باتيلي يعرقل مسار الحل الليبي ويفتح الباب للنزاع المسلح
رغم النتائج التي أفرزتها لجنة (6+6) المشكّلة من 6 من أعضاء مجلس النواب الليبي، و6 من أعضاء المجلس الأعلى للدولة، لوضع القوانين الانتخابية في الداخل، فإن تلك النتائج لم تكن كافية لدى المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، الذي أوجد عدة خلافات بشأن الانتخابات، الأمر الذي وصفة مراقبون بأنه "عرقلة " للمسار الليبي، وإبقاء الوضع كما هو عليه في الداخل.
نقاط الخلاف
في الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، لمجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا، أكد أن هناك أربعة نقاط خلاف بشأن الانتخابات الليبية، بين ممثلي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، وهذه النقاط هي معيار أهلية الترشّح للانتخابات الرئاسية، وإجراء جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية حتى لو حصل المرشح على أكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى من التصويت، إضافة إلى البند الذي يضمن إجراء الانتخابات البرلمانية بعد الرئاسية، وأخيرًا البند المتعلّق بتخصيص مقاعد للنساء في البرلمان المقبل.
خطة بديلة
وفيما يتعلق بما تم إنجازه في الداخل الليبي من قبل اللجنة المشكلة من أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة، لوضع القوانين الانتخابية، فإن المبعوث الأممي لليبيا عاد وأكد أن ما انتهت إليه اللجنة خلال جولة مناقشاتها الأخيرة في بلدة بوزنيقة المغربية غير كافٍ لتسوية المشكلات العالقة في طريق الانتخابات، حيث سيلجأ المبعوث الأممي لخطة بديلة، وهي تشكيل لجنة حوار سياسي جديدة تضع خارطة طريق.
يؤكد الباحث في الشأن الليبي، محمد بوشقمة، أنه قبل فترة ارتفع مستوى التفاؤل بإحاطة باتيلي أمام مجلس الأمن، وكان لأغلب المتابعين نفس التوقع، لكن منذ أسبوع ومع تدوال الكثير من الأحاديث في الداخل الليبي، وبمتابعة ردود الأفعال لكل الأطراف المتحكمة في المشهد، يعود باتيلي ببعض الوعود التي لا يراد منها إنهاء الأمور في الداخل الليبي.
طريق مسدود
وأوضح الباحث في الشأن الليبي، في تصريحات خاصة لـ"المرجع"، أن المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، عقب الإحاطة التي قدمها لم يكن استثناء ولن يكون استثناء عن بقية المبعوثين الذين سبقوه، فهو موظف جاء ليطبق ما هو مرسوم له، حيث كان من المتوقع أن يحرج مجلسي النواب والدولة ويطرح حلولًا طارئة تفرض على الجميع الذهاب لانتخابات وتشكيل حكومة مصغرة، فإذا به يعلن أن مسار الانتخابات وصل لطريق مسدود، وأن تشكيل حكومة جديدة محل خلاف وأن خروج القوات الأجنبية والمرتزقة أمر بعيد المنال وصعب.
وأكد الباحث في الشأن الليبي أن باتيلي تحول لمدير للأزمة ومحافظ على استمرارها بمعية المجتمع الدولي، بل الأخطر في إحاطته، أنه دعم بقاء الوضع كما هو عليه الآن، وفتح الباب لكي يقوم أي طرف بتصعيد المسلح في ظل وضع مجمد إذا وجد القوة لذلك.





