تكبد العراق في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي، والجماعات
المسلحة خسائر اقتصادية كبيرة، وبحسب إحصائية أصدرتها وكالة سبوتنيك الروسية في ديسمبر2017، تراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي في العراق إلى 49 مليار دولار خلال 2017، بعدما وصل
إلى 80 مليار دولار في 2013، وبلغت الخسائر في البنية التحتية نحو 350 مليار دولار،
وتراجعت القدرة الكهربائية في العاصمة بغداد لنحو 8 ساعات عمل يوميًّا.
ويعاني العراق من أزمة اقتصادية كبيرة، وعلى الرغم من أنه تاسع أغنى بلد في العالم؛ لما يملكه من نفط وغاز طبيعي، ووفرة المياه وخصوبة الأراضي، فإن الحرب ضد الإرهاب والتخبط الإداري من قِبل الحكومة؛ أدى إلى تبديد كثير من هذه الثروات.
وبحسب شبكة سكاي نيوز الإخبارية، فإن الثروة السمكية في العراق تتعرض إلى كارثة كبيرة؛ بسبب نفوق آلاف الأطنان من الأسماك في المزارع المقامة علي جانبي نهري دجلة والفرات؛ حيث يعاني النهران من انخفاض في منسوب المياه؛ نتيجة إقامة السدود ومشروعات استصلاح الأراضي في كلٍ من تركيا وإيران .
للمزيد..نقص المياه.. وسيلة «داعش» لاستقطاب مزارعي العراق
وتعتبر بابل وكربلاء والنجف والديوانية، أكثر المحافظات تأثرًا بالكارثة؛ لنفوق آلاف الأطنان من الأسماك في المزارع على جانبي نهري دجلة والفرات، وأرجعت وزارة الزراعة العراقية أسباب الكارثة إلى خفض منسوب المياه القادم من تركيا وإيران، وارتفاع معدلات التلوث في النهرين، وشكلت وزارة الصحة فريقًا للتحقيق في هذه الظاهرة وأسبابها.
قال حسن الجنابي، المحلل السياسي العراقي: إن العقوبات على إيران من جانب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تدفع ثمنها الدولة العراقية؛ حيث تسعى طهران إلي الهروب من تلك الأزمة بتوجيه ضربات قوية للاقتصاد العراقي؛ لتعويض خسائرها من النفط.
وأوضح الجنابي في تصريح خاص لـ«المرجع» أن إيران تسعى إلى قطع بعض الروافد المغذية لنهر دجلة؛ ما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في منسوب المياه فتموت الأسماك، مشيرًا في حديثه لكلام نائب وزير الزراعة الإيراني علي مراد أكبري، الذي أكد أن بلاده ستقطع 7 مليارات قدم مكعبة من المياه الواصلة نحو العراق، وذلك لاستخدمها في الاستصلاح الزراعي وإقامة المشروعات الزراعية، جنوبي وغربي إيران.
وأضاف المحلل السياسي العراقي، أن الأزمة مع تركيا تظهر من المنبع؛ حيث تسعى أنقرة إلى بناء 22 سدًّا على جانبي نهري دجلة والفرات، وذلك ضمن مشروع الأناضول لاستصلاح مساحة كبيرة من الأراضي، ومنها علي سبيل المثال، سد إليسو؛ حيث سيتسبب في انخفاض حصة العراق من تدفق نهر دجلة نحو 343 مليار قدم مكعبة سنويًّا.
وفي السياق ذاته، قال هشام البقلي، مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان زايد لدراسات الشرق الأوسط: إن إيران وتركيا تستغلان موارد العراق بشكل كامل جنوبًا وشمالًا، والأزمات الاقتصادية تعود في الأساس إلى ارتباط النظام الاقتصادي العراقي الإيراني، وهذا ما صرح به رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، عندما طالب من واشنطن استثناء العراق من عقوبات إيران؛ نظرًا للارتباط الاقتصادي بينهما.
وأفاد «البقلي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، بأن الاقتصاد الإيراني يعيش أسوأ حالاته، فمن الطبيعي أن يؤثر سلبًا على العراق، نظرًا للتدخل في العلاقات فيما بينهما.
ورأى البقلي أن العراق قادر على حل الأزمة الاقتصادية، التي يعيشها في الفترة الحالية في حالة تمسكه بالخروج من العباءة الإيرانية، وطلب المساعدة العربية؛ لتقوية الاقتصاد العراقي والصمود أمام مواجهة الأذرع الإيرانية بالداخل.
وأوضح أن السدود التي تبنيها تركيا على جانبي نهري دجلة والفرات، تمثل إهدارًا تامًّا لحقوق العراق، وتهدف فقط لتوفير أكبر قدر من المياه لتركيا، إضافةً إلى إقامة محطات توليد كهرباء لصالحها.