يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

السيسي يستقبل سلطان البهرة توطيدًا للعلاقات التاريخية

الأربعاء 18/يوليو/2018 - 01:00 م
المرجع
علي رجب
طباعة

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، امس الأول الاثنين 16 يوليو 2018، سلطان طائفة البهرة بالهند، السلطان مفضل سيف الدين، يرافقه شقيقه الأمير قصي وجهي الدين، ونجلاه الأمير جعفر الصادق، والأمير طه سيف الدين، وممثل سلطان البهرة بالقاهرة، مفضل حسن.
السيسي يستقبل سلطان
اللقاء اتسم بالمودة والتقارب بين الرئيس السيسي والسلطان مفضل سيف الدين، واظهر مدي احترام وتقدير طائفة البهرة لمصر ومكانتها لدي المسلمين بشكل عام والبهرة بشكل خاص.
اللقاء كشف عن تسامح مصر وأن قلبها يتسع ويستعيب كل الطوائف والمذاهب والاديان في العالم.
الرئيس السيسي والسلطان مفضل سيف الدين، أكدا العلاقات الوطيدة التاريخية بين مصر وطائفة البهرة، وانفتاحها الدائم على كافة الأديان والطوائف، والإيمان العميق بأهمية الحوار بين كافة شعوب العالم بمختلف مذاهبها وأعراقها، استنادا إلى تاريخ شعب مصر العريق وحضارته وفهمه الوسطي للدين، كما وجه الرئيس الشكر لسلطان البهرة على الجهود التي يبذلها خلفا لوالده في ترميم المساجد الأثرية ومقامات آل البيت في مصر، وكذلك أنشطة الطائفة الخيرية المتنوعة، بحسب تصريحات السفير بسام راضي، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
من جانبه أشاد سلطان البهرة بما حققته مصر من نجاح وتقدم على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار خلال الفترة الماضية بقيادة السيد الرئيس، مثنيا على ما تتمتع به مصر من حرية تتيح ممارسة الشعائر الدينية وتكفل للجميع مناخا مستقرا، منوها إلى الجهود التي تبذلها الطائفة في مجال ترميم المساجد الأثرية، والاهتمام الذي توليه لصيانة مساجد آل البيت فى مصر، وإلى ما تقوم به حاليا لترميم ضريح السيدة نفيسة وتجديد مقصورة المقام بالكامل
السيسي يستقبل سلطان

كما أكد السلطان مفضل سيف الدين، اهتمام طائفة البهرة بالعمل والاستثمار في مصر، معربا عن تمنياته لمصر بكل التوفيق في المضي قدما لتنفيذ المشروعات الاقتصادية الوطنية الكبرى، ومشيدا بما حققته مؤخرا من إنجازات في مختلف المجالات.
كما أن سلطان البهرة قدم مساهمة مالية في صندوق تحيا مصر تقدر بـ10 ملايين جنيه.

البهرة ومصر:
والبهرة احدي طوائف المذهب الاسماعيلي الشيعي، وهي تنسب الي مستعلية نسبة إلى المستعلي بالله الإمام التاسع عشر والخلفية الفاطمي التاسع، وهي طائفة ترفض العمل في السياسة وتركز على العمل بالتجارة، وانطلقوا إلى الهند واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعُرفوا بالبهرة، وتعني كلمة البهرة في اللغة الهندية (التاجر) وذلك لاشتغالهم بالتجارة دون غيرها من المهن.
ويقدر عدد البهرة في العالم، بنحو 12 مليون شخص، وتنتشر الطائفة في 500 مدينة وقرية في الهند ومراكزهم الرئيسية هناك بومباي، وجاجارت، ومهرا شاترا، ووراجستران، وتاميلاندو، وسورت ويقدر عددهم اليوم بحوالي مليوني نسمة، ويوجد حوالي 300 ألف يعيشون في باكستان وبريطانيا وسيلان ويوجد في تنزانيا وكينيا وفي دول الخليج كالكويت والإمارات" دبي"، واليمن، وأخيرًا في مصر أساس فكرهم.

