ad a b
ad ad ad

في ضربة وشيكة للحوثيين.. الجيش يزحف إلى «كربلاء اليمن» بدعم من التحالف

الإثنين 15/أكتوبر/2018 - 03:40 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

في أحدث تطورات للحرب الدائرة في اليمن، لتطهير البلاد من سيطرة جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، نجحت قوات الجيش الوطني المدعومة من التحالف العربي في تحقيق تقدم كبير في معارك اليوم خلال تقدمها في مديرية حيدان بمحافظة صعدة، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الميليشيا.


 عبد الملك الحوثي
عبد الملك الحوثي

وأعلن عبدالكريم السدعي قائد اللواء الثالث عروبة، الذي يتقدم القوات المهاجمة في صعدة، عن تحقيق تقدم في المحافظة التي تُعدُّ المعقل الرئيسي للجماعة، لاسيما في مناطق عقبة مران والصافية والرماديات وطيبان، مبينًا أن القوات باتت في مواقع قريبة من بيت حسين الحوثي بحيث لم يعد يفصلها عنه إلا مسافة  6 كيلومترات.


وأضاف في تصريحاته لـموقع «سبتمبر نت» التابع للجيش اليمني، أن الميليشيات تكبدت خسائر  فادحة في صفوف مقاتليها وقيادتها الميدانية في المواجهات، إضافة إلى تدمير عدد من الأطقم والمعدات أمام تقدم قوات الجيش اليمني مدعومة بإسناد جوي من مقاتلات تحالف دعم الشرعية ومدفعيتها.

للمزيد .. مدد عسكري إيراني متواصل لميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن

 

كربلاء اليمن

وتأتي أهمية مديرية حيدان بمحافظة صعدة من كونها المعقل الذي يُعتقد أن كبار زعماء الانقلابيين يختبئون فيه، بمن فيهم عبدالملك الحوثي، قائد الميليشيات نفسه، لاحتوائها على جبال مران التي تتميز بوعورتها الشديدة، ويتخذ الحوثيون من مغاراتها وكهوفها مقرات محصنة لهم ولأتباعهم المقربين.


وتضم منطقة مران كذلك منطقة «جرف سلمان» المقدسة لدى شيعة الحوثي؛ حيث حولتها الميليشيات لعتبة مقدسة لدى أتباعها من معتنقي المذهب الشيعي، على غرار مدينة كربلاء العراقية التي قٌتل ودفن فيها الإمام الحسين عليه السلام، وشيدت فيها ضريحًا ضخمًا على الطراز المعماري الفارسي أصبح مزارًا ومحجًا للزوار ومكانًا لإقامة طقوس العزاء ومسيرات الحداد الشيعية، بعدما دفن فيه حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس الجماعة، والذي قُتل في العاشر من سبتمبر 2004، وتسلمت الجماعة جسده عام 2013 ليدفن في جرف سلمان في المكان الذي لقي مصرعه فيه، ومن ثم قررت تشييد هذا الضريح فوق قبره وإقامة المراسم والطقوس الشيعية هناك.


ولذا يعد سقوط منطقة مران –والذي يبدو وشيكًا- بمثابة ضربة قاصمة للميليشيات الانقلابية؛ لما تحمله المنطقة من أهمية استراتيجية وروحية كبيرة لاتباع الحوثي، ما سيتسبب حال حدوثه في انهيار معنويات الميليشيات بعد سقوط معقلهم الرئيسي.

في ضربة وشيكة للحوثيين..

قطع رأس الأفعى

وقد أطلق التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، والذي تقوده المملكة العربية السعودية، عملية «قطع رأس الأفعى» في أكتوبر من العام الماضي، بهدف السيطرة على محافظة صعدة وتصفية زعماء الميليشيات، من أجل إنهاء التمرد في اليمن، وفي السابع من أبريل الماضي أعلنت قوات الجيش اليمني بدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية في محافظة صعدة، بهدف السيطرة على منطقة مران بمديرية حيدان جنوب غرب المحافظة.


وتلعب قوات التحالف بقيادة السعودية دورًا مهمًّا ومباشرًا في المعركة، من خلال عمليات استهداف تحركات مواقع الحوثيين بالطائرات، وتوفير الدعم النيراني للقوات التي تتقدم على الأرض.

 

الحوثيون يطلبون السلام

وعلى وقع التقدم الأخير للقوات الوطنية المدعومة من التحالف، تغيرت نبرة الحديث الحوثية، وتخلى رئيس ما يسمى بـ«المجلس السياسي الأعلى» لجماعة الحوثي مهدي المشاط، عن لهجة الاستعلاء والشروط المسبقة التي كان يستخدمها من قبل في مواجهة دعوات التفاوض والحل السلمي، قائلًا إن الجماعة ملتزمة بالتعاون مع المبعوث الأممي إلى اليمن وتحقيق مصالحة مع الشرعية. 


وأكد المشاط في كلمة ألقاها اليوم بمناسبة ذكرى ثورة 1963 ضد الاستعمار البريطاني، نقلتها عنه قناة المسيرة الناطقة باسم «الحوثيين» أنهم جاهزون للسلام العادل والشامل، وندعوا الفرقاء إلى مصالحة وطنية تصون كرامة واعتبار الجميع.


وأضاف: «نجدد الالتزام بالتعاون مع المبعوث الأممي، ونرحب بموقف الاتحاد الأوروبي ونقدر توجهاته الداعمة لوقف الحرب ورفع الحصار».


وتقود السعودية التحالف العسكري العربي في اليمن منذ 26 مارس 2015 لدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، وعلى مدار تلك الفترة واجه الحوثيون دعوات الحوار من قبل التحالف بتعنت شديد، إلا أنه بعد التطورات الميدانية الاخيرة، بدأ قادتهم بمد أيديهم للسلام، في محاولة لتفادي السقوط الوشيك في قبضة التحالف العربي والجيش الوطني.

"