حرب الجواري..الاستغلال الإرهابي للنساء بين خنساوات «داعش» وزينبيات «الحوثي»
يتميز الخطاب الأصولي الإسلاموي- بشقيه السني والشيعي- بمعاداته للطوائف المخالفة له والأقليات والمرأة، فالخطاب الموجه للمرأة
خطاب ترهيب تسيطر عليه عبارات عذاب القبر وغضب الله على المرأة لتبرجها وسفورها وعدم التزامها
بالزي الشرعي والاختلاط بنزولها للعمل، وأن الله كرم المرأة في بيتها وأن دورها
ينحصر في تربية أبنائها وخدمة زوجها.
ورغم الخطاب المتطرف نجد أن تجربة الحركات الإسلامية عملت
على زحزحة وظائف المرأة تحت وطأة الأمر الواقع، فمثلًا جماعة الإخوان أسَّسَت في عام
1932 فرقة للأخوات المسلمات كانت وظيفتها العمل الدعوي والاجتماعي داخل الجماعة، وفي
مراحل لاحقة لم تكتف الحركات بالدور التوعوي والاجتماعي للمرأة فيها، حيث عملت على إكساب المرأة وظائف جهادية داخل تلك الحركات.([1])
تتطورت عملية التوظيف الجهادي للمرأة في الجماعات
والحركات الإسلاموية فمن العمل في الخطوط الخلفية للقتال كتجهيز الأسلحة وإعداد الطعام للمقاتلين وتمريض
المصابين ونشر الفكر الجهادي وتجنيد عناصر جديدة، إلى اشتراكها بالفعل في العمليات
القتالية كمقاتلة أو انتحارية، هذا فضلًا عن الاستغلال الجسدي للمرأة في تلك
الحركات باعتبار جسدها مكافأة جنسية للمقاتلين.
من المؤكد أن مشاركة المرأة في العمليات القتاليَّة بصورة
مباشرة أمر تتبناه العديد من الجيوش العالميَّة والميليشيات المسلحة، فمثلا الميليشيات
اليسارية الكردية مثل قوات البيشمركة في شمال العراق ووحدات حماية الشعب في شمال
سوريا تعتمد بشكل كبير على تجنيد النساء في صفوفها، إلا أن صورة المرأة في تلك
الحركات الكردية تختلف عن صورتها في الحركات الإسلاموية مثل الخنساوات في داعش
والزينبيات في اليمن.
التنظيمات الكردية المسلحة تحاول إبراز صورة المرأة
المقاتلة بها، على أنهن شابات في مقتبل العمر يحملن السلاح في الجهات الأمامية يدًا
بيد مع الرجال، في صورة يكاد يكون الهدف منها الترويج لتلك الميليشيات في الدول
الغربية باعتبار أن الأكراد أكثر تسامحًا مع حقوق المرأة، أما المرأة في التنظيمات
الإسلاموية فالوضع مختلف تمامًا، حيث لم تحاول تلك الجماعات تحسين صورتها فعلى
الأقل اللباس الشرعي المفروض على النساء (الشادور الإيراني ـ النقاب) في الحياة
العادية هو ذاته لباس العمليات القتالية.
لذا فالصورة التي تظهر بها المقاتلات سواء في داعش أو
حركة أنصار الله الحوثي توحي بأنهن يتعرضن للاستغلال من قبل تلك الجماعت وأن
وجودهن في تلك الميليشيات إلا لبعض الوظائف التي لا يستطيع الرجال القيام بها أو
حتى صعوبة القيام بها.
بناء عليه ستحاول الدراسة الكشف عن الدوافع التي دفعت الحركات الإسلاموية إلى تجنيد النساء وتشكيل فرق خاصة بها ودور تلك الفرق هل هي مقتصرة على أمور الحسبة والشرطة النسائية أو أن لها أبعادًا قتالية أخرى.
التوظيف الجهادي للمرأة في الحركات الإسلاموية:
ينظر الخطاب الأصولي الإسلاموي بشقيه السني والشيعي إلي المرأة إلي كونها في مرتبة أقل من الرجل، حيث يرفض الخطاب مزاحمة الرجل في الحياة العامة كالاختلاط في العمل وغيره، كما كان يرفض في الماضي مسألة مشاركة المرأة في الجهاد، إلا أن مسألة التوظيف الجهادي للمرأة في الحركات الإسلاموية تطور بشكل كبير، فمن الرفض الصريح لمشاركة المرأة في الجهاد والعمليات القتالية إلى تشكيل مجموعات نسوية مسلحة.
