«العائدون من داعش».. قنبلة موقوتة تهدد أوروبا

يُشكِّل الأوروبيون العائدون من
الحرب في سوريا والعراق، والذين قاتلوا في صفوف «داعش»، أزمة كبيرة لدولهم، إذْ يُعدون
قنبلة موقوتة يُخشى أن تنفجر في أي وقت؛ لذلك أصدرت العديد من المحاكم هناك
أحكامًا بالحبس ضد العديد منهم.

عقوبات مشددة
وظهر
«كوينوم»، في إحدى الصور الفوتوغرافية، وهو يُلَوِّح برأسٍ مقطوع، وطلب المحامي
العام الفرنسي تنفيذ أقصى عقوبة.
كما قضت
محكمة الجنايات بباريس الخاصة بالقُصَّرِ، بعقوبات مشددة على ثلاثة متطرفين
فرنسيين خطَّطوا لشَنِّ هجومٍ، على موقع «كيب بيار» العسكري في جبال «البرانس
الشرقية»، عام 2015.

وقال
المرصد، إن انضمامِ الكثير من الفرنسيين لصفوفِ التنظيم بسوريا والعِراق، أوقع
فرنسا في حيرة من أمرِها؛ فازدحمت المحاكم الفرنسية بملفات العائدين من الحرب مع
«داعش»، مؤكدًا أن عقوبة السجن لن تكون رادعة، ولن تفيد المجتمع الفرنسي بعكس
محاولة دمجهم في المجتمع؛ ما يساعد فرنسا على الخروج من هذا المأزق الذي وُضِعَت
فيه.

من
جانبه أكد الدكتور محمد عبدالفضيل، مدير عام مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى
والترجمة، أن الانتماء لجماعات إرهابيَّة جريمة فكريَّة، يجب أن تُعالَج من خلال
تصحيح الأفكار وليس السجن، مؤكدًا ضرورة وجود تأهيل نفسي، ومراجعات لكل من يعتنق
هذه الأفكار، خاصة لـ«الدواعش» العائدين من الحرب في سوريا والعراق إلى دولهم في أوروبا.
وأوضح
«عبدالفضيل» في تصريح لـ«المرجع»، أن عقوبة السجن على المتطرف تؤدي في أغلب
الحالات إلى العكس؛ فنجد الجماعات الإرهابيَّة استطاعت إقناع العديد من المسجونين
بفكرها؛ ما يجعل السجن مفرخة للإرهاب.
وأضاف «عبدالفضيل»،
أن العديد من الدول العربية واجهت الفكر بالفكر، ونجحت بشكل كبير في ذلك، وخير
مثال تجربة مصر في التسعينيات مع الجماعة الإسلاميَّة، مضيفًا أن الأردن تقوم الآن
بعمل هذه المراجعات، ويجب على دول غرب أوروبا، مثل: ألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا، أن
تلتزم بهذا الفكر.
وطالب
«عبدالفضيل»، الدول الأوروبية بفتح باب الحوار الديني والفكري مع من يعتنقون
أفكارًا متطرفة، وذلك من خلال الاعتماد على المؤسسات الدينية الوسطية، مثل: الأزهر
الشريف.

ويرى اللواء محمد صادق،
الخبير الأمني، والمشرف على مراجعات الجماعة الإسلاميَّة في التسعينيات، أن هناك
الآلاف من الشباب الأوروبيين شاركوا في الحرب ضمن صفوف «داعش»، وتُمثِّل عودتهم
مشكلة كبيرة لأوروبا، مؤكدًا أن الشباب الذين حملوا السلاح مع التنظيم، من الصعب
دمجهم في المجتمع.
وتساءل «صادق»، في تصريح
لـ«المرجع»: مَن قاتَل مع «داعش»، وعاش في صفوفهم طول هذه الفترة، كيف يمكن أن
يندمج في المجتمع؟ قائلًا: «هو شرب من أفكارهم التكفيرية والانتحارية؛ وبالتالي
عودته ستكون مشكلة تواجه أوروبا»، مضيفًا أن مَن يمكن دمجه في المجتمع هو الشخص
الذي اعتنق هذه الأفكار التكفيرية؛ لكنه لم يشارك معهم، ولم يُقاتِل، ولم يحمل
السلاح.