي، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية.

وطردت القوات العراقية داعش من كل المناطق الحضرية، التي كان يسيطر عليها، إلا أن التنظيم المتشدّد مازال يحتفظ بخلايا سرية في أنحاء عدة بالعراق، لاسيما في المناطق الصحراوية، وعلى طول الحدود مع سوريا، إضافةً إلى غرب الموصل.

 المحلل العسكري العراقي،
المحلل العسكري العراقي، «زياد الشيخلي»
بصمات داعش
في ظلِّ حالة الجدل التي أعقبت التفجير، أثيرت تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء تنفيذه، وهو ما كشفه المحلل العسكري العراقي، «زياد الشيخلي»؛ إذ قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن التفجير يحمل بصمة تنظيم داعش؛ حيث إنه كان بطريقة التفجير المزدوج بانفجار سيارة مفخخة، ثم أعقبه تفجير حزام ناسف، وهذه الطريقة بدأها تنظيم القاعدة واستمر عليها تنظيم داعش، رغم عدم تبني الحادث رسميًّا إلى الآن من أي جهة.

وعن توقيت الحادث الذي يتزامن مع بدء إعمار الموصل جراء التخريب الذي خلفته العمليات العسكرية، قال «الشيخلي»: إن هناك رسائل عدة منها سياسية وأخرى أمنية واقتصادية، موضحًا أن الرسالة السياسية موجهة إلى الحكومة المركزية في بغداد، وكذلك للعالم بأن «نينوى» وخصوصًا «الموصل»، مازالت تحت ضربات «داعش»، وهو الذي يحدد الوقت والمكان لهذه العمليات، والدليل على ذلك أن التفجير جاء بعد يومين من صدور خطة إعمار نينوى، والغبن الكبير لمنطقة الساحل الأيمن للموصل.

«الشيخلي»، أشار إلى أن الرسالة الأمنية موجهة إلى القطاعات العسكرية داخل الموصل، ومنها قوات الحشد الشعبي خصوصًا، وتحذير من عدم احترام المواطن الموصلي كما كانت تفعل قوات الشرطة الاتحادية قبل عام 2014، مؤكدًا أن الرسالة الاقتصادية موجهة إلى شركات الإعمار التي تنوي القيام بأعمالها قريبًا.

المحلل العسكري العراق، رأى أيضًا أن داعش بعد خسارته العسكرية، يطمح إلى أن يكون له نصيب بالجانب الاقتصادي؛ من أجل تمويل تنظيمه من جديد، والكثير من أهالي نينوى يعلمون أن أغلب الشركات المحلية وبعض الشركات العراقية الأخرى بها سيطرة ونفوذ لبعض قيادات هذا التنظيم.

وأشار إلى أن من يرغب في معرفة أسباب التفجير والتصعيد الأمني داخل الموصل فعليه أن ينتظر ويراقب المشهد القادم، ويرى الشركات التي ستقوم بالإعمار وإلى أي جهة تعود، بعدها يستطيع الجميع معرفة الحقيقة.

 المحلل السياسي العراقي
المحلل السياسي العراقي «أنمار الدروبي»
مخطط إيراني
وعن عودة داعش إلى العراق خلال المرحلة الأخيرة، قال المحلل السياسي العراقي «أنمار الدروبي»: إن هناك ملامح كثيرة تتضح يومًا بعد يوم، بشأن وجود مخطط جديد يستهدف العراق على أصعدة عدة، بدا ذلك من خلال تسميم أسماك الأنهار، وزيادة رواتب ميليشيا الحشد الشعبي.

«الدروبي»، شدد على أن إطلاق عناصر هذا التنظيم الإرهابي تقف خلفها جهات مستفيدة قد فتحت لها منافذ التسلل، وهو ما يمثل الفصل الثاني من المؤامرة بشكل واضح، خاصةً أن عملاء إيران من ميليشيا الحشد الشعبي سيستميتون؛ من أجل تثبيت دعائمهم أكثر في المحافظات «السُنية»، وذلك من خلال السماح لدخول داعش مرة أخرى إلى الموصل.

وأضاف، أن «المشروع الفارسي الظلامي قائم على إبادة الجنس العربي، وتدمير كل قيمه وديننا، بل وحتى أخلاقنا، وكل ذلك يقوم على حساب دماء العراقيين، وذلك من أجل منع أي مبادرة تعيد إعمار المدن والمناطق التي كانت محتلة من قِبل التنظيم الإرهابي».
"