تفسر تجربة القاعدة عملية التحول الكبري في مسألة الجهاد النسائي لدي التنظيمات الإسلاموية المتطرفة فقبل عام 2003 كانت يرى نائب تنظيم القاعدة وقتها «أيمن الظواهري» أن جهاد النساء محرم شرعًا ولا يجوز أن تشارك وتزاحم الرجال في العمليات القتالية، إلا أنه مع التغيرات التي طرأت على المنطقة أجاز التنظيم مشاركة النساء في صفوفه، حيث كان زعيم التنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبومصعب الزرقاوى هو أول من جند النساء في العمليات الانتحاري،([2]) وتعد قضية «ساجدة الريشاوى» الانتحارية التي ألقي القبض عليها في الأردن وكانت بتكليف من الزرقاوى تحاول تفجير بعض المناطق في الأردن.([3])
ترتب على مشاركة النساء في الجهاد المسلح سواء فرادى أو جماعات العديد من الأمور مثل:
Ø تراجع دور الفتاوى المحرمة لاشتراك المرأة في الجهاد المسلح.
Ø اكتساب المرأة أدوار وواجبات أخرى تقوم بها بالإضافة إلى أدوارها وواجباتها التقليدية مثل العمل في المنزل وخدمة الزوج وتربية الأبناء.
Ø إضفاء البعد الروحي والديني على الجهاد النسائي، فالمرأة الآن مطالبة بالجهاد المسلح عن المسلمين في شتى بقاع الأرض وأنها يجب أن تبتغى إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.
Ø وجود فئتين من الجهاديات المسلمات وهن المرغمة والمتطوعة، فالمرغمة هي من أجبرت من قبل أسرتها وقد يكون زوجها على الالتحاق بمثل تلك الجماعات، أما المتطوعة فهي المؤمنة بأفكار التنظيم وأطروحاته وتعمل على نشرها والترويج لها([6]).
بالانتقال إلى التجربة الشيعية في مسألة تجنيد النساء والزج بهن في العمليات نجد أن فكر الولي الفقيه لم يمانع عملية تجنيد النساء، بل دعا إلى تجنيد وحشد النساء من أجل الدفاع عن الثورة الإسلامية الإيرانية ففي نوفمبر 1979 أي بعد نجاح الثورة بشهور قليلة تم إنشاء أول ميليشيا نسوية إيرانية.
في ظل تصاعد التهدديات الموجهة للثورة الإيرانية أصدر الخميني في عام 1985 مرسومًا مهمًا يقول فيه إنه ينبغي على النساء تلقي التدريبات العسكرية والقتالية من أجل المشاركة مع الرجال في الدفاع عن الأمة ومقاومة الثورات المضادة، وبالفعل تم إرسال العديد من الميليشيات النسائية إلى جبهات القتال في الحرب العراقية الإيرانية.([7])
يرجع الفضل لمرضية الدباغ في تدشين الجهاد النسائي لدي الشيعة في إيران، حيث عملت قبل الثورة الإيرانية على مقاومة نظام الشاه في طهران مما أدي إلي اعتقالها عامي 1972 ـ 1973 كما حرصت على مقاومة التمدد اليساري والشيوعي داخل صفوف المعارضة الإيرانية؛ خاصة في وسط النساء.
بعد نجاح الثورة الإيرانية كانت «الدباغ» من مؤسسي الحرس الثوري الإيرانية وترأست الحرس في ولاية همدان، وخلال وجودها في الحرس عملت على إنشاء فرق من المقاتلات الإيرانيات داخل صفوف قوات التعبئة الشعبية «الباسيج» تحت مسمي «أخوات الباسيج»، وقدرت بعض المصادر أن تعداد المقالات داخل أخوات الباسيج وصل لنحو 147 ألف مقاتلة ([8])، في حين أن المصادر الحكومية تؤكد أن هناك 4 ملايين امرأة ضمن قوات الباسيج من أصل 10 ملايين فرد في تلك القوات.
اقتصرت مهام «أخوات الباسيج» على تقديم الدعم اللوجستي والطبي للمقاتلين الإيرانيين خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980 ـ 1988)، والمشاركة في عمليات قمع المعارضة الإيرانية في الداخل الإيراني وتصفية الخصوم والمعارضين، وهو ما وضح في أحداث المظاهرات الكبيرة التي شهدتها إيران 2009 عقب الانتخابات الرئاسية، حيث كان لأخوات الباسيج دور كبير في قمع تلك التظاهرات، وأيضًا كان لهن دور في قمع الاحتجاجات الأخيرة التي تمت في ديسمبر 2017، وعلي غرار التجربة الإيرانية قامت حركة أنصار الله الحوثي بتشكيل كتيبة الزينبيات كذراع نسائية عسكرية خاصة بها.
