الذئاب المنفردة.. طريق «داعش» لفتح «جبهة» قتال جديدة في الهند
تواجه الهند تحذيرات من هجوم لتنظيم «داعش» الإرهابي على أراضيها؛ حيث يبحث التنظيم عن مدخل جديد له في آسيا، وربما يسعى إلى التعاون مع مزيد من الإرهابيين، لإثبات وجوده في البلاد.
وحذَّر تقرير أمريكي في يوليو الماضي، من هجوم محتمل على الهند يخطط له تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما أشارت عمليات أخيرة للتنظيم، عن تمكنه من تجنيد «ذئاب منفردة» لتنفيذ عمليات إرهابية في الهند.
ووفقًا لما نقلته صحيفة «ذا إيكونوميك تايم» فإن وثيقة تجنيد داخلية تابعة لـ«داعش»، كشفت أن التنظيم يستعد لهجوم على الهند، والوثيقة مكونة من 32 صفحة، تم الحصول عليها من مواطن باكستاني له صلات داخل حركة طالبان الباكستانية.
وقال التقرير: «تحذر الوثيقة من أن الاستعدادات لشن هجوم في الهند جارية، وتتوقع أن هجومًا سيثير مواجهة مع أمريكا».
وأضافت: «حتى إذا حاولت الولايات المتحدة أن تهاجم مع جميع حلفائها، وهو ما ستفعله بلا شك، فإن الأمة (المسلمين) ستتحد، ما يؤدي إلى المعركة النهائية».
وترجمت الوثيقة -وفقًا للتقرير- بشكل مستقل إلى اللغة الإنجليزية من قِبَل باحث من جامعة هارفارد، ويتحقق منها العديد من المسؤولين الاستخباراتيين المتقاعدين.
وقال بروس ريدل، وهو مسؤول متقاعد في وكالة الاستخبارات المركزية، وهو الآن زميل بارز في معهد بروكينغز، «إن الضرب في الهند من شأنه أن يزيد من مكانة وتهديد «داعش»، مهاجمة الهند هي الكأس المقدسة للجهاديين في جنوب آسيا».
ويخشى أمنيون من توحيد جهود داعش وحركتي طالبان الأفغانية والباكستانية من أجل مواجهة الهند، وهو ما أشارت إليه الوثيقة.
وقال البيت الأبيض: إنه يراقب الوضع عن كَثَب، كما تمت مناقشة وجود داعش وتصوره للخطر بين كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وباكستان.
وقالت الوثيقة: «بدلًا من تبديد الطاقة في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة يجب أن نركز على انتفاضة مسلحة في العالم العربي لإقامة الخلافة المزعومة لدى تنظيم داعش».
وطبقاً للوثيقة التي تمت مراجعتها من قبل ثلاثة مسؤولين في المخابرات الأمريكية، قالوا إنهم يعتقدون أن الوثيقة حقيقية على أساس علاماتها الفريدة وحقيقة أن اللغة المستخدمة لوصف القادة، وأسلوب الكتابة والصياغة الدينية تتطابق مع وثائق أخرى من داعش، وفقًا للصحيفة.
وتابع التقرير، التهديد بشن هجمات على الهند، لم يكن الأول لـ«داعش»، حيث سبق أن أعلن التنظيم في خطاب تهديدي نادر موجه للأقلية المسلمة في الهند في 2016، أنه سينتقم من مقتل مسلمين خلال أعمال شغب حدثت في ولاية جوجارات مسقط رأس رئيس الوزراء ناريندرا مودي وفي مناطق أخرى».
وسَخِر التنظيم من تعايش المسلمين في تناغم مع الهندوس، ودعاهم إلى السفر لمناطق سيطرته ضمن مشروع «الخلافة»، بحسب مقطع فيديو رصده موقع «سايت» المعني بمتابعة أخبار الجماعات المتشددة.
وحث مقاتل هندي في التنظيم عرف باسم أبوسلمان الهندي، وهو ناشط في محافظة حمص في سوريا، المسلمين في الهند على الهجرة، فيما قال مسلح آخر في الفيديو إن مقاتلي داعش سيأتون إلى الهند لتحرير المسلمين والانتقام من العنف الذي مورس ضدهم عام 2002 في ولاية جوجارات غرب البلاد وفي كشمير وتدمير الهندوس لمسجد بابري عام 1992
.
ويعيش في الهند -وهي دولة ذات أغلبية هندوسية- أكثر من 160 مليون مسلم، لكنّ عددًا قليلًا منهم فقط انضموا لتنظيم «داعش»، ويقول قادة هنود وأعضاء من الأقلية المسلمة إن هذا يعود لقوة الديمقراطية العلمانية في البلاد.
للمزيد.. ضربة لـ«تنظيم الحمدين».. الهند تُخرس البوق الإعلامي القطري
وعانت الهند من هجمات للمتشددين، ففي عام 2008 شنت جماعة مسلحة تتمركز في باكستان هجومًا على مدينة مومباي أدى إلى مقتل 166 شخصًا وأثار الرعب في البلاد.
وفي مارس 2017، نفذ داعش أول تفجير ناجح في الهند، استهدف قطارًا بالقرب من بلدة كالابالبا ماندي في ولاية أوتار براديش، وقال المحققون في الهجوم إن خلية محلية من متشددين منتمين لتنظيم داعش وراء التفجير، بحسب صحيفة «ذا تايمز» البريطانية.
وقال مسؤولون أمنيون إن التحقيقات مع عدد من المشتبه بهم كشفت عن وجود اتصالات مع القيادة المركزية للتنظيم المتطرف في سوريا.
واعتبرت الصحيفة أن ظهور داعش في الهند يمثل تحولًا نوعيًّا في مصدر التهديد الإرهابي للبلاد، حيث تضع دائمًا على أولوياتها الجماعات التي لها امتدادات في باكستان.
وبحسب تقارير، أظهر الهجوم نجاح داعش في تجنيد «ذئاب منفردة» ونشر الأفكار عبر رسائل نصية مشفرة في التطبيقات الإلكترونية.
وعثرت قوات الأمن على علم داعش والمئات من طلقات الذخيرة في منزل في ولاية ماديا براديش، ونفذت عمليات مداهمة واعتقالات في المنطقة، في إطار عمليات أمنية لتفكيك خلايات تابعة للتنظيم، لكن السلطات تواجه صعوبة في جمع معلومات مهمة عن حجم وانتشار الخلايا الإرهابية التابعة لداعش داخل البلاد.
للمزيد.. «NDF» جماعة متطرفة تُدرب «الذئاب المنفردة» في الهند
ولا يقتصر تهديد داعش للهند على الداخل فقط، لكنه يشمل مواطنيها في الخارج، خاصة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
وفي أبريل الماضي، تسلمت الهند رفات 38 مواطنًا قتلوا على يد داعش في شمال العراق عام 2014، وتعود الجثث لعمال هنود في العراق، وتم تسليمهم للسفير الهندي ببغداد قبل اصطحابها إلى الهند على متن طائرة حربية بحضور وزير الخارجية الهندي فيجاي كومار سينغ.





