تنظيم «داعش» يعود للعراق.. وتنفيذ أجندة لـ«الممولين»
أثار تنظيم «داعش» الجدل بعد ظهوره مجددًا في عدة مناطق من العراق، وتنفيذه عمليات إرهابية، وهو الأمر الذي حذرت منه أطراف دولية خوفًا من اندلاع موجة جديدة من العنف والتخريب في المنطقة التي عانت لسنوات من دموية التنظيم.
صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تناولت الظاهرة، وقالت في تقرير لها، إنه على الرغم من إعلان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، النصر على تنظيم داعش في الأراضي العراقية بالكامل، فإن التنظيم عاد بسرعة كبيرة، مشيرة إلى أن الهجمات الصغيرة النطاق تتم غالبًا في مناطق نائية تم إهمالها من قِبل الحكومة.
موجة عنف
أثارت موجة العنف الأخيرة القلق لدى العراقيين، خاصة بعد تنفيذ التنظيم عمليات في محافظات ديالي وكركوك وصلاح الدين، وهو ما يشير إلى اتساع رقعة العمليات التي ينفذها التنظيم بعد انحسارها، إضافة إلى استهداف البنى التحتية خاصة خطوط الكهرباء والبترول، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه العراق بالأساس من نقص كهرباء، إضافة إلى استخدام إيران للكهرباء كورقة ضغط.
وجاء فيديو بثه التنظيم مؤخرًا لعملية إعدام لعدد من المخطوفين بمثابة صدمة للعراقيين، خاصة وأن التنظيم خلال الشهرين الماضيين اختطف عشرات الأشخاص، بينهم عدد من المسؤولين المحليين وشيوخ القبائل وزعماء قرويون، إضافة إلى نصب الكمائن واختطاف المسافرين ومصادرة الشاحنات.
سيناريو إيراني أمريكي
المحلل السياسي والكاتب العراقي، عبد الجبار الجبوري، رأى في تصريح خاص لـ«المرجع» أن داعش صناعة أمريكية وإيرانية وإسرائيلية، لذلك فإن كل منهما يحركه حسب مصالحه فإيران قد تكون وراء تحريك التنظيم لإلهاء الاستراتيجية الأمريكية وإشغالها عن محاصرة طهران وتطبيق الحظر على تصدير نفطها بالكامل.
«الجبوري» أشار أيضًا إلى أن أمريكا أيضًا تستخدم «داعش» لزعزعة الوضع في العراق لصالح استراتيجيتها، بتسهيل عودة داعش واشتباكه مع الميليشيات الإيرانية وإشغالها وإنهاكها لتسهيل فرض شروطها عليه وعلى إيران، في حين يقوم المشروع الإيراني، على زجّ داعش في حرب داخلية داخل الأراضي العراقي لإشغال أمريكا، وتغاضيها عن تنفيذ حصارها التاريخي عليها.
المحلل السياسي العراقي، أكد أن التنظيم أيضًا الذي يمثل مصالح قوى كبرى يريد أن يرفع معنويات عناصره بعد خروجه من العراق وفشله في تحقيق أهدافه، ليعطي انطباعًا للعالم بأنه مازال باستطاعته تهديد العالم، لذلك فإن داعش يعيد تمدده المزعوم ظنا منه انه يستطيع ان يعيد السيطرة على المدن والقضية التي خسرها، إضافة إلى أنه وصل لحافة الإفلاس المالي والاقتصادي لخسارته الحقول النفطية والموارد الاقتصادية في العراق وسوريا.
«الجبوري» شدد أيضًا على أن المدن المحررة من داعش لن تسمح بعودة التنظيم، وذلك لقناعات راسخة لدى أهلها، بأن ما فعله بهم داعش، من قتل وتهجّير وذبح وتفجير وتهديّم بيوتهم، لا يمكن نسيانه، ولا يمكن تكرّار احتضانهم بحجة الانتقام من الأحزاب وحكومة بغداد التي تجاهلتهم وأقصتهم وهمشّتهم سنوات.
المحلل السياسي العراقي أوضح، أن داعش فقد الحضانة الرئيسية التي تُمكّنه من العودة إلى الأبد، والخلايا الموجودة حاليًّا مأزومة منكسرة ومهزومة ولا تأثير لها مطلقًا، وهي تحت سيطرة الأجهزة الأمنية والاستخبارية، التي تقوم يوميًّا بإلقاء القبض عليها وإحالتها إلى القضاء، إذن قوة داعش المتخفية ضعيفة ومطاردة ولا قيمة لها.
خلايا نائمة
مراقبون للشأن العراقي، اعتبروا أنه على الرغم من وجود عمليات لـ«داعش» خلال الآونة الأخيرة، فإن هناك تضخيمًا لحجم التنظيم وتأثيره في العراق، وهو أمر غير حقيقي ، وهناك جهات كثيرة قد تستفيد من هذا التضخيم.
المحلل السياسي العراقي، أنمار الدروبي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع» إن العمليات التي نفذها داعش تؤكد أن التنظيم لم ينته نهائيًا في العراق، وهو ما يؤكد أن تصريحات حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي السابق بشأن القضاء على التنظيم لم تكن دقيقة، ولم تنجح الحملة الحكومية في تطهير الأراضي العراقي من التنظيم بشكل نهائي.
«الدروبي»، أشار إلى وجود خلايا نائمة تابعة للتنظيم في عدة مدن عراقية، خاصة في المحافظات الغربية وأطراف محافظة كركوك، إلا أن هناك تضخيمًا إعلاميًّا حول عودة داعش ، وأحد أهداف هذا التضخيم بسط نفوذ ميليشيا الحشد الشعبي أكثر في المحافظات السنية.





