أزمة «البرلمان الجزائري» تكشف علاقة «حمس» بالإخوان في تركيا
رغم إعلان شغور منصب رئيس البرلمان الجزائري قبل أسابيع، اكتفت حركة مجتمع السلم «حمس»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في الجزائر، برفض قرارات الرئيس، عبدالعزيز بوتفليقة، دون إعلان موقف الحركة من انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، خلفًا للسعيد بوحجة.
لم تُبدِ «حمس» موقفًا واضحًا من استمرار المشاركة في البرلمان، إلا بعد زيارة قصيرة إلى تركيا؛ إذ ظهر رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، على قناة «مكملين» التي تُبث من إسطنبول، ومعروفة بدعمها للإخوان؛ ما يؤكد الروابط الوثيقة بين «حمس» والقيادة المركزية، عكس ما يتم الترويج له محليًّا حول فك الارتباط بين الطرفين.
وفي أعقاب عودته من تركيا، قال «مقري»: إن الهدف من المشاركة في الانتخابات -رغم ما يطالها من تزوير- بحدِّ زعمه، والوجود في المجالس المنتخبة رغم الخدش الذي ينال مصداقيتها وشرعيتها ليس هو التغيير، إنما الهدف من هذا الفعل السياسي هو المقاومة السياسية؛ من أجل الاستمرار في توعية النخب والجماهير.
للمزيد: «فلتات» لسان «مقرى» تضع إخوان الجزائر فى مأزق
كعادة قيادات الإخوان، عمل رئيس «حمس» على إسقاط السيرة النبوية على مسيرة الحركة؛ إذ زعم في بيان أصدره (22 أكتوبر 2018)، أن تساؤلات المواطنين عمّا فعلته الحركة أمرٌ بديهي؛ فذلك هو السؤال الذي طُرح على الأنبياء رواد الإصلاح، قبل أن يتحقق لهم النصر بعد طول معاناة.
وتابع: «لقد قيل لرسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ( متى نصر الله) وقيل لسيدنا موسى عليه السلام: (قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا)، ومن البديهي كذلك أن يدخل على الخط كثير من المناوئين، الذين لا هم لهم إلا الإحراج لغايات في نفس يعقوب، وأن تستغل السلطة الحاكمة إحباط العوام وتحويل سخط الناس للمعارضة وليس للحكام وأجهزتهم الحزبية بحجة أن المعارضة لم تفعل شيئًا».
للمزيد: إخوان الجزائر ينبطحون على بلاط «أردوغان» لدعم مبادرتهم
الولاء السياسي والأيديولوجي
زيارات رئيس الحركة المتقاربة إلى تركيا، تطرح مسألة الولاءات السياسية والأيديولوجية من جديد، لا سيما أن «مقري» سبق له تسويق مبادرة الحركة السياسية في معقل تيار الإخوان، في أغسطس الماضي؛ رغبة منه في الحصول على وجهات النظر وتعليمات أعضاء التنظيم الدولي، المقيمين في تركيا.
قالت النائبة عن حركة «حمس»، فاطمة سعيدي، عضو لجنة الشؤون القانونية والحريات بالبرلمان الجزائري: إن الحركة تستفيد من النموذج السياسي التركي، لكن لا تسعى «حمس» لاستنساخه في الجزائر أو أي نموذج آخر.
وأوضحت لـ«المرجع»، أن الحركة تصنف بأنها من قوى المعارضة، منذ المؤتمر الخامس لـ«حمس» بقيادة رئيسها الحالي، عبدالرازق مقري، عام 2013، ومن قبل كانت تشارك في الحكومات المتعاقبة والتحالفات الرئاسية؛ ما تسبب في تراجع شعبيتها.
وبسؤالها عمَّا يُمثله مؤسس الإخوان، حسن البنّا، لـ«حمس» المنبثقة عن الجماعة، أجابت: «تستفيد الحركة من كل الأفكار والعلماء ومنهم: حسن البنّا، وعبدالحميد بن باديس، ومالك بن نبي، وغيرهم».
يُشار إلى أن جلسة البرلمان الجزائري التي عُقدت اليوم الأربعاء؛ أسفرت عن تنصيب معاذ بوشارب، رئيسًا جديدًا للبرلمان بأغلبية 320 صوتًا، بينما امتنعت كتل المعارضة عن التصويت.





