مأرب.. إمارة الإخوان في اليمن
الأربعاء 27/يونيو/2018 - 07:26 م
علي رجب
حذر السياسي اليمني كامل الخوداني من سيطرة حزب «التجمع اليمني للإصلاح» على موارد النفط والغاز في البلاد، مع تحول محافظة مأرب، إلى دويلة خاصة بـ«إخوان اليمن» بقيادة المحافظ سلطان العرادة؛ حيث يسيطر الإخوان على المحافظة، عسكريًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، ويستفيدون من موارد النفط والغاز؛ لدعم وجود الإخوان في اليمن، والسيطرة عليه.
وتكمن أهمية «مأرب» في أنها محافظة نفطية تبعد 200 كيلومتر عن العاصمة صنعاء، وتبلغ مساحتها نحو 17405 كيلومترات مربعة، ويسكنها 238.522 نسمة، وهي موطن لأهم القبائل في شمال اليمن، وتضم المخزون الأكبر للنفط، وأكبر المنشآت النفطية؛ حيث يتم التصدير منها عبر خط «صافر -رأس عيسى» على البحر الأحمر، كما تضم مخزونًا كبيرًا من الغاز، وبها أكبر مناطق إنتاج مشتقات البترول.
ويقول «الخوداني» القيادي في حزب المؤتمر اليمني: إن الإخوان يخططون لتكون مأرب عاصمة لإمارتهم في اليمن، وفقًا لمشروع «اليمن الاتحادي»، الذي يُقسم البلاد إلى 6 أقاليم، منها «إقليم سبأ»، ويضم 3 محافظات يمنية، وهي مأرب والجوف والبيضاء، وعاصمتها مدينة مأرب؛ لذلك تُشكل «مأرب» هدفًا استراتيجيًّا للإخوان؛ لبناء إمارة لهم في اليمن والمنطقة.
وأضاف «الخوداني» في تصريح لـ«المرجع» أن جماعة الإخوان، بدعم من قطر، وتواطؤ من ميليشيا الحوثيين الكهنوتية، تسعى للسيطرة على مقاليد الأمور في اليمن، وتأكيد سلطتهم عبر إظهار «مأرب» أنها وحدة السلام والازدهار والاقتصاد في اليمن؛ إذ لم تحدث بها أي عمليات عسكرية للحوثيين، وهو ما يدعو للتساؤل حول مدى علاقة الإخوان بالحوثيين.
وكشف السياسي اليمني، أن الإخوان وفي إطار تحقيق هدفهم الاستراتيجي في أن تصبح «مأرب» مقرًّا لإمارتهم في اليمن، أقدموا على إقالات واسعة للموظفين في السلطات المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية المعارضين لهم، وجرى استبدالهم بشخصيات موالية لجماعة الإخوان؛ من أجل تأمين السلطة لهم، وإظهارها بمظهر المطلوب الشعبي لأهل مأرب.
وأضاف «الخوداني»، أن جماعة الإخوان بقيادة «سلطان العرادة»، قامت بتوظيف الموالين للإخوان، محذرًا من حصول حزب الإصلاح على ملايين الدولارات من عائدات النفط والغاز في تنفيذ مشروع الإخوان في اليمن.
وقال السياسي اليمني: إن وثائق نشرها التحالف العربي كشفت تورط رئيس أركان الجيش اليمني السابق محمد علي المقدشي، في توظيف أطفال دون الـ15 من العمر في الجيش والأمن من أبناء محافظات ذمار وعمران وصنعاء، في مساعٍ تؤكد الرغبة الإخوانية في بناء إمارتهم الخاصة في اليمن، كما أن أغلب الإخوان رحلوا من المحافظات الفقيرة إلى مأرب الغنية؛ للحصول على أراضٍ ووظائف تمكن لهم حياة كريمة، في ظلِّ معاناة غالبية الشعب اليمني من ويلات الحرب وجرائم الحوثيين.
واختتم «الخوداني» تصريحاته، مطالبًا الحكومة الشرعية والتحالف العربي بضرورة التنبه والحذر من مخططات الإخوان، التي قد تصبح مستقبلًا شوكة في ظهر استقرار اليمن ودول الخليج، مع توافق أهداف الإخوان وقطر في استهداف اليمن ودول الخليج.
