مسلسل استهداف أقباط مصر.. الإرهاب على طريقة «الخرساني»
استهدف مسلحون ثلاث حافلات تقل مسيحيين، أثناء عودتهم من دير «الأنبا صموئيل المعترف»، اليوم الجمعة 2 نوفمبر 2018، من خلال إطلاق النيران على الحافلة الأخيرة، بعدما تمكنت الأولى والثانية من الهرب، ما أسفر عن استشهاد عددٍ من الأقباط وإصابة آخرين.
وشهدت المنيا العام الماضي، هجومًا مماثلًا، إذ نفّذ مسلحون عملية إرهابية صباح الجمعة، الموافق 26 مايو 2017، راح ضحيته أكثر من 25 شهيدًا قبطيًّا، أغلبهم من الأطفال، الذين قُتلوا أثناء توجههم للدير، في رحلة نظمتها الكنيسة.
وكشف
بيان وزارة الداخلية آنذاك، أن ثلاث عربات دفع رباعي، استقلها منفذو الحادث الذين أطلقوا
النيران بشكل عشوائى تجاه أتوبيس يقل عددًا من
المواطنين الأقباط أثناء سيره بالطريق الصحراوى الغربى دائرة مركز شرطة العدوة،
مبينًا أن الإرهابيين لم يسلكوا الطرق الرئيسية، وسلكوا الدروب الصحراوية.
وفي التاسع من أبريل في العام ذاته، خلال الاحتفال بـ«أحد الشعانين»، شهدت كنيسة «مار جرجس» في مدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية، والكنيسة «المرقسية» بالإسكندرية، تفجيرين متزامنين، أسفرا عن مقتل ما يقرب من 44 مواطنًا، وإصابة أكثر من مائة آخرين.
كما سبق للتنظيم ذاته، أن تبنى حادث تفجير كاتدرائية القديس مرقس بالقاهرة، صباح الأحد 11 ديسمبر 2016، بعبوة ناسفة تزن 12 كيلوجرامًا، قُتل على أثره 29 شخصًا وأصيب 31 آخرون.
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن هوية منفذ العملية الانتحارية، مشيرًا إلى أن منفذها شاب يدعى محمود شفيق محمد مصطفى، من محافظة الفيوم، يبلغ من العمر 22 سنة.
ونشر «داعش» الإرهابي إصدارًا مرئيًّا في فبراير 2017، يحمل اسم «وقاتلوا المشركين كافة»، هدد فيه أقباط مصر، خلال رسالة مصورة لمفجر الكنيسة البطرسية، التي قال فيها: «ويا أيها الصليبيون في مصر، فإن هذه العملية التي ضربتكم في معبدكم لهي الأولى فقط، وبعدها عمليات إن شاء الله، وإنكم لَهدفنا الأول، وصيدنا المفضل، ولهيب حربنا لن يقتصر عليكم، والخبر ما سترون لا ما ستسمعون».
وصية «الخرساني»
ويستند الدواعش إلى وثيقة معنونة بـ«قطع النياط في رد عادية الأقباط»، وضعها الانتحاري الأردني، همام خليل البلوي، المكنى بـ«أبودجانة الخرساني»؛ لإهدار دم أقباط مصر والتحرّيض على قتالهم وهدم كنائسهم؛ بزعم أنهم ليسوا أهل ذمة _على نقيض ما ورد في القرآن-.
وبحسب «الخرساني» فإن حماية الدولة والمسلمين للأقباط ليست واجبة؛ لذا وجّه أتباعه من التنظيمات المتطرفة، بقتالهم وهدم كنائسهم، وفي حال رفض الحاكم، تقوم مجموعات بتنصيب أميرٍ لهم، قائلًا: «يَصح قتالهم بقيام جماعة من المسلمين ينصبون أميرًا لهم، ولو قاتلهم المسلمون أفرادًا لكان لقتالهم وجه صحيح»
وحرّض «أبو دجانة» على استهداف «البابا»، وهو ما هدّد به تنظيم «داعش» في أكثر من إصدار مرئي؛ استجابة لوصية «الخرساني»، إضافة إلى التحريض على التجار المسيحيين وصاغة الذهب وأصحاب المصانع وغيرهم من أصحاب رؤوس الأموال.
للمزيد:
على شريعة «أبي دجانة الخرساني».. التنظيمات الإرهابية تستهدف الكنائس





