يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الجهاد الحضاري: وثيقة جديدة تكشف خطط عمل الجماعات الحركية

الخميس 02/أغسطس/2018 - 01:14 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
مصطفى صلاح
طباعة
وثيقة جديدة تم العثور عليها في العام 2004، من قبلِ السلطات الأمريكية، أطلق عليها فيما بعد «وثيقة الجهاد الحضاري»، بحوزة شخص يدعى محمد أكرم، القيادي الإخواني، وأحد قيادات حركة حماس في الولايات المتحدة الأمريكية.


صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتبت هذه الوثيقة في 22 مايو 1991، وهي بمثابة مذكرة تفسيرية للهدف الإستراتيجي العام للإخوان في أمريكا الشمالية، وركزت على فكرة التقويض للحضارة الغربية من خلال الاختراق الداخلي لها وإعادة رسم هويتها وتوجهاتها.

ووفق الوثيقة فإن جماعة الإخوان تعتزم اعتماد الجهاد الحضاري داخل الولايات المتحدة والتعاون مع المنظمات الصديقة لها، مثل الوقف الإسلامى لأمريكا الشمالية، وتجمع مسلمي أمريكا الشمالية، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية. 
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
المبادئ
كشفت الوثيقة العديد من المبادئ ولعل أهمها:
- الجهاد العظيم لإزالة وهدم المدنية أو الحضارة الغربية كما ذكر في الوثيقة: «لا بد أن يستوعب الإخوان أن عملهم في أمريكا هو نوع من أنواع الجهاد العظيم لإزالة وهدم المدنية أو الحضارة الغربية من داخلها وتخريب بيوتها الشقيّة بأيديهم وأيدي المؤمنين، كى يتم جلاؤهم ويظهر دين الله على الدين كله، وإذا لم نستوعب ذلك سنظل أقل قدرة على مواجهة هذا التحدى وغير مستعدين للجهاد بعد، فقدر المسلم أن يجاهد ويعمل، حيثما كان وحيثما حلّ حتى قيام الساعة، ولا مفرّ من هذا القدر إلا لمن اختار القعود، ولكن هل يستوى القاعدون والمجاهدون؟».

- العمل على إيجاد حركة فعالة ومستقرة بقيادة الإخوان، حيث استندت الرؤية على استراتيجة مضمونها: «إيجاد حركة فعالة ومستقرة بقيادة الإخوان المسلمين وتبني قضايا المسلمين محليًا وعالميًا وتوسيع القاعدة الإسلامية الملتزمة وتوحيد جهود المسلمين، وطرح الإسلام كبديل حضاري ودعم إقامة دولة الإسلام العالمية أينما كانت».

- اعتماد مفهوم التمكين كمحور انطلاق لاستراتيجيتها في الحضارة الغربية وورد في الوثيقة في الحديث عن منهج العمل والانتشار «ذلك يستلزم وجود مؤسسات تابعة للجماعة مثل وسائل إعلام وأحزاب سياسية وكيانات اقتصادية مثل البنوك والشركات والمنظمات».

إن الجهاد أهم أركان المشروع الإسلامي الحضاري، فهو منهج كثير من الجماعات التي تبنت إعادة المشروع الإسلامي ونشر قيمه وذلك عن طريق مدخل الصعود الحضاري، في نية منهم لتحقيق ما يسمونه بالإسلام الحضاري وإزالة الاستكبار من الأرض. 

استراتيجية العمل 
إن عملية التحول تلك من مفهوم الجهاد التقليدي الذي هو بالأساس جهاد يصنف ضمن وسائل الإكراه المادي إلى المفهوم الناعم، جاء في إطار ما يسمونه بتغيير الهوية الإسلامية وذلك عن طريق التداخلات الحضارية والتي توصف بالإمبريالية الثقافية، والتي قطعت شرايين الأمة بتاريخها ووضعها في موضع الضعف تجاه مقاومة المتغيرات التي توصف بالاجتياح الغربي.

فالجهاد الحضاري له بعدان، البعد الأول: يتعلق بتقوية الجبهة الداخلية للمجتمع الإسلامي. وذلك عن طريق العديد من الأركان كالجانب الإعلامي والثقافي خاصة بعدما حدث في الأمة فراغ اجتماعي وأزمة هوية متعلقة باستبدال الهوية الاسلامية بالهوية الوطنية.

والبعد الثاني: يتمثل في الانطلاق في ما وراء الحدود في إطار استراتيجية مغايرة بهوية إسلامية لمواجهة عملية التغريب على الشأن الداخلي أو الخارجى. حيث إن الهوية الإسلامية هي التي ينبعث منها مفهوم الجهاد الحضاري وعملية إحياء وتجديد الفكر الجهادي بما يتناسب مع الأدوات الحديثة.

