ad a b
ad ad ad

تضخيم «الحشد الشعبي».. الحكومة العراقية تسبح في فلك إيران

الثلاثاء 06/نوفمبر/2018 - 10:03 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

جاءت تصريحات رئيس الوزراء العراقي الجديد، عادل عبدالمهدي، بشأن الحشد الشعبي؛ لتكشف عن بقاء السياسة العراقية على ما هي عليه، خاصةً في ظلِّ الإبقاء على أكبر الميليشيات المدعومة إيرانيًّا، ومحاولة دمجها في الجيش العراقي، وهو ما يؤكد أن القرار العراقي مازال يدور في الفلك الإيراني.

رئيس الوزراء العراقي
رئيس الوزراء العراقي الجديد، عادل عبدالمهدي

«المهدي» أكد في تصريحات على بذل الجهود لإيجاد مصادر مالية لدعم الحشد الشعبي، مشيرًا إلى أنه ضرورة باقية، وأنه قوة مرادفة للجيش والقوات الأمنية في العراق، مضيفًا أن «الحشد إنجاز تاريخي للعراق»، وأنه «أعطى قوة للجيش والشرطة وباقي الأجهزة الأمنية».


 للمزيد.. تشكيل الحكومة.. هل سقط العراق في فخ المصالح «الأمريكية- الإيرانية»؟


تضخيم دور الحشد

تصريحات المهدي ذهبت إلى أن الحشد حقيقة كبيرة لا يمكن تجاوزها ومن واجبنا دعمه، مضيفًا: «سنعمل معًا لإيجاد مصادر مالية لدعم الحشد»، مشددًا على أن الإبقاء على الحشد من أهم واجبات الحكومة العراقية، وسيتم دعم هذا الوجود بقوة.

 

«المهدي» كشف عن نيته الإبقاء على دور الحشد بشكل دائم؛ حيث قال: «هناك مَن يحاول أن يقول إن الحشد مؤقت، وأنا أؤكد أن الحشد ضرورة باقية، مشيرًا إلى أنه سيبذل كل جهده لكي يحصل الحشد على كامل حقوقه»، مضيفًا أن «شهداء الحشد يجب أن يُكَرّموا تكريمًا يليق بهم»، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون تضحيمًا لميليشيا الحشد، وبالتالي بقاء السيطرة الإيرانية على القرار العراقي.


 للمزيد.. برهم صالح.. رجل كردستان المُقرب من إيران يحكم العراق

 السياسي العراقي،
السياسي العراقي، أنمار الدروبي

الدوران في فلك إيران

المحلل السياسي العراقي، أنمار الدروبي، رأى في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن عادل عبدالمهدي لا يمكنه أن يخرج من فلك التوغل الإيراني بالعراق، خاصةً أنه جاء باتفاق دولي بين أمريكا وإيران، لافتًا إلى أن الحشد الشعبي ميليشيا تابعة أيديولوجيًّا لولاية الفقيه، وهذا باعتراف قياداتهم.


وأضاف «الدروبي» أنه بالرغم من أن عادل عبدالمهدي يتسم بالليبرالية، فإنه يحاول الإبقاء على ميليشيا الحشد الشعبي؛ لكي يتجنب الاصطدام مع إيران، وكذلك إرضاء لأحزاب الإسلام السياسي، التي تتلقى أوامرها من إيران، وتحديدًا من «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.


وأوضح «الدروبي» أن هناك حقيقة ثابتة في المشهد السياسي العراقي، وتتمثل في أن يأتي رئيس الوزراء من المكون «الشيعي»، ومن المعلوم أن إيران مسيطرة على المكون الشيعي وهي من تقوده، إضافةً إلى أن إيران مسيطرة وبكل قوة على أغلب الأحزاب والكتل «السنية»، مع سيطرتها التامة على حزب الاتحاد الكردستاني، موضحًا أن كل هذه التداخلات تؤكد أن عادل عبدالمهدي أو غيره لا يستطيعون تغيير المشهد السياسي في العراق.


