يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

ترحيل المتشددين من أوروبا.. بين خطورة الإقامة وصعوبة التنفيذ

الأربعاء 18/يوليو/2018 - 12:39 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
نورا بنداري
طباعة
تواصل الدول الأوروبية إجراءات ترحيل المتشددين الإسلامويين لبلدانهم الأصلية، بهدف الحفاظ على أمنها ومنع احتمالية حدوث هجمات إرهابية، خاصة أن هذه العناصر تعمل على تكوين بؤر داخل هذه الدول، تستطيع من خلالها التخطيط والتنفيذ لهجمات وعمليات متعددة.

أسامة بن لادن
أسامة بن لادن
وعلى سبيل المثال، قررت السلطات الإسبانية مارس الماضي؛ ترحيل كل المغاربة المُتشددين إلى بلدهم، سواء المشتبه في انتمائهم إلى جماعات متشددة أو الذين يحملون فكرًا متطرفًا قد يُشكل خطرًا على إسبانيا، وأظهرت إحصاءات أن السلطات الإسبانية رحلت في سرية تامة خلال عام 2017، نحو25 مُتشددًا إلى المغرب، بعضهم يدخلون في خانة الخطرين المُهددين للأمن القومي الإسباني وباقي دول الاتحاد الأوروبي، كما رحلت فرنسا في أغسطس الماضي؛ ثلاثة مغاربة لهم صلات بالتشدد.

وفي 13 يوليو الجاري، قامت ألمانيا بترحيل مساعد سابق لزعيم تنظيم القاعدة «أسامة بن لادن» إلى تونس، وذلك رغم قرار محكمة «جيلزنكيرشن» الإدارية أنه يجب الإبقاء عليه في ألمانيا حتى تتلقى برلين ضمانات بأنه لن يواجه التعذيب في وطنه.

كما قامت فرنسا 16 يوليو الجاري، بترحيل متطرف متشدد من أصول جزائرية يدعى «جمال بغال»، يشتبه في أنه الأب الروحي لواحد من القتلة الذين شاركوا في الهجوم على صحيفة «شارلي إبدو» الساخرة وأحد منفذي الهجوم على متجر يهودي في عام 2015.
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
وتم ترحيل «بغال» على متن طائرة إلى الجزائر فور خروجه من السجن بعد قضاء حكم بالسجن لمشاركته في محاولة تهريب عضو بارز بجماعة إسلامية مسلحة كان قيد الاحتجاز، وكان «بغال» يحمل الجنسيتين الجزائرية والفرنسية، وتم سحب الجنسية الفرنسية منه.

وعلى غرار باقي الدول الأوروبية، شددت السلطات الإيطالية من إجراءاتها ونشرت تعزيزات أمنية في مختلف المناطق التي من المحتمل أن يستهدفها الإرهابيون، ونفذت الشرطة الإيطالية بتنسيق مع رجال المخابرات في نوفمبر 2015، قرارًا يقضي بالطرد الفوري لأربعة مغاربة يقيمون بمنطقة بولونيا، وكانوا متابعين أمام محكمة المدينة في قضايا متعلقة بتبني التشدد والترويج له عبر مواقع التواصل الإجتماعي وعبر مواقع إلكترونية.

وليست هــذه المـــرة الأولـى التــي تقـوم فيها إيطاليا بترحيل متشددين، وبالرغم من غياب إحصائيات رسمية عن إجمالي المرحلين من أصول مغربية من أوروبا، فإن أرشيف مختلف عمليــات الترحيل، أبرز أن إيطاليـا تعد من أكثر البلدان الأوروبيـة طردًا.
ترحيل المتشددين من
ويرجع ذلك، كون ظاهرة الهجرة غير القانونية التي تنامت منذ السنوات الأخيرة في العالم، ظاهرة قديمة في منطقة المغرب العربي، وكذلك لأن شمال أفريقيا يطل على ضفة البحر المتوسط الأوروبية، ما يجعل الكثير من هؤلاء يتسللون بطرق غير شرعية.

وتواجه بعض الدول الأوروبية صعوبات في عملية الترحيل، لعدة أسباب، من بينها أن بعض الأشخاص الذين ينبغي ترحيلهم بشكل مباشر لأوطانهم لا يحملون وثائق ثبوتية من بلدانهم، ما يجعل عملية ترحليهم صعبة بعض الشيء، كما أن هناك بعض المحاكم في أوروبا خاصة ألمانيا؛ تمنع ترحيل أشخاص مصنفين بالخطرين من قبل الأجهزة الأمنية إلي بلدانهم بسبب احتمال تعرضهم هناك للتعذيب من قبل سلطات بلادهم الأصلية، إضافة لعدم قبول الدول الأصلية لعودة هؤلاء المتطرفين.
"