باستعراض التأصيل الفكري السابق لدي الطرفين فيما يخص مسألة تجنيد النساء وتشكيل ميليشيات نسوية من أجل استخدامهن في العديد من الأغراض سواء كانت سياسية أم عسكرية نستنتج أن:
v الفكر الأصولي الشيعي كان أسبق من نظيره السني في مسألة مدى شرعية الأمر فالفتوى التي أجازها الخميني في عام 1985 بضرورة تدريب النساء بدنيًّا وعسكريًّا لمواجهة أعداء الأمة حسمت الأمر بالنسبة للشيعة، في حين أن الفكر الأصولي السني مازالت الأمور ملتبسة بالنسبة له، قالقاعدة حتي الآن لم تبح تشكيل ميليشيات نسائية تقاتل في صفوفها رغم اعتمادها على بعض الانتحاريات.
v جاء السماح لتنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» باستخدام الانتحاريات في صفوفه على مضض، حيث رجح كثير من المتابعين أن موافقة القاعدة جاءت نتيجة قلة عدد الانتحاريين من الرجال، كما أن النساء كان لهن ميزة خاصة بهن ألا وهو استطاعتهن المرور من الحواجز الأمنية دون تفتيش دقيق نظرًا لثقافة المجتمع العراقي التي لا تسمح على الإطلاق بتفتيش رجال الأمن للسيدات.
v حصرت العديد من الجماعات الأصولية الإسلامية (السنية) وظائف المرأة الجهادية في عمليات الدعوة والتربية الجهادية للأبناء والتجنيد وبعض الخدمات اللوجستية كتقديم الطعام وتطبيب الجرحي، في حين أن الفكر الأصولي الشيعي كان أكثر تطورًا وانفتاحًا في مسألة التوظيف الجهادي للنساء، حيث لم يقتصر فقط على تقديمهن للخدمات اللوجستية والدعوية بل تعدى إلى إشراكهن في الخطوط الأولي للقتال.
v لم يتوقف تنظيم داعش كثيرًا على المقولات الخاصة بمدى شرعية تجنيد النساء، حيث انبرى التنظيم مبكرًا في تشكيل الكتائب النسائية الخاصة به مثل كتيبة الخنساء والزج بها في أتون الحرب الدائرة.
v يتضح أن مسألة الحسبة كانت الشغل الشاغل للتيار الأصولي الإسلامي بشقيه السنى والشيعي، فالمهمة الرئيسية لأخوات الباسيج والزينبيات والخنساوات هي مسألة الحسبة وضبط الالتزام الأخلاقي في الشوارع، سواء كان ذلك في شوارع طهران أو شوارع الرقة والموصل.
لكن يدور هنا تساؤل حول مشاركة النساء في الجهاد، هل هو مواكبة الحركات الجهادية الأصولية للتطورات العصرية في منح المرأة مزيدًا من الحقوق كحقها في الدفاع عن نفسها؟... للإجابة عن هذا التساؤل ينبغي الرجوع إلى أمور عدة مثل:
· الدوافع التي بناء عليها تم تجنيد هؤلاء النسوة.
· أهم الميليشيات المسلحة النسائية.
· تداعيات تجنيد المرأة.
· نظرة تلك الجماعات لدور المرأة.
دوافع تجنيد النساء
تنقسم الدوافع التي عليها كان تجنيد النساء في الجماعات والحركات الأصولية إلى نوعين، أولًا: الدوافع المتعلقة بتلك الجماعات ذاتها، أما النوع الثاني من الدوافع فهو المتعلق بالمرأة ذاتها؛ حيث تمهد مجموعة من الدوافع النفسيَّة والاجتماعيَّة الطريق أمام المرأة؛ لكي تلتحق بتلك الجماعات.
أ . الدوافع المتعلقة بالجماعات والحركات:
لجأت الجماعات المتطرفة إلى تجنيد النساء ضمن صفوفها تحت ضغط العديد من الدوافع الميدانيَّة والوجستية ومن أهمها:
v التجنيد: يعد الدور التجنيدي للمرأة من أهم الدوافع التي تلجأ لها الجماعات الجهادية؛ من أجل استقطاب النساء في صفوفها، فالمرأة لديها قدرات خاصة يمكن استغلالها في تجنيد مزيد من الأعضاء لتلك الجماعات، فمثلًا تستطيع المرأة أن تتواصل مع أقاربها وزميلاتها ومحيطها بكل سهولة دون أي عائق، وتعمل على بث الأفكار المتطرفة فيهم.
كما يمكنها أن تعمل في مجال جمع التبرعات، كما يعمل الترويج الإعلامي الخاص بتلك الجماعات على جذب المزيد من الشباب وانضمامهم لتلك الجماعات عبر استفزاز حسهم الوطني والديني.
لعل أهم دور تجنيدي تقوم به النساء في تلك الجماعات ألا وهو التجنيد الأمومي؛ حيث تستطيع الجماعات خلق أجيال متعاقبة متشبعة بالأفكار الجهادية المتطرفة يصعب معها معالجتها والقضاء عليها، فالأم لدى الجماعات هي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الأطفال دروس الجهاد والتطرف.
v الحسبة: يعد مفهوم الحسبة في الإسلام من أهم المفاهيم التي ارتكن إليها الخطاب الأصولي بشقيه السُّني والشيعي، ويقوم المفهوم على ضرورة ضبط الأخلاق في الشوارع ومنع المنكرات وأمر الناس بالمعروف([9]).