للمزيد.. لصوص بغداد.. صراع «الحشد» و«العبادي» يسرق مستقبل العراق

 السياسي العراقي
السياسي العراقي هلال العبيدي
منظومة طائفية
المحلل السياسي العراقي هلال العبيدي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن حكومة عادل عبدالمهدي يُطلق عليها الآن في العراق حكومة الاحتلال السادسة بعد حكومات علاوي، والجعفري، والمالكي الأولى، والمالكي الثانية، والعبادي، والآن الحكومة السادسة ورئيس وزرائها السيد عبدالمهدي، الذي جاء بتوافق إيراني أمريكي مدعومًا من المرجعية، فهو يمثل توجهات إيران وأمريكا في المنطقة، وهذه العملية مستمرة منذ عام 2003.

«العبيدي» أشار أيضًا إلى أن ميليشيا الحشد الشعبي، هي بمثابة جزء من المنظومة الطائفية الأمنية العراقية، إضافةً إلى أنها جزء من مشاريع الفساد المالي في العراق من خلال التسليح والرواتب للجنود الوهميين.

واعتبر «العبيدي» أن الحشد يؤدي دورين مهمين: الأول، هو اليد المسلحة الضاربة لأي انتفاضة محتملة في العراق تُطالب بتوفير الخدمات الأساسية للحفاظ على سلطة الأحزاب، مشيرًا إلى أن الدور الثاني الذي يلعبه الحشد هو توفير ومنفذ سيولة مالية للاستفادة من دعم الدولة من خلال الفساد المستشري في كلِّ مفاصل الحشد؛ وذلك لديمومة بقاء الأحزاب المسلطة على الشعب العراقي.


تضخيم «الحشد الشعبي»..
تنفيذ أوامر طهران
المحلل العسكري العراقي زياد الشيخلي، رفض في تصريح خاص لـ«المرجع» ما يتردد بشأن أن فرنسا وإنجلترا جاءتا بعادل عبدالمهدي، مشيرًا إلى أن مَن يقول إن جميع الكتل السياسية اتفقت عليه كونه الأصلح فأيضًا هو واهم، لافتًا إلى أن مَن جاء بعبدالمهدي هم قيادات الحشد الشعبي الذين يدينون بالولاء لإيران.

وأشار الشيخلي إلى أن المهدي جاء باتفاق إيراني واضح عندما جاء قاسم سليماني إلى العراق قبل الترشيحات، واجتمع بقيادات سياسية وقيادات للحشد الشعبي ولاؤهم المطلق لإيران، وهناك تمت عملية اختيار عادل عبدالمهدي بعد الاتفاق معه على عدة نقاط أهمها الإبقاء على هيئة الحشد الشعبي، وتعزيز قدراته، وكذلك المساعدة في كسر الحصار الأمريكي على إيران قدر الإمكان.

المحلل العسكري العراقي اعتبر أن كل هذه المؤشرات أكدها خطاب عبدالمهدي بضرورة الإبقاء على الحشد الشعبي، واعتباره إنجازًا تاريخيًّا، إضافة إلى أنه تلاحظ يوم أمس أن اجتماع عبدالمهدي بقيادات الحشد الشعبي كان يخلو من حضور حيدر العبادي، وهو المكلف بقيادة الهيئة والمعلومات، وهو ما يشير إلى أن الأوامر جاءت إلى عبدالمهدي بعدم حضور العبادي كان مباشرة من أبو مهدي المهندس، وهذا دليل على سيطرة هذه القيادات ونفوذها القوي على عادل عبدالمهدي.

«الشيخلي» شدد أيضًا على أن إيران والحشد الشعبي يعلمون أن السيد عبدالمهدي أضعف شخصية موجودة في الواقع السياسي العراقي، وأنه كثير الانسحاب والاستقالة، وهذا ما تطمح له إيران وقيادات الحشد الشعبي في حال طلب عبدالمهدي الاستقالة ليصبح العراق في فراغ سياسي، واشتعال الصراع على مَن يتولى المنصب من جديد.
"