ad a b
ad ad ad

حركة «الزكزكي» النيجيرية.. إيران تنشر سمومها في غرب أفريقيا

الأربعاء 31/أكتوبر/2018 - 02:53 م
إبراهيم الزكزكي
إبراهيم الزكزكي
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تتغير الأزمان وتتبدل معها طبيعة الأنظمة الحاكمة ووجوه الساسة، فيمنح التاريخ فرصة لقارئيه ومتدبري تصاريفه وأحداثه، أن يتعرفوا على أنماط قد تجلب الفوضى والدمار للشعوب، ومن تلك النماذج كان «إبراهيم الزكزكي» زعيم طائفة الشيعة المتشددة بنيجيريا، الذي استلهم أيديولوجيته الدموية من ثورة الخميني في 1979.

الزكزكي
الزكزكي

في فصل جديد من سلسلة الاضطرابات السياسية والتشدد الديني، التي تضرب بالدولة النيجيرية، تتواتر الأخبار من حين لآخر حول الأزمات الأمنية، والمظاهرات، والاعتصامات، إضافةً إلى حصيلة القتلى والمصابين ممن خلفتهم المعارك التي يفتعلها أنصار «الزكزكي»؛ حيث دبت في منتصف الأسبوع الحالي أحداث عنف وفوضى، كان طرفاها هما الجيش النيجيري وأتباع «الحركة الإسلامية»، التي يتزعمها إبراهيم بن يعقوب الزكزكي، والأخير يُمثل الامتداد الملالي على الأراضي الأفريقية.


أحداث دموية اندلعت بسبب مطالبة عناصر الحركة الشيعية بالإفراج عن زعيمهم القابع في السجون منذ ديسمبر  2015 بعد القبض عليه أثناء وجوده في حسينية «بقية الله» بمدينة زياريا بشمال البلاد، وذلك على خلفية اتهامه بقيادة الهجوم على موكب رئيس هيئة أركان الجيش.


وبالأمس، ادعت الحركة مقتل 3 من عناصرها أثناء الاشتباكات التي جرت في وسط العاصمة أبوجا؛ إذ قام مريدو الزكزكي بتنظيم مسيرات احتجاجية في وسط شوارع العاصمة التي تحتضن مقر الرئاسة، والهيئات الحكومية؛ ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين.


وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاحتجاجات عادة ما تنشط بين الحين والآخر، ففي يناير 2018 اشتعلت الاشتباكات؛ بسبب تجمع عناصر التيار الشيعي المطالبة بالإفراج عن زعيمهم، ولكن كان لتجمعهم دافع واضح، وهو الفيديوهات المصورة، التي تحدث فيها الزكزكي عن مرضه بالسجن وظروف محبسه؛ ما أجج الصراعات حينها.


حركة «الزكزكي» النيجيرية..

الزكزكي والمد  الإيراني

لا ترتبط خطورة الزكزكي بكونه قائدًا للطائفة الشيعية بنيجيريا وحسب؛ ولكن بسبب تحركه كأيقونة للمد الإيراني في أفريقيا، فإبراهيم بن يعقوب الزكزكي المولود في 1953 بولاية كادونا بشمال البلاد، نشأ في بيئة مسلمة سُنّية وحفظ القرآن ودرس تعاليمه على هذا المنهج، ولكنه اعتنق المذهب المتشدد للشيعة بعد تأثره بنموذج الثورة الإيرانية.


ولم يكن مستغربًا أن ينتمي الزكزكي لهذا الطيف المتشدد، فأثناء حياته كمسلم سُنّي تأثر بجماعة الإخوان، وعمل بإحدى الجهات المحسوبة عليها، وهي «جمعية الطلاب المسلمين».


لم ينتقل للطائفة الشيعية كشخص عادي، ولكن كزعيم يُمثل توجهات المد الصفوي بأفريقيا، فبعد استقرار أوضاع حكام إيران الذين أسقطوا نظام الشاه، ورسخوا للدولة الإسلاموية، تحولت السفارات الخاصة بالساسة الجدد إلى هيئات تجسس وتشيّع، وعن طريق ذلك تم اختيار الزكزكي؛ ليسير على اتجاه حسن نصر (زعيم الفرع الإيراني بلبنان).


وبعدها أخذ الزكزكي في دراسة المنهجية الشيعية عن طريق السفر إلى حسينيات إيران وحوزاتها الشيعية، وبعدها تسلم مهام نشر التشيّع في المنطقة، وأسس «الحركة الإسلامية» في بدايات 1980، والتي تُمثل امتدادًا لتيار الشيعة الاثنى عشرية، الذي يدعم السياسات المنهجية لولاية الفقية التي تتبعها إيران.


وبذلك تمكنت إيران من ترسيخ وجودها بدول غرب أفريقيا عن طريق تلك الحركة، وزعيمها، والحسينيات، التي أسسها في البلاد، خصوصًا في مسقط رأسه بمدينة «زياريا»، التي أصبحت رمزًا للتيار الشيعي.


وبمنهج ثابت، تحولت الدولة النيجيرية إلى نموذج يدعمه الكثيرون من المرتزقة وأصحاب المصالح؛ فأرضها تحتضن التطرف على طريقة «بوكوحرام»، والعنف والميليشيات المسلحة على طريقة «الحركة الإسلامية»؛ ما أدى إلى إرهاق الدولة وتمزيقها بين الاحتراب الداخلي الذي ما إن يهدأ حتى تبدأ أيادٍ شيطانية في إشعاله مرة أخرى.


يذكر أن الإسلام هو دين الأغلبية من سكان نيجيريا، الذي يقارب عددهم 193 مليون شخص، لايزال الشيعة منهم أقلية، ولكنهم يشكلون تهديدًا خطيرًا للبلاد عن طريق الأسلحة والمعدات الحربية، التي يجلبوها للبلاد؛ لخدمة جناحهم العسكري، وهو ما أعلنته قوات الأمن مرارًا.


للمزيد: الراديكاليات الدينية في نيجيريا.. صراعات طائفية أم تعاون سياسي؟

"