و يقدر عدد البهرة المقيمين منهم فى مدينة القاهرة من 2000-4000 نسمة معظمهم يقيمون بالقاهرة منذ السبعينيات، وبعضهم يقيم لسنوات قليلة من 2-4 سنوات ثم يغادر ليأتى آخرون محله، ومن ناحية أخرى يتوافد الآلاف للسياحة الدينية على مدار العام، وبوجه خاص فى أوقات مواسمهم واحتفالاتهم، وتؤكد المؤشرات تزايد أعدادهم فى السنوات القليلة الماضية.
ويرددون الترانيم ويطوفون بضريح الحاكم بأمر الله في صحن المسجد، حيث يحجون إليه كل عام ويمثل قبلة البهرة في مصر ثم تدافعوا يشربون من بقعة من أرض الجامع يعتقدون أن الحاكم بأمر الله شرب منها قبل أن يطوفوا رافعين الرايات والاعلام في شارع المعز لدين الله الفاطمي والجيوشي والعودة مرة أخرى الى مسجد الحاكم بأمر الله وفي صلاة الظهر ينقسمون للصلاة في مسجدي الحاكم بأمر الله والأقمر اللذين يشرفان عليهما رغم تبعيتهما للأوقاف، ثم يخرج أهالي الطائفة الى الشارع يوزعون الصدقات والأموال على الفقراء طالبين منهم الدعاء للسلطان محمد برهان الدين بالعمر المديد.
ويشرف البهرة على تجديد وتنظيف مسجد الأقمر، وحصلت البهرة على تصريح من وزارة الداخلية المصرية لإقامة هذا الاحتفال السنوي ويتم دعوة كبار رجال الدين السنة المسلمين كل عام، ويأتي الاحتفال مئات من البهرة من مصر واليمن وباكستان والهند وإيران ويسير موكب الاحتفال عبر شوارع القاهرة الفاطمية.
وفي منطقة المرج حيث ضريح "الأشتر" الذى يعتقدون أن الإمام المالك الاشتر مدفون هناك ويحتفلون بمولده، ويتوافدون الآلاف على الضريح في شهور مختلفة من السنة.
ويعتبر فندق الفيض الحكمي مقر طائفة البهرة في مصر، ووجهة كل أبناء الطائفة في العالم.

أهمية الزيارة:
اعتبر الباحث محمود جابر، أن البهرة وعلاقتهم بمصر تشكل أكبر وافضل ترويج لمصر في الخارج كدولة منفتحة دينيا ومذهبيا، وكذلك تدعم الاقتصاد المصري عبر لعب زعماء الطائفة دورا في جذب الاستثمارات العالمية إلى مصر.
وأضاف جابر في تصريح خاص لـ«المرجع» ان البهرة لعبوا دورا كبيرا في احياء وتجديد والحفاظ على آثار الدولة الفاطمية، بل ساهموا أيضا في دعم السياحة الدينية الي القاهرة من شتى بقاع العالم.
وقال جابر، إن قامت بترميم وتجديد، العديد من مساجد آل البيت والأسرة الفاطمية منذ عهد الرئيس الراحل محمد انور السادات، في مقدمتها مساجد الحاكم بأمر الله، والأقمر، ومقصورة السيدة رقية، والسيدة زينب.
وأضاف ان هذه العلاقة بين زعماء مصر والبهرة استمرت في عهد الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك، ثم حدث نوع من الجفاء في سنة حكم الاخوان، ولكنّهم عادوا مرة أخرى بعد 30 يونيو 2013 عقب لقاء شهير بين الداعي مفضل سيف الدين والرئيس السيسي.
وذكر جابر أن البهرة يساهمون بمبالغ ضخمة في الاقتصاد المصري، ويقومون بالأعمال الخيرية، ودائما التبرع لصندوق تحيا مصر، وهم يلعبون دورا في دعم الاقتصاد المصري والدعوة إلى الاستثمار في مصر.
وشدد جابر، على أن مكاسب مصر من البهرة كبيرة ولا تقدر بتبرعات مالية، ولكن هي مكاسب لترويج عن مصر الأمنه وكذلك مصر البمنفتح عط كل الطوائف والمذاهب والأديان، وهي رسال لا تقدر بثمن.




"