نظرًا لأن المرأة في الخطاب الأصولي هي مصدر الفتن والشرور؛ لذا كان لها النصيب الأكبر في تطبيق مفهوم الحسبة، حيث تم إنشاء شرطة نسائية خاصة بالحسبة، وتعمل تلك الشرطة النسائية على التزام المرأة المسلمة في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإسلامية بتطبيق بعض الشرائع والقواعد التي يراها الخطاب الأصولي أنه لا يجوز للمرأة تجاوزها، كظهور وجهها مثلًا أمام المارة ومشيها دون مرافق محرم.
v القمع السياسي: تلجأ الجماعات الإسلاموية إلى استخدام النساء في القمع السياسي للمرأة، ولعل الجماعات الشيعية كانت الأسبق في ذلك، فاستخدام النساء في القمع السياسي قد يكون نتيجية النقص العددي في الرجال، ومن ثم الزج بالنساء لقمع الخصوم أو قد يكون لاستخدامهن في قمع المعارضات للتوجهات الإسلاموية، فمثلًا «مرضية دباغ» هي من أشهر من قامت بهذا الدور حتى قبل اندلاع الثورة الإيرانية 1979، أو قد يكون القمع بغرض تحقيق الإذلال السياسي للخصوم السياسيين، فمثلا قد يتم الدفع ببعض العناصر النسائية المسلحة لاعتقال وتأديب أحد الخصوم الرجال.
تعد مسألة إذلال الخصوم المعارضين من أخطر الوظائف الجهادية التي تقوم بها المرأة لأنها تعد انتهاكًا للأعراف التقليدية التي تسيطر على معظم دول الشرق الأوسط من ناحية ومن ناحية أخري تعبر عن مدى دونية المرأة في نظر الجماعات الإسلاموية.
v البعد عن الشبهات: توجد العديد من الوظائف الجهاديَّة يصعب على الرجال القيام بها مثل عمليات الاستطلاع والاستخبارات، فضلًا عن العمليات الانتحارية، فمن المعروف أن المرأة خاصة في المجتمعات العربية عنصر غير مشكوك فيه وبعيدة عن الشبهات، وبالتالي تستغل الجماعات تلك الميزة وتجند النساء من أجلها، كما تجند النساء من أجل جذب المزيد من الأموال تحت دعاوى العمل الخيري.
v تعويض النقص البشري: تلجأ الجماعات الجهادية إلى تجنيد بعض الفئات، مثل الأطفال والنساء تعويضًا لحالة النقص العددي في صفوفه نظرًا لمقتل الكثير من الرجال خلال المعارك، حيث تلجأ إلى تكوين ميليشيات من الأطفال وأخرى من النساء تكون مهامهم في البداية تقديم الخدمات اللوجستية والعمل في الخطوط الخلفية، لكن ما يلبث أن يتطور الأمر تحت وطأة نقص المقاتلين إلى الزج بهن في أتون الحرب الدائرة.
خير دليل على ذلك فتوى الخميني 1985 بضرورة اعداد النساء بدنيًّا وعسكريًّا لمواجهة الخطر العراقي وقتها ونقص العديد من الرجال الذين قتلوا خلال معارك الحرب العراقية الإيرانية، ومثال آخر حين تحدي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين «أبو مصعب الزرقاوي» فتوى «أيمن الظواهري» بعدم تجنيد النساء بإشراك النساء في عملياته الانتحارية؛ نظرًا للنقص العددي عنده من الرجال.
v الاستغلال الإعلامي للمرأة المجاهدة: تلجأ معظم الجماعات الجهادية إلى استغلال صورة المرأة المجاهدة أسوأ استغلال من خلال:
1. الاستفزاز النفسي والعصبي للمجتمع بإبراز صورة المرأة المجاهدة التي تدافع عن دينها والمسلمين في الوقت الذي تعجز فيه الرجال عن المشاركة في الجهاد الذي هو وظيفتهم بالأساس، وأن تلك المرأة لم تجد من الرجال من هو أقدر بالدفاع عنها وعن دينها.
من المؤكد أن تلك الحيلة نجحت في الكثير من الأحيان في استنفار همم الشباب الغيور على دينه وعرضه من أجل الانخراط في تلك الجماعات للدفاع عن الدين الإسلامي والحرائر المسلمات (الوصف الذي يطلق عادة على المنخرطات في الجماعات الإسلامية).
2. المرأة يتم استغلالها جهاديًّا سواء كانت علي قيد الحياة أو متوفاة حيث تعمل الأجهزة الإعلامية للتنظيمات الجهادية على تصوير قتلاها من النساء ( من المحتمل بشكل كبير أن يكن مجندات حاملات للسلاح) والترويج بأن الأعداء لايتورعون في قتل النساء المسلمات وأن على الأمة الإسلامية النفير لحماية أعراض المسلمين التي تنتهك.
