الشبراوية الخلواتية.. منهج ثابت فى مواجهة التطرف
الخميس 12/يوليو/2018 - 07:32 م
سارة رشاد
في الرابع عشر من يوليو كل
عام، يحتفل مريدو الطريقة الشبراوية، بمولد أحد أقطابها عبدالخالق الشبراوي،
والمولد هذا العام يُوافق السبت المقبل 14 من الشهر الحالي، ويستمر حتى الخميس الذي
يليه، 19 يوليو.
و«الشبراوية» فرع من طريقة صوفية أخرى، هي الطريقة الخلواتية، ويرجع
تاريخ دخول الخلواتية لمصر إلى نهاية عام 1717م، عدما نزل بها رحالة صوفي شامي
يُدعى مصطفى بن كمال الدين البكري (1688 : 1749م) كان يقصدها لزيارة بيت المقدس، لكن
العالم الدمشقي الذي جاء متشعبًا بمنهج التصوف استقر في مصر زمنًا ليتحلق حوله
العامة والعلماء الذين أخذوا عنه التصوف، فكانت بداية الطريقة الخلواتية في مصر.
محمد مصطفى عبد الخالق الشبراوي
و«الخلواتية» ما
هي إلا فرع من شجرة التصوف المصرية المورفة، التي تضم 77 طريقة لكل منها مريدوها
وأفكارها وزهدها وأورادها وراياتها، وموالدها أيضًا.
تنسب الخلواتية لشيخها القادم من خرسان محمد بن أحمد بن كريم
الدين الخلواتي، لقّب كريم الدين بـ«الخلواتي» لكثرة لجوئه إلى العزلة
التي تمتد في التصوف من يوم وحتى 40 يومًا، وعلى نهجه في الخلوة سار مريدوه.
ولا تُمثل الخلواتية في مصر بكيانٍ واحدٍ، إذ تتفرع الطريقة إلى
طرق يبلغ عددها 23، جميعها لا تختلف عنها في شيء سوى التسمية وتغيير بسيط في
الأوراد.
الشبراوية الخلواتية، هي إحدى ثلاث وعشرين طريقة منحدرة
من الخلواتية الأم، لكن شيخها الحالي محمد مصطفى عبدالخالق الشبراوي، والذي يرى
خصوصية في طريقته فيقول عنها إنها «مجددة الخلواتية».
نشأت الشبراوية على يد الشيخ عمر بن هيكل بن جعفر الشبراوي
(1819:1885م) الذي يرجع نسبه إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وفقًا للوثائق
الرسمية للطريقة، حصل الشبراوي على تعليمه من الأزهر الذي عمل فيه بعد ذلك وكيلًا، وخلف الشبراوي في مشيخة الطريقة ابنه الشيخ عبدالسلام، الذي ولد في 1859م، ومات عن
عمر يناهز 31 عامًا، ليخلفه ابنه عبدالخالق الشبراوي، ثم مصطفى عبدالخالق، وصولًا
للشيخ الحالي للطريقة محمد مصطفى عبدالخالق الشبراوي.
وتأخذ الشبراوية منهجها من الخلواتية، التي تتلقى اتهامات بالانحراف في المعتقد، إذ تضع الطريقة ثلاث مراتب للتوحد يتدرج فيها المريد، تبدأ من «لا إله إلا الله»، ثم «لا إله إلا أنت» فـ«لا إله إلا أنا»، وتقصد الطريقة من ذلك مزيدًا من التجلي، حتى يقول أحد أبرز رموز الطريقة الشيخ أحمد الدرديري: «اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد، وأغرقنا في عين بحر الوحدة السارية في جميع الموجودات، وأذقنا لذة تجلي الذات».
ويخص شيخ الشبراوية الحالي طريقته بالحديث عن أولويات تقتصر عليها ولا تتوافر لبقية الطرق الخلواتية، ويلخصها في الصدق في القول والعمل والغيبيات أي معاملات القلوب، وتحري الكذب في القول والعمل، وغيبات القلوب للفرار منه، فيما تدمج الطريقة في أورادها أورادًا من طريقتي الشاذلية والنقشبندية، ما يفسر تسميتها بـ«الشبراوية الخلواتية الشاذلية النقشبندية».
ويتكون هيكل الطريقة من شيخ الطريقة ووكيلها العام النواب والخلفاء فالنقباء، ومنصب النقيب يتفاوت بين نقيب أحذية يحرص أحذية المريدين الموجودين في الحضرة، ونقيب مستفتح ويتولى مهمة افتتاح الحضرة وختامها، إضافة لنقيب الفاتحة الذي يقرأ الفاتحة في بدء الحضرة بصوت جهوري، إلى نقيب سعو، وهو شخص يسبق المسيرات الاحتفالية للطريقة بخمسة أمتار لتأمين الطريق لها.
ولعبت الشبراوية دورًا سياسيًّا في ثورة الثلاثين من يونيو، إذ أسهمت في الإطاحة بنظام حكم جماعة الإخوان في مصر عام 2013؛ حيث نظمت الطريقة مؤتمرات تحت شعارات مواجهة التطرف، فيما يبقى للطريقة نفس الدور السياسي بإعلانها عن دعمها للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي.





