«عراقيل الملالي».. حزب الله يفخخ حكومة «الحريري» بـ«سنة 8 آذار»
الأربعاء 31/أكتوبر/2018 - 07:28 م

سعد الحريري
علي رجب
عاد حزبُ الله اللبناني لممارسة سياسته، التي اعتاد عليها طوال الفترة الماضية، والمُتمثلة في وضع العراقيل أمام تشكيل الحكومة اللبنانية، التي كان آخرها المطالبة بأن يكون هناك وزراء من حلفائه السنة بتيار «8 آذار»، وهو الأمر الذي رفضه رئيس الوزراء المُكلَّف سعد الحريري؛ لأنه سيُخْصَم من الحصة الوزارية لـ«تيار المستقبل» الذي يتزعمه الحريري.

نواب «8 آذار»
أفرزت انتخابات مجلس النواب اللبناني التي جرت في مايو 2018، عن فوز 10 نواب ينتمون إلى الطائفة السنيَّة، محسوبين على تيار «8 آذار» الذي يقوده حزب الله اللبناني، ولا يؤيدون أو يناصرون تيار المستقبل.
والنواب السنة المحسوبون على تيار«8 آذار»، هم: نجيب ميقاتي، وفيصل كرامي، وجهاد الصمد، وعدنان طرابلسي، وفؤاد مخزومي، والوليد سكرية، وعبد الرحيم مراد، وأسامة سعد، وقاسم هاشم، وبلال عبدالله.
ويرى مراقبون أن تصدير حزب الله لأزمة «توزير سنة 8 آذار»، هدفها أمران، الأول: إضعاف السنة في لبنان عبر سياسة «الوقيعة» بين تياراتها، وذلك من خلال الظهور بمظهر المدافع عن حقوق شريحة منهم، والأمر الثاني: هو وضع مزيدٍ من العراقيل والشروط التعجيزية أمام رئيس الحكومة سعد الحريري.

وقالت صحيفة «اللواء» اللبنانية: إن الكرة في ملعب «حزب الله»، الذي أوجد عقدة تمثيل سنة «8 آذار»، والمفتاح بيد الحزب لحلحلة هذه العقدة، مشيرةً إلى أن ما يتم الحديث عنه من أن نواب 8 آذار حصلوا على 40 % من الأصوات في الانتخابات النيابية الأخيرة «كذبة».
واعتبرت مصادر لبنانية، تحدثت لصحيفة «النهار»، أن ما يحدث هو عملية سياسية من قبل حزب الله، هدفها إضعاف كل التيارات في لبنان.
وذكرت المصادر، أن حزب الله يرفض القبول بأن يكون الوزير السني من حصة الرئيس اللبناني ميشال عون للتأخير فقط، لكنه سيقبل لاحقًا إذا ما وافق «عون» الذي يمانع حتى تاريخه مطالب الحزب، لعلمه الأكيد بأن الهدف من اللعبة جعل حصته مع حصة تيار المستقبل لا تتجاوز 9 وزراء في حكومة سعد الحريري.
فيما ذكر مصدرٌ لبناني لصحيفة اللواء، أن توزير سنة «8 آذار» يُعد محاولة صريحة ومباشرة؛ «لإذلال» رئيس الحكومة سعد الحريري من قبل حزب الله.

المحلل السياسي اللبناني، علي الأمين
مفخخات حزب الله
من جانبه اعتبر المحلل السياسي اللبناني، علي الأمين، مطالب حزب الله بتوزير سنة 8 آذار، محاولة من الحزب لعرقلة خروج الحكومة إلى النور، قائلًا: «الرئيس اللبناني ميشال عون، فوجئ بموقف حزب الله، خصوصًا أنه قطع عهدًا لرئيس الوزراء سعد الحريري، بحل مسألة حصة الحزب، التي تعد الخطوة الأخيرة قبل إعلان تشكيل الحكومة الجديدة».
وأضاف «الأمين»، في مقال له نشره موقع «جنوبية»، أن «حزب الله نصَّب نفسه بموقع من يقرر في شأن له آلياته الدستورية، أي رئيس الحكومة المكلف، ورئيس الجمهورية».
وأكد المحلل السياسي اللبناني، أن «سنة 8 آذار ليسوا هم المشكلة الفعلية، فما ناله حزب الله وأتباعه في الحكومة، لم ينالوه في أي حكومة سابقة، وهذا ما يرجح أن المسألة تتصل بما هو أبعد، ولذا فإن إيران هي من يحل هذه المعضلة، وربما على الأوروبيين أن يكرروا ما كانوا يفعلونه، وهو الطلب من إيران أن تشارك في حل معضلة اختلقها حزب الله».

من جانبه يرى الخبير في العلاقات الدولية، محمد حامد، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن عملية تصدير عقدة «توزير» نواب «8 آذار» يأتي في إطار وضع مزيد من العراقيل والضغوط على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
واتفق «حامد»، مع رؤية السياسي اللبناني، علي الأمين، بأن حزب الله ينتظر إشارة إيران من أجل إعطاء الضوء بتشكيل الحكومة، مؤكدًا أن أزمة توزير سنة 8 آذار مفتعلة، وهدفها وضع لبنان تحت ضغوط حزب الله وإيران.