بتر ذراع إيران في اليمن.. الإرهاب الحوثي يلفظ أنفاسه الأخيرة
الخميس 08/نوفمبر/2018 - 05:56 م

الإرهاب الحوثي
محمد شعت
يوم تلو الآخر يضيق الخناق على عناصر ميليشيا الحوثي باليمن، خاصةً مع توالي الانتصارات التي يحققها التحالفُ العربي على أرض الواقع، وهو ما كبد الميليشيا في الشهور الأخيرة العديد من الخسائر في الجانب البشري والاقتصادي والجغرافي، الأمر الذي جعلها محاصرة من كل الجوانب.

الميليشيا في «صعدة» و«صنعاء»
وتُعد الانشقاقات التي باتت تضرب وبقوة صفوف ميليشيا الحوثي، هي التحدي الأكبر الذي تواجهه، خاصةً في ظلِّ الصراع الدائر بين جناحي الميليشيا في «صعدة» و«صنعاء»، والمساعي المستمرة من قِبل كل طرف للسيطرة على السلطة والثروة معًا؛ وهو ما أدى إلى انشقاق قيادات كبيرة، للحد الذي وصفه المراقبون بأنه «قفز من السفينة» التي توشك على الغرق.

قوات الجيش اليمني
خسائر متوالية
وتكبدت ميليشيا الحوثي، خلال الأيام القليلة الماضية، خسائر فادحة، خاصةً بعد نجاح العملية العسكرية الواسعة التي تقودها القوات المشتركة؛ لتحرير وتطهير الحديدة من سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران، في محاصرة بوابة جامعة الحديدة، والسيطرة على نقطة الكيلو 16 ومعسكر الدفاع الجوي شرق المحافظة، وسط انهيار كبير في صفوف الانقلابيين، ومقتل 180 عنصرًا وأسر العشرات منهم.
كما تمكنت قوات الجيش اليمني، بدعم من قوات التحالف العربي، من تحرير مناطق في «حجة»، إضافةً إلى نجاح القوات المشتركة من تحرير مناطق في «حرض» و«حيران»؛ لتواصل تقدمها نحو المناطق الغربية باتجاه محافظة الحديدة لفتح جبهة جديدة فيها، والالتحام مع الجبهات القادمة منها.

الحصار يشتد
وخلال الأيام الأخيرة، حاولت عناصر الميليشيا التسلل إلى المناطق المحررة، أملًا في الوصول إلى مناطق استراتيجية شرق العاصمة صنعاء؛ إلا أن قوات الجيش اليمني قضت على هذه المحاولة، وذلك حين تمكنت بدعم من قوات التحالف العربي، من السيطرة على آخر معاقل الحوثيين في منطقة «ظهر البياض» التابعة لمديرية «الملاجم»، والوصول إلى منطقتي «الوقائية» و«الشقب» بعد تحريرها العديد من المناطق، وباتت قريبة من إعلان الملاجم مديرية محررة بالكامل؛ إضافةً إلى تمكنها من السيطرة على مديرية «جبن» بالكامل.

الباحث في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي
تحرك إيراني للإنقاذ
وتسعى إيران جاهدة إلى وقف عملية «بتر ذراعها باليمن»، ورفع الحصار المتزايد على ميليشيا الحوثي؛ وذلك لأن دحر العناصر الحوثية الإرهابية يتسبب في خسارة فادحة لطهران، ويمثل لها ضررًا بالغًا وخطرًا على مشروعها الصفوي.
ويرى الباحث في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، أن الإيرانيين لن يتخلوا على الإطلاق عن دعم الحوثيين الانقلابيين، خاصةً وأن الأحداث كشفت عن أن هذه الميليشيا تحقق الأهداف الإيرانية المنشودة حتى الآن، من حيث ممارسة الضغط على المملكة العربية السعودية، واستنزاف الكثير من قدراتها ومقدراتها العسكرية والمالية، وهو ما يفسر تعمد الحوثيين مرارًا وتكرارًا إفشال الأدوار، التي يقوم بها مبعوثو الأمم المتحدة في اليمن منذ سنوات، التي كان آخرها محاولة المبعوث الدولي مارتن جريفيث لرعاية مباحثات في السويد منذ أسابيع.
وأضاف «الهيتمي»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن إيران تترقب كل السيناريوهات المحتملة في اليمن، ومن ثم فإنها تُقدر احتمالية سقوط الحوثيين، أو على الأقل رضوخهم للضغط الدولي والاستجابة لدعوات التفاوض والدخول في جولات مباحثات جديدة، وعليه فإن الميليشيا المدعومة من طهران في حال ذهابهم لهذه المباحثات لابد أن يمتلكوا أوراقًا قوية يمكنهم من خلالها أن ينتزعوا أكبر قدر من المكاسب، وهو الأمر الذي سيكون محل دعم إيراني؛ إذ أن ذلك يمكن أن يتوافر من خلال مد الحوثيين بأسلحة جديدة أو صواريخ إضافية تمكنهم من تكثيف هجماتهم لاستهداف السعودية.

طهران والحوثيون
آليات الدعم
وأكد الباحث في الشأن الإيراني، أن إيران لا تدخر جهدًا في دعم ميليشيا الحوثي؛ إلا أن هناك شكلًا آخر من الدعم الإيراني للحوثيين أعتقد أنه حقق نجاحًا باهرًا حتى اللحظة، بل من المرجح أن يواصل نجاحه، وهذا الشكل يتمثل في الحملة الدعائية والسياسية التي تشنّها طهران وأذرعها الإعلامية في كل مكان، التي تروج فيها لأكاذيب حول الكارثة الإنسانية في اليمن وضرورة وقف العمليات العسكرية للتحالف العربي، والتحايل في نسج الأكاذيب؛ من أجل تصوير تدهور الأوضاع في اليمن وكأنه مسؤولية التحالف والجيش اليمني.
وأوضح «الهيتمي»، أن ذلك يتم دون الإشارة إلى أن ما يحدث هو رد فعل على انقلاب الحوثيين، وتمردهم ومحاولة لاستعادة الشرعية المسلوبة، ودون النظر إلى أن هؤلاء الذين يشنّون هذه الحملات لم يشيروا من قريب أو بعيد إلى كيفية التعاطي مع هذا الملف في ظل التعنت الحوثي، وعدم التجاوب مع أي مبادرات، وهو بالطبع ما يعني أن يتمدد الحوثيون، وأن يسيطروا على أكبر مساحة ممكنة من اليمن، وهو الأمر الذي يرسخ للمشروع الإيراني.