من هنا نجد أن الجماعات الجهادية حققت مكاسب مهمة من تجنيد المرأة، فمن ناحية استفادت منها عسكريًّا ومن ناحية أخرى استفادت منها دعائيًّا سواء كانت حية أو ميتة لاستفزاز الشباب وحثه على المشاركة والانخراط في تلك الجماعات.
ب ـ الدوافع الخاصة بالنساء.
في البداية يجب التفرقة بين دوافع المرأة السنية في الانخراط في الميليشيات المسلحة، ودوافع المرأة الشيعية للانخراط في الميليشيات المسلحة، فالتجربة الشيعية لم تتح للمرأة الفرصة في اختيار الانضمام إلى مثل تلك الميليشيات إنما كان أمرًا مباشرًا من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «الخميني» بضرورة تجنيد النساء وإعدادهن عسكريًّا وانسحب الأمر أيضًا على تنظيم الزينبيات في اليمن، حيث كان أمرًا مباشرًا من زعيم الحركة «عبد الملك الحوثي».
لكن الأمر مختلف فيما يخص المرأة السنية للعديد من الأسباب، عدم وجود فتوى شاملة على غرار فتوى الخميني التي جندت الشيعيات، كما أن الحركات الإسلامية (السنية) لاتزال مترددة فقهيًّا في مسألة تجنيد المرأة، ورغم هذا التردد وجدت العديد من العوامل التي دفعت المرأة بعضها أو أغلبها كان ذاتيًا من أجل الانخراط في تلك الجماعات المتطرفة، وهو ما سيتم توضيحه في النقاط التالية.
· صك الغفران : شكل الخطاب المتطرف لدي الجماعات الراديكالية تجاه المرأة المسلمة عقدة نفسيَّة واجتماعيَّة لها، حيث ينظر ذلك الخطاب إلي المرأة على أن وجودها شر محض وأنها سبب للفتنة ولا يجب عليها الخروج والظهور وإلا سترتكب ذنبًا وإثمًا يجب عليها تكفيره، لذا أصبحت المرأة عمومًا في مجتمعاتنا مدمرة نفسيًّا حيث تم اغتيالها دينيًّا، وتحتاج إلى من يرشدها وينتشلها من مستنقع الذنوب الذي وقعت فيه.
مثلما صدرت تلك الجماعات تلك الصورة السلبية عن المرأة صدرت لها أيضًا وسيلة الخلاص والتحرر من الذنوب التي ارتكبتها طوال حياتها، ويكون ذلك عبر انغماسها في تلك الجماعات والإيمان بمعتقداتها والعمل على نشر دعوتها بمختلف الطرق وأيضًا الالتحاق بميليشياتها المسلحة التي تمهد لها أقصر الطرق للجنة كما تدعى تلك الجماعات، أي أن الالتحاق بتلك الجماعات بمثابة صك غفران للمرأة من ذنوبها.
· التحرر الخاطئ: تعاني المرأة في المجتمعات العربية من تسلط ذكوري، ما يخلق إحساسًا لديها بالدونية الشديدة ويدفعها إلى التحرر من تلك القيود والتسلط الذكوري من خلال تبوء وضع أفضل داخل تلك الجماعات والحركات عبر التحاقها بالميليشيات المسلحة.
عملية الالتحاق بالكتائب والميليشيات المسلحة تمنح المرأة نوعًا من الحرية، كما أنها توفر لها إحساسًا بأهمية الدور الذي تقوم به في خدمة الدين والجماعة التي تنتمي لها، ففي دراسة تحت عنوان:
"Foot Soldiers of the Islamic Republic’s “Culture of Modesty”" الصادرة عن "Middle East Research and Information Project" أوضحت إحدي المنضمات لقوات التعبئة الشعبية في إيران «الباسيج» الفتيات الإيرانيات يحببن الالتحاق بصفوف كتائب «أخوات الباسيج» لما يوفر لهن حرية قد لاتوجد داخل المجتمع الإيراني المنغلق مثل التعلم وخلع الحجاب فضلًا عن الدور العظيم الذي يقمن به من أجل خدمة المجتمع، أي أن اللالتحاق بتلك الجماعات قد يكون وسيلة لإشباع رغبات المرأة في التحرر من القيود الاجتماعية وبناء ذاتها الشخصية، وهو الأمر الذي تلعب عليه تلك الجماعات.)[10](
v الاضطراب النفسي: تلعب الاضطرابات النفسيَّة التي تعاني منها الفتيات في مراحل سنية مبكرة دورًا في دفعهن للالتحاق بتلك الجماعات والتنظيمات المتطرفة، فمثلًا الاضطرابات العاطفية قد تكون سببًا في تجنيد النساء، فبعض المقاتلات انجذب إلى تلك الجماعات تحت تأثير علاقات عاطفية بأفراد التنظيم، كما العديد من الفتيات يلتحق بالتنظيم؛ بغية الزواج من المقاتلين؛ حيث تعمل الوسائل المصورة التي يصدرها التنظيم على تصوير مقاتليه بصورة الأبطال الخارقين مفتولي العضلات المدافعين عن حقوق الفقراء والضعفاء وهو ما يعد مثيرًا للمراهقات، فمثلًا نجح داعش في تجنيد هولندية من خلال إقناعها بالسفر إلى سوريا والزواج من المقاتل الهولندي ذي الأصول التركية «عمر يلماز».([11])
وما يؤكد أيضًا تلك الاضطرابات العاطفية ما أوضحته البلجيكية «لورا باسوني» التي سافرت إلى سوريا، وانضمت إلى «داعش»؛ حيث أوضحت أنها في البداية انجذبت لأحد عناصر التظيم الذي نشر فيديو يرصد فيه الحياة في ظل «داعش»، وكانت أكثر رومانسية مما أثار إعجابها وتوجهت برفقة طفلها إلى سوريا من أجل الزواج من هذا الشخص.([12])
v ضعف التحصيل العلمي: يلعب ضعف التحصيل العلمي للمرأة دورًا كبيرًا في تجنيدهن؛ حيث تلعب الحركات والتنظيمات على ضعف ثقافتهن الدينية وتروج لمسألة أن النساء هن أكثر أهل النار طبقًا للحديث الشريف: } (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ) قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ( بِكُفْرِهِنَّ ) قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ، قَالَ: ( يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ) رواه البخاري 1052 {([13]) ومن ثم على المسلمات ضرورة التكفير عن ذنوبهن بالانخراط في تلك الجماعات.
