زيارة «بلينكن» للرياض.. البحث عن طوق النجاة للاقتصاد الأمريكي
تثير زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المملكة العربية السعودية، والتي تستمر من السادس إلى الثامن من يونيو الجاري، العديد من التساؤلات حول أهدافها ونتائجها، فيما أرجع مراقبون أن تكون الزيارة محاولة لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الزيارة تأتي بهدف إجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين، حول عدد من القضايا المتعلقة بأمن الشرق الأوسط، إضافة إلى بحث التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني مع المملكة.
وفي بيان رسمي لها، أفادت الخارجية الأمريكية أن بلينكن سيصل السعودية في توقيت حرج، في ظل اشتعال الأوضاع الأمنية في السودان، ودخول السعودية على خط الأزمة نتيجة تبنيها الوساطة بين الأطراف المتنازعة.
وسيحضر وزير الخارجية الأمريكي في ثاني أيام زيارته الرسمية إلى السعودية، اجتماع التحالف الدولي لمكافحة إرهاب تنظيم داعش.
العلاقات السعودية الأمