«الإنشاد الديني».. مدرسة مصرية لثقل الموهبة بالدراسة
الإثنين 16/أبريل/2018 - 02:09 م
سارة رشاد - تصوير نورهان محسن
في ديسمير 2013 بدت بوادر مُبَشّرة بحصول منشدي مصر على موافقة تُبيح لهم إنشاء أول نقابة للإنشاد الديني في المنطقة العربية، المؤشرات التي أُسِّسَتْ بناءً عليها نقابةٌ تحت الإنشاء -حتى الآن بسبب خلافات مع وزارة الأوقاف- كانت كافية لإقدام المنشد المصري والمتولي شأن النقابة، محمود التهامي، على تأسيس مدرسة للإنشاد الديني، تهتم بتدريب جيل من المنشدين الدارسين.
في سؤال عن مدى أهميتها، أجاب «التهامي» أن أغلب منشدي مصر يفتقدون للدراسة الأكاديمية؛ ما تسبب في تراجع الإنشاد المصري.
ليلة السبت الموافق 15 أبريل 2018، كانت نقابة المنشدين والمبتهلين، بحضور نقيبها محمود التهامي، والمطرب المبتهل علي الهلباوي، ومؤلفين وملحنين، تحتفل في قصر الأمير طاز، بمنطقة الخليفة، بتخريج دفعة خامسة في المدرسة، التي تقوم في هذه الأثناء بإعداد الدفعة السادسة.
وخلال كلمته بحفل التخريج اعتبر التهامي مدرسة الإنشاد الديني رسالة ذات معانٍ عديدة، أولًا: تأكيدًا لروحانية الدولة المصرية وشعبها وعشقه للفنِّ، ثانيًا: مصر مازالت في موقع الريادة في الإنشاد الديني؛ ما ينفي الحديث المتداول في الفترة الأخيرة بخصوص تراجع مستوى الإنشاد المصري، مقابل تقدمه في دول مثل سوريا، أو دول المغرب العربي، وما تقوم به المدرسة هو للحفاظ على هذه المكانة.
ثالثًا: مواجهة التطرف؛ إذ يرى التهامي أن الإنشاد أحد سُبُل مُواجهة التشدد الديني، ومن ثم فإعداد مدرسة ترتقي بالإنشاد هو تدعيم لهذا الفن في معركته ضد التطرف.
وطالب النقيب منشدي المدرسة بإدراك قيمة دورهم في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، قائلًا: «اصطفاكم الله لمدح مصطفاه».
وما بين أطفال لا تزيد أعمارهم على التسع، وشابات في عمر العشرين، وقف المتخرجون من الجنسين، مرتدين سترات بيضاء، ويرددون في صوت شجي هادئ: «قمر سيدنا النبي قمر»، من بينهم كان شاب في عامه الـ21، هو محمود خالد ابن محافظة سوهاج، جنوب القاهرة.
يروي محمود لـ«المرجع»: «عرفت موهبتي منذ كنت في المرحلة الابتدائية، لكن التحاقي بالمدرسة غيّر رؤيتي للإنشاد كليًّا؛ إذ أصبحت أعرف الفرق بين المقامات، وكيفية التنقل بينها، وصرت أُبْصِر النور بروحي لا بعيني، وأميز أي خطأ قد يقع فيه عازف، وكنت من قبل أُنْشِد ولا أفهم ما أؤديه، اليوم لا أنطق إلا إذ كنتُ فاهمًا».
هذه النتيجة التي وصل إليها محمود، يُشيد بها المبتهل المصري علي الهلباوي، الذي قال لـ«المرجع»: إن المدرسة لها فضل كبير في تقويم موهبة المنشدين، وتابع: «أن مصر كانت تفتقد كثيرًا وجود مدرسة تتبنى موهبة المُنشدين»، مشيرًا إلى أن دولة مثل باكستان لديها نحو 16 مدرسة للإنشاد الديني، أما مصر فلم يكن لديها قبل أربعة أعوام أي مدرسة.
واعتبر نجل الشيخ الراحل محمد الهلباوي، القارئ والمُبتهل فى الإذاعة والتلفزيون المصري، أن مصر تفتقد وجود مدارس للإنشاد، مشيرًا إلى أن المدرسة خطوة على الطريق الصحيح.
وينقسم طلاب مدرسة الإنشاد اليوم بين فريقين؛ الفريق الأول هم طلاب المستوى الأول الملتحقين حديثًا بالمدرسة، ويدرسون فيها المبادئ الأولى للموسيقى وتواشيح تراثية، أما المستوى الثاني والمُسمى «المنتخب»، فيضم كل طلاب الدفعات السابقة، ويتعلمون فيها أمورًا أكثر في الإنشاد.





