يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

تخوفات إيرانية من تنامي مخاطر «داعش خراسان»

الجمعة 25/أغسطس/2023 - 04:47 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

أزمة جديدة بين إيران وحركة "طالبان" الحاكمة في أفغانستان بسبب تنامي مخاطر تنظيم "داعش ولاية خراسان"، والتي زادت بعد سيطرة "طالبان" على السلطة في أغسطس 2021، حيث تصل الحدود بين البلدين إلى أكثر من 900 كيلو متر، وسط اضطرابات أمنية في الكثير من المناطق الحدودية في إيران، وإمكانية استغلال داعش تلك الاضطرابات مع الحاضنة الآمنة له في أفغانستان في ظل وجود حكومة طالبان التي ليس لها موقف ثابت من التنظيم الإرهابي وتأثيراته الداخلية وعلى دول الجوار.

اعتراض إيراني

وأعرب وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان في تصريحات للتليفزيون الحكومي عن غضب بلاده من تنامي تهديدات التنظيم الإرهابي على الحدود الإيرانية.

وقال عبد اللهيان في تصريحات تلفزيونية: إن أكبر المعضلات التي تواجه أفغانستان حاليًّا، هي انتشار الإرهاب، مضيفًا: لا يخفى على أحد اليوم أن قادة "داعش" وعناصره المتمرسين قد نُقلوا إلى أفغانستان من العراق وسوريا وأجزاء من ليبيا خلال الأشهر الأخيرة، هذا الأمر هو أحد التحديات التي تواجه الهيئة الحاكمة الحالية وطالبان في أفغانستان.

وتابع عبد اللهيان: لقد أعلنا للسلطات الأفغانية بوضوح، وأبلغت بوضوح وزير الخارجية بالنيابة، السيد ملا متقي، بأن أي جماعة في أفغانستان لم تتمكن من إدارة نظام سياسي مستقر دون مشاركة المجموعات العرقية الأخرى، لذلك فإن تشكيل حكومة شاملة بمشاركة الجميع ضرورة ولا يجب تأجيلها.

اعتراض طالبان

وأثارت تلك التصريحات التي ألقى بها وزير خارجية إيران، حالة من الرفض لدى قيادات طالبان في ظل الخلافات الكبيرة بين البلدين، والتي وصلت حد الاشتباكات المسلحة بينهما بسبب الصراع على المياه.

ونشر عبد القهار بلخي، المتحدث باسم الخارجية الأفغانية،  تغريدة على موقع "تويتر" السبت 22 يوليو 2023م قال فيها: "إذا كان لدى إيران أي معلومات استخباراتية تفيد بأن أعضاء داعش قد تم نقلهم إلى أفغانستان، نأمل أن يشاركوها حتى تتمكن قوات الأمن الأفغانية من اتخاذ الخطوات اللازمة"، مضيفًا أن إمارة أفغانستان الإسلامية حاربت بدقة ضد داعش أثناء وبعد انتهاء الاحتلال.

وطالب "بلخي" السلطات الإيرانية باتخاذ موقف بناء بشأن القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وقال: إن حكومة طالبان لن تسمح لأي شخص بتهديد أمن البلاد، أو استخدام أراضينا ضد الآخرين.

موقف متردد

ومنذ وصول حركة "طالبان" إلى السلطة وهي تتعمد تجاهل تأثيرات تنظيم "داعش" الإرهابي فتارة ترفض الاعتراف بوجود تأثير قوي للتنظيم الإرهابي على الأراضي الأفغانية، وتارة تلوح بخطورة التنظيم على الأمن الأفغاني وقدرة حكومة طالبان على التفاعل مع التنظيم.

ويرجع تباين مواقف طالبان من التنظيم الإرهابي لسببين:

الأول: أن الحركة حينما تُواجه بمخاطر التنظيم على الأمن الداخلي وعلى دول الجوار، تلجأ إلى رفض الاعتراف بوجود تأثير للتنظيم على الأراضي الأفغانية حتى لا تُتهم بأنها توفر لعناصره الملاذ الآمن، وهو تبرير ساذج إذا ما قيس بعمليات التنظيم على أرض الواقع، والتي تستهدف بصورة متواترة عناصر وقيادات فاعلة ومسؤولين كبار في الحركة بينهم مقتل محافظ بلخ قبل شهرين من الآن، إضافة إلى استهداف عسكريين ووزراء من الحركة أكثر من مرة.

السبب الثاني: ان الحركة تحتفظ بملف مخاطر تنظيم داعش الإرهابي كأحد المبررات الملفات المهمة التي تضغط بها على المجتمع الدولي من أجل الحصول على الاعتراف الأممي بها، في ظل صعوبة الحصول على هذا الاعتراف، فالحركة حينما تجد أن الأمور لا تسير في اتجاه الاعتراف بحكومتها ممثلة للشعب الأفغاني تضع فزاعة تنظيم "داعش" أمام الجميع من أجل التعامل معها كحكومة معترف بها كي تتمكن من تكوين جيش أو عقد صفقات عسكرية مع الخارج تمكنها من الحصول على ما تريد من السلاح.

ويثير هذا التردد مخاوف دول الجوار من تنامي مخاطر تنظيم "داعش خراسان" في ظل عدم اعتراف حاسم من حركة طالبان بتلك المخاطر، ومن ثم ترك التنظيم يتوحش في أفغانستان في المستقبل القريب، وتحويلها من مجرد ولاية في التنظيم إلى مركز لإدارته بدلًا من سوريا والعراق.

"