بالفكر والوسطية.. «التصوف» يواجه «التطرف»
الثلاثاء 03/يوليو/2018 - 05:02 م
صورة تعبيرية
آية عز
تعد الطرق الصوفية من أوائل التيارات التي استجابت لفكرة تجديد الخطاب الديني في مصر، وهى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمحاربة إرهاب جماعة الإخوان وإرهاب جماعات الإسلام الحركي، التي انتشرت سريعًا عقب الإطاحة بالمعزول محمد مرسي، وحكم جماعة الإخوان في 2013.
وبالفعل وعقب دعوة الرئيس السيسي بدأت الطرق الصوفية تنظيم الندوات والمؤتمرات الجماهيرية التي تتبنى من خلالها الدعوة لمحاربة الإرهاب، وإن كانت تلك المحاضرات لم تلق تفاعلًا كبيرًا في الساحة السياسية والدينية، إلا أن مشايخ الطرق يواصلون استكمال طريق محاربة الإرهاب من خلال عقد الندوات التي تجوب جميع محافظات مصر من شمالها لجنوبها، مؤكدين فكرة أن التصوف منهج يستهدف القلب والعقل.
وخلال الفترة الأخيرة كشفت دراسة حديثة لـوحدة الرصد الإسبانية بمرصد الأزهر الشريف، عن اتجاه دول قارة أوروبا وتحديدًا إسبانيا للاستعانة بالتصوف في مواجهة الإرهاب، وتصحيح صورة الإسلام، وأبرزت الدراسة الاهتمام بالتصوف، نظرًا لتغليبه الجانب الروحي وسيره في مسالك الزهد والسمو بالنفس، وهو ما يمثل جانبًا مضيئًا يجذب أنظار الدارسين خاصة المستشرقين والمستعربين من الثقافات كافة .
وأشار المرصد إلى أن اهتمام الباحثين الإسبان بالتصوف الإسلامي، يعد مؤشرًا على أن الجانب الروحي لا يزال يجذب المتخصصين في الدراسات الإسلامية وغيرهم، كما أنه من الواضح أن تغليب هذا الجانب يساعد كثيرًا على إبراز صورة الإسلام الحقيقية، التي ترتقي بالروح وتحث العقل على التدبر والتعمق في أسرار الوحي القرآني، ومن ثم ينأى بالنفس عن الكراهية والتنازع والتعصب، وغيرها من صفات ممقوتة، لم تأتِ الرسالات السماوية بشيء منها، بل نبذتها ونهت عن اقترافها.
ولم تكن إسبانيا هي الدولة الغربية الوحيدة التى استعانت بالتصوف لمواجهة الفكر المتطرف، فكانت الولايات المتحدة من أوائل الدول الأجنبية التى اعتمدت على التصوف في محاربة الفكر المتطرف، خاصة عقب احداث 11 سبتمبر، معتبرة التيار الصوفي من أكثر التيارات الإسلامية المعتدلة.
فكر معتدل
يقول محمد علاء ماضي أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، إن المنهج الصوفي من أكثر المناهج الإسلامية الدينية التي تستطيع مواجهة الإرهاب، لأنها فكر إسلامي معتدل.
وأضاف «أبو العزائم» في تصريحات خاصة لـ« المرجع»، أن الدول الغربية اكتشفت في الوقت الحالي أن الصوفية منهج أساسه السلام والحب والإخاء، لذلك بدأت تدرسه وتهتم به، حتى تستطيع أن تُحارب الإرهاب من خلاله، مطالبًا الحكومة بتدريس التصوف في المدارس والجامعات بهدف محاربة الإرهاب.
منهج معتدل
وقال شيخ الطريقة الشبراوية، وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، عبدالخالق الشبراوي: إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يستطيع في الوقت الحالي، أن يعتمد على الصوفية في مواجهة الإرهاب الذي يُحيط بمصر، لأن الصوفية منهج إسلامي معتدل يُنبذ العنف ويحارب التطرف بأفكاره الإسلامية المعتدلة والمستنيرة.
وأكد «الشبراوي» في تصريحات خاصة لـ« المرجع»، أن الطرق الصوفية طوال الفترة الماضية، حاربت الإرهاب مع الدولة، من خلال المؤتمرات التي عقدتها الطريقة الشبراوية في أكثر من محافظة لمواجهة التطرف ومساندة الدولة في حربها على الإرهاب.
وأكد شيخ الطريقة الشبراوية، أن الطرق الصوفية أصدرت خلال الأعوام السابقة مجموعة من الكتب لتجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف، لذلك هي قادرة على محاربة الإرهاب.
ومن جهته يعلق أبو الفضل الإسناوي، الباحث في شؤون دول الشمال المغربى والحركات الإسلامية، في تصريح لــ«المرجع» بأن الدولة المصرية من الممكن أن تستخدم الفكر الصوفي في مواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أن التصوف يحمل في طياته الوسطية الإسلامية والسلام.