الميليشيات المسلحة النسائية
الخنساوات
لجأ تنظيم القاعدة إلى تجنيد النساء فرادي ولم يلجأ إلى تكوين ميليشيات خاصة بهن، وتغير الحال مع ظهور تنظيم داعش الذي عمد إلى تشكيل تنظيم نسائي خاص به، حيث أسس في العام 2014 أول كتيبة نسائية خاصة به وهي كتيبة الخنساء.
تتألف الكتيبة من عدة من المجموعات مثل مجموعة «أم الريحان» ومجموعة «أم عمارة» التي تعمل على تجنيد الأوروبيين من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ومن أهم الشخصيات القيادية النسوية في تنظيم داعش السعودية «ندى القحطاني» الملقبة بأم جلبيب التي كلفت بإنشاء فرع نسائي للتنظيم في ولاية الحسكة من قبل «أبوبكر البغدادي»، وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد المقاتلات داخل التنظيم في مدينة الرقة حوال 400 مقاتلة.([14])
توجد ملاحظة مهمة على التوظيف الجهادي للنساء عند «داعش» فالأمور التي تخص مسائل الحسبة يتم تطبيقها من خلال الكتيبة أي من خلال المجموعة، أما فيما يخص العمليات القتالية فلم يلجأ التنظيم إلى الزج بالكتائب النسوية في المعارك القتالية المباشرة لاعتبارات عديدة، مثل: ضعفهن وعدم تمرسهن على القتال المفتوح.
يلجأ التنظيم إلى أسلوب «الذئب المنفرد» في شن الهجمات الخاصة به التي تقوم بها النساء[15] فمثلًا تعد أكبر معضلة تواجه الجيش العراقي بعد تحرير الموصل هي الانتحاريات التابعات للتنظيم، حيث مؤخرًا قام الجيش العراقي بتصفية سبع انتحاريات كن ينوين القيام بعمليات ضد الجيش العراقي.[16]
الوظيفة الأهم لكتيبة الخنساء داخل التنظيم كانت الحسبة عبر الانتشار في الشوارع والأزقة من أجل ضبط الأمن أولًا ثم ضبط الأخلاق ومحاسبة ومعاقبة المقصرين وإقامة الحدود على المخالفين والمقصرين، وأفرزت التجربة الداعشية في تطبيق الحسبة ممارسات ساديَّة قامت بها النساء في سبيل تطبيق الشريعة الإسلاميَّة، فمثلا كان يتم استخدام آلات عقابية في عملية التأديب ترجع إلى العصور الوسطي، فمثلًا تم استخدام عضاضات حديدية لمعاقية النساء على تبرجهن وسفورهن.[17]
الزينبيات أداة الحوثي النسائية
بالانتقال إلى التجربة الشيعية في تشكيل ميليشيات نسائية مسلحة نجدها الأسبق والأكثر خبرة، فمع بواكير الثورة الإيرانية 1979 تم إنشاء فصائل نسائية مسلحة بزعامة «مرضية الدباغ» في إيران ثم تلاها بعد ذلك في عام 1985 فتوى الخميني بتجنيد النساء وتشكيل «أخوات الباسيج»([18]).
وازاء هذه التجربة انبرت الحركات المرتبطة بنظام الولي الفقيه في تشكيل العديد من الميليشيات المسلحة النسائية، مثل: حركة أنصار الله الحوثي التي مالبثت أن شكلت لواء الزينبيات في اليمن على غرار التجربة الإيرانية.