ووفقا لوثيقة الجهاد الحضاري، تم التركيز في آليات العمل على الجانب الإعلامي؛ الذي يعد بحسب الوثيقة الوسيلة الأكثر أهمية لنشر أفكار الإخوان في الغرب، وتضمنت الوثيقة اقتراحات بإصدار صحف يومية ومجلات شهرية وأسبوعية وكذلك البرامج التليفزيونية ومؤسسات الدراسات ودور النشر.

وعلى ذلك تمتلك جماعة الإخوان العديد من الصحف والإصدارات مثل الآفاق، الأمل، السياسي، إلى فلسطين، المقتطفات الصحفية، الزيتونة، الراصد الفلسطيني، مجلة العلوم الاجتماعية. 

السيناتور الجمهوري،
السيناتور الجمهوري، تيد كروز
توجس أمريكى
كان للعثور على هذه الوثيقة تداعياتها على العديد من الدول الغربية في التعامل مع نشاط جماعة الإخوان هناك، ففي 27 مايو 2009 أصدرت محكمة أمريكية في ولاية تكساس حكمها على المتهمين: شكري أبوبكر، وغسان العشى، ومحمد المزين، ومفيد عبدالقادر، وعبدالرحمن عودة، الذين ينتمون إلى مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية والتي تتبع جماعة الإخوان والذين تم القبض عليهم في يوليو 2004 وحكم عليهم بمدد تتراوح بين 15 و65 عامًا.

أنشئت المؤسسة في عام 1988 في مدينة ريتشاردسون بولاية تكساس الأمريكية، وعلى مدار السنين توسعت أنشطة هذه المؤسسة لتصبح من كبرى المؤسسات الخيرية الإسلامية في الولايات المتحدة وتركزت أنشطتها على تقديم الدعم والمعونات.

كما قدم السيناتور الجمهوري، تيد كروز، مشروع قانون مع الجمهوريين مايكل ماكول، وماريو دياز بالارت، في يناير2016 تحت شعار حماية الأمريكيين من الإرهاب الإسلامي المتطرف الموجه ضد أمريكا بهدف محاسبة الإخوان، والحرس الثوري الإيراني باعتبارهما جهتين تحرضان على نشر الأيديولوجية الإسلامية العنيفة بهدف تدمير الغرب.

حظر كندي
تعد جماعة الإخوان من أكثر الجماعات الحركية الموجودة في كندا والتي تتعدد نشاطاتها هناك، وتتخذ الجماعة من العديد من المنظمات الخيرية والمدنية ستارًا لها، ولعل أبرز تلك المنظمات (رابطة مسلمي كندا تأسست عام 1997، المجلس الوطنى لمسلمي كندا تأسس عام 2000، منظمة عرفان الخيرية، جمعية الطلاب المسلمين تأسست فى 1966).

وزير السلامة العامة الكندي ستيفن بلاني، قال في أبريل 2014، إن «عرفان كندا» سُتدرج على قائمة المنظمات الإرهابية، لتنضم إلى تنظيم القاعدة، وحركة طالبان، وجماعات أخرى.

كما أثبتت دراسة أعدها توم كويجن، وهو المؤسس لشبكة خبراء الأمن القومي بكندا من توغل الجماعات الإرهابية تحت ستار المؤسسات الخيرية، والتي تعتبر فيما بعد منبرا يبث السموم في المجتمع. بالإضافة إلى فتح التحقيقات حول نشاطات جماعة الإخوان في كندا، لكن وبعد أن وضحت الرؤية لدى الحكومة الكندية قامت في عام 2014 بحظر جماعة الإخوان المسلمين وإعلانها جماعة إرهابية.

وعلى ذلك داهمت الشرطة الكندية العديد من مكاتب هذه المنظمات في إطار التحقق من ارتباطهم بمنظمات إرهابية، على الجانب الآخر تأكد لدى الحكومة الكندية وفق معلومات ومستندات والتي أصدرتها شبكة خبراء الإرهاب والأمن أكدت بالثبوت تورط جماعة الإخوان في تمويل العديد من الأنشطة الإرهابية وفق مناهجهم وأفكارهم التي تعكس رؤيتهم في جهاد الحضارة.

وبعد أن وضحت الرؤية لدى الحكومة الكندية قامت في عام 2014 بحظر جماعة الإخوان، وإعلانها جماعة إرهابية.
"