ad a b
ad ad ad

هارون يحيى.. تركي يدعو للإسلام بالجنس والكوكايين

الأربعاء 11/يوليو/2018 - 04:24 م
المرجع
حور سامح
طباعة
يقول روبرت غرين في كتابه «كيف تمسك بزمام القوى؟»: «لدى الناس رغبة جامحة للإيمان بشيء ما، فاجعل نفسك النقطة المركزية لهذه الرغبة بإعطائهم قضية، وإيمانًا جديدًا يتبعونه، أبقِ كلماتك غامضة لكن ملأى بالوعود، وشدد على الحماس أكثر من العقلانية، وأعطِ أتباعك طقوسًا يؤدونها، وفي غياب الدين المنظم الصحيح والقضايا الكبرى، فإن نظامك الإيماني الجديد سيأتيك بسلطة لم يسمع بها أحد من قبل»، هكذا يوضح روبرت جرين، كيف يستخدم الدين في تطويع أتباع جدد، يسهل استغلالهم للوصول إلى السلطة والاستبداد بها.
هارون يحيى.. تركي
عبارات كاشفة توضح، بل تفضح، حقيقة تجار الدين في كل زمان ومكان، حقيقة تنطبق على هارون يحيى، الذي ألقي القبض عليه اليوم الأربعاء 11 يوليو 2018.

اسمه الحقيقي «عدنان أوكتار»، لكنه يستخدم اسم «هارون يحيى» إعلاميًّا، وجرى القبض عليه فجر اليوم ضمن عملية انطلقت في 5 ولايات تركية، بينها إسطنبول، للقبض على «عدنان» و234 من أتباعه الذين يواجهون تهمًا مختلفة، يقدم «عدنان» نفسه للمجتمع على أنه داعية إسلامي معاصر، ولكنه يتبع نهجًا مختلفًا وغريبًا في الدعوة، وهو ما دعا مؤخرًا للقبض عليه لاتهامه بتأسيس تنظيم لارتكاب عدد من الجرائم، واستغلال الأطفال جنسيًّا والاعتداء عليهم، واحتجاز الأطفال والابتزاز

وُلِدَ «عندنان أوكتار» بأنقرة عام 1956، لينتقل لإسطنبول عام 1979، ليلتحق بكلية الفنون الجميلة في جامعة المعمار سنان، ودرس الفلسفة، وكتب بحوثًا مفصلة في الفلسفة المادية والأيديولوجية، وتركزت كتاباته في تفنيد نظريات التطور والارتقاء والنشوء في كتابه «أطلس الخلق» و«خديعة التطور»، ومن ثم اتجهت كتاباته إلى الفلسفة والدعوة، والهجوم على الإلحاد.
 
تحوَّل عدنان من فكرة الدعوة للدين بطريقة مختلفة لابتداع أفعال جديدة، وهو ما جعل له أتباعًا، لاختلاقه شكلًا جديدًا دخيلًا على الدين، لم تكن المرة الأولى التى يجرى القبض على عدنان في قضايا جنائية، ففي عام 1991 ألقي القبض عليه بتهمة حيازة الكوكايين، وقال وقتها إن هناك مخبرين سريين زرعوا الكوكايين في طعامه، وذلك لإعداده موسوعة تُهاجم الماسونية، ولكن عند الفحص الطبي أثبتت التحاليل وجود نسبة عالية من المخدرات في دمه، وأنه يتعاطى المخدرات منذ فترة كبيرة، وليست مؤامرة عليه
هارون يحيى.. تركي
ليتكرر القبض عليه عام 1999، إذ جرى اتهامه بتأسيس منظمة غير شرعية، ويتستر من خلالها في عدد من العمليات الإجرامية، إذ قامت عارضة أزياء تركية برفع دعوى ضده لابتزازها والافتراء عليها بأنها بائعة هوى، وقالت العارضة وقتها «إنه طلب منها ممارسة الجنس، وعندما رفضت، قام بابتزازها»، وجرت المحاكمة لمدة عامين انتهت بتبرئة عدنان وإدانه اثنين من أتباعه.
 
لتقوم صحيفة جمهوريت بعمل استقصاء عن عندنان عام 2008، وعلى إثرها وُجهت لائحة اتهامات من قبل المدعي العام التركي، باستخدام أعضاء من منظمته لإغراء الشباب من العائلات الغنية مقابل حضور بعض المناسبات التي يُعدها عدنان للحصول على الوجاهة الاجتماعية، مقابل ممارسة تلك العضوات الجنس مع شباب تلك العائلات، ووقتها شهدت في المحكمة عضوة بأن عدنان فرض عليها أن تُضاجع ستة عشر رجلًا، وجرى تصوير المضاجعات، وأعطيت الأشرطة لعدنان، وأي عضوة تُفكر في ترك المنظمة كانت تُهدد بنشر أشرطة الفيديو

وحكمت المحكمة على عدنان بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ومعه 17 من أتباعه، وشهد عدد من أتباعه الذين كشفوا حقيقته بأن الجنس كان وسيلة عدنان الدائمة، رغم زعمه بأنه داعية إسلامي معاصر.

استخدام الدين كوسيلة للسيطرة وخلق أتباع لم يكن جديدًا، فتلك عادة جرت دراستها على مر التاريخ، والباحثون عن الأتباع كثيرون، لذلك يتجددون مع الزمن.

والطريف أن عدنان ألف 250 كتابًا، ترجمت لعدد من اللغات، ولكن هذا لا ينفي اتباعه منهجًا دينيًّا جديدًا، مؤخرًا وفي مطلع عام 2018، نشر حلقة على قناة تركية وهو يشرح الشريعة وقيم التسامح في الإسلام، ولكن بوجود راقصات وفنانات وزجاجات خمر خلال الحلقة، وأشار المشايخ إلى أن تلك الأفعال يحرمها الإسلام، إذ كيف يتحدث عن الدين بهذه الطريقة، ليقول إنه داعية معاصر، ولم يكن التسجيل الوحيد الذي يدينه ويجعله يتاجر بالدين بهذا الشكل الصارخ والفج، حيث تتحفظ الشرطة التركية على عدد من التسجيلات التى يظهر فيها هو وأتباعه يرقصون ويزعمون بعد ذلك أن الدين أمر بهذا، وأن ما يمارسونه يقربهم من الله

يُحاول أوكتار نشر الدين بطريقة مختلفة على حد تعبيره، ولكنه لم يقترب من الدين، ويشكك العديد فى طريقة فهمه للدين والنص القرآني؛ لأنه لم يتعلم العربية، ويستعين أوكتار بالنساء كعنصر أساسي في برنامجه، فإنه يقوم بدعوة النساء وإبراز مفاتنهن، واستعراض الرقص في برنامجه، وظهر ذلك في حلقاته المذاعة التي أثارت الجدل، وجعلته محط اهتمام السلطات التركية ليجرى القبض عليه فجر اليوم، ويجرى التحقيق معه
"