لواء الزينيبات تشكل في العام 2014 ـ قبل سقوط العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين ـ في المناطق الخاصة بالحوثيين بـ«صعدة» شمال اليمن وكانت مهمته حفظ الأمن والأمان في تلك المناطق بعد خلوها من المقاتلين الذين كانوا في طريقهم للعاصمة صنعاء، ما لبثت أن توسعت المناطق التي يشرف عليها اللواء لتشمل العاصمة صنعاء ومن هنا دخل دائرة الضوء الإعلامي.
أما فيما يخص التوظيف الجهادي لهؤلاء النسوة فكان مقصورًا في الأساس على قمع المعارضين السياسيين من ناحية ومن ناحية أخرى تطبيق الحسبة في الشوارع وتحقيق الالتزام الأخلاقي، ففي يونيو 2017 قمع لواء الزينبيات مظاهرة احتجاجية قامت بها نسوة مختطفي أبنائهن من قبل جماعة الحوثي، وبعد عملية اغتيال الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح» في ديسمبر 2017 قام اللواء بحملات مداهمة للقبض على عناصر المؤتمر الشعبي الموالي لصالح في خطوة رأها البعض إهانة كبيرة لهم، فالأعراف القبيلية اليمنيَّة لا تقبل ذلك وتعد ذلك ضربًا كبيرًا من الإهانة الموجهة لهم([19]).
أهم الفوارق في تجنيد النساء بين التنظيمين:
v التجنيد في «داعش» لم يرتكن إلى فتوى تؤكد تجنيده النساء، حيث تجاوز مسألة الفتاوى وشرع في تشكيل ميليشياته النسائية، أما التجنيد في الحوثي فيرتكن إلى فتوى الخميني القوية الصادرة في 1985.
v التجربة الشيعية كانت الأسبق لذا نجد الميليشيات النسوية الشيعية عمومًا أكثر تنظيمًا، فالحوثي لديه لواء كامل مسلح ومعد عسكريًّا، وإيران لديها فرق كبيرة قدرت بملايين من النساء يتم استخدامهن باحترافية من قبل النظام.
v التجربة الداعشية مازال يغلب عليها الطابع الارتجالي الشديد مع قلة عدد المنضمات بالمقارنة مع الوضع في الشيعة.
v انشغال الكتائب النسائية الداعشيَّة بأمور الحسبة في حين العمليات الهجومية يتم تنفيذها فرادي عبر أسلوب الذئب المنفرد.
v الكتائب النسوية الشيعية منخرطة بشكل أساسي في قمع المعارضة والمظاهرات التي تشترك فيها عناصر نسائية، أي أنه يمكن توصيف تلك الحالة بحالة القمع النسائي - النسائي.
v لم تسلم التجربتان من بعض الاتهامات الخاصة بجهاد النكاح واستخدام أجسادهن كوسيلة لامتاع المقاتلين الذكور.
وختامًا نستطيع الآن الإجابة عن سؤال «هل الجهاد النسائي هو مواكبة الحركات الجهادية الأصولية للتطورات العصرية في منح المرأة مزيدًا من الحقوق كحقها في الدفاع عن نفسها؟» طبقًا لما تناولته الدراسة يتضح أن النظرة الدونية للمرأة في تلك الجماعات والحركات لم تتغير علي الإطلاق، وأن تشكيل ميليشيات مسلحة منهن يرجع لأسباب عديدة، مثل: قدرتهن على المرور من الحواجز الأمنية، وتجنيد الآخرين، وجمع الأموال وغير ذلك من الدوافع التي لم نجد منها أي شيء يعبر عن حق وحرية المرأة في الدفاع عن نفسها.
ولعل الممارسات التي كانت تقوم بها الشرطة النسائية في الرقة والموصل إبان وجود تنظيم داعش تدل بشكل كبير جدًا على احتقار المرأة باعتبارها كائنًا دنيويًّا مثيرًا للفتن، فمثلًا كان يتم استخدام أدوات تعذيب بشعة ضد النساء المتبرجات، مثل: العضاضة الحديدية التي تسبب جروحًا مميتة لمن تتعرض لها.
وللتوضيح كان يعتبر أن المرأة التي تغطي وجهعا لكنها تكشف عن عينها متبرجة ينبغي معاقبتها على هذا السفور، كما أن مظاهر التبرج لدى التنظيم هو خروج المرأة إلى الأسواق دون وجود محرم لديها، فضلًا عن هذا تم منع تعليم المرأة وعملهن في المصالح والمؤسسات الخاصة بالتنظيم وفرض عليها قيد في عدم مزاحمة النساء في الأسواق.
وشيعيًّا، نجد أن الثورة الإيرانية والتنظيمات التي تدور في فلكها مثل تنظيم الحوثي، عملت علي حرمان المرأة من كل حقوقها كالتعيين وحرية اللبس، ففي إيران ألزم الخميني الحجاب الإيراني التقليدي على النساء كافة، ومنع ظهور المرأة كاشفة شعرها، وأنها تم استخدامها لقمع المعارضة السياسية بغية إذلال الخصوم وهو ما يؤكد أن المرأة تحتل مرتبة دونيَّة تُرمي بها الأعداء.
وأخيرًا فإن النساء في التظيمات الحركيَّة الإسلامويَّة ما هن إلا وسيلة يتم استخدامهن لتحقيق أهداف التنظيمات دون النظر إلى حقوقهن الآدمية فالمرأة هنا جارية مقاتلة.
[1] ـ الأخوات المسلمات... العائلة في خدمة التنظيم، ميدل إيست أونلاين، متاح على الرابط التالي :
http://www.middle-east-online.com/?id=134901
[2] ـ محمد الحمامصي، داعش يعيد صياغة دور المرأة بين صفوف التنظيمات الجهادية، مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، 8/1/2016، متاح على الرابط التالي : http://rawabetcenter.com/archives/17954
وأيضًا
ريتا فرج، الجهاديات في “داعش”… الإرهاب النسائي، مركز المسبار، 26 نوفمبر 2017، متاح على الرابط :
https://www.almesbar.net/الجهاديات-في-داعش-الإرهاب-النسائي/
[3] ـ تاريخ تجنيد النساء الانتحاريات قبل ظهور داعش، اليوم السابع، متاح على الرابط التالي : http://www.youm7.com/story/2015/11/20/بالصور-تاريخ-تجنيد-النساء-الانتحاريات-قبل-ظهور-داعش-فتيات-فى/2452076
[4] ـ المرجع السابق
[5] ـ المرجع السابق.
[6] ـ هاني نسيرة، النساء والإرهاب... قراءة جندرية، صحيفة الشرق الأوسط، العدد 4202، 16/10/2017، متاح على الرابط :
https://aawsat.com/home/article/1053316/النساء-والإرهاب-قراءة-جندرية
[7] Fatemeh Sadeghi, Foot Soldiers of the Islamic Republic’s “Culture of Modesty”, Middle East Research and Information Project, Avialable At :
http://www.merip.org/mer/mer250/foot-soldiers-islamic-republic’s-“culture-modesty”
[8] ـ «أخوات الباسيج».. جيش نسائي إيراني أسسته حارسة الخميني، موقع العربية، متاح على الرابط :
https://www.alarabiya.net/articles/2009/08/03/80718.html
[9] ـ عبدالقادر بن فالح الحجيري السلمي، الحسبة في الإسلام ( مفهومها ، أدلتها ، حكمها ، مكانتها ، أهميتها ، الحكمة من مشروعيتها ، تاريخ نشأتها )، موقع صيد الفوائد، متاح على الرابط التالي:
http://www.saaid.net/alsafinh/48.htm
[10] Fatemeh Sadeghi,op.cit
[11] ـ هدى الصالح، بنات الإرهاب: أمهات انتحاريات وأخوات مسلمات، مركز المسبار للدراسات والبحوث، 25 أغسطس 2015، متاح على الرابط التالي:
https://www.almesbar.net/بنات-الإرهاب-أمهات-انتحاريات-وأخوات-م/
[12] ـ A Belgian woman explains why she joined ISIS, and why she came back, PRI public Radio International, Avialable At :
[13] ـ محمد صالح المنجد، الإسلام سؤال وجواب، متاح على الرابط التالي : https://islamqa.info/ar/21457
[14] ـ محمد علوش، نساء داعش، موقع الميادين، متاح على الرابط التالي :
http://www.almayadeen.net/articles/opinion/830285/نساء-داعش
[15] ـ الانتحاريات... فوج «داعش» الجديد، متاح على الرابط التالي :
http://www.alraimedia.com/Home/Details?Id=b299dea3-1b78-4559-bf7f-df4ade05ab56
[16] ـ انتحاريات داعش يُفجرن أنفسهن مع أطفالهن الرضع !، متاح على الرابط التالي :
http://www.rudaw.net/arabic/middleeast/iraq/110720175
&
http://diyaruna.com/ar/articles/cnmi_di/features/2017/07/07/feature-03
[17] ـ هيفاء زعيتر، حين تبطش المرأة ببنات جنسها: نساء داعش المعنِفات والقاهرات والذابحات، موقع رصيف 22، متاح على الرابط التالي :
https://raseef22.com/life/2017/03/07/حين-تبطش-المرأة-ببنات-جنسها-نساء-داعش-ا/
&
https://arabic.rt.com/news/812496-داعش-يروع-نساء-الموصل-عضاضة-حديدية/
[18] ـ «الزينبيات»... وجه الميليشيات النسائي في اليمن، صحيفة الشرق الأوسط، العدد 4293، 15 يناير 2018، متاح على الرابط التالي :
https://aawsat.com/home/article/1143701/«الزينبيات»-وجه-الميليشيات-النسائي-في-اليمن
[19] ـ تعرف على «الزينبيات».. سلاح الحوثي السري في اليمن، العربية، متاح علي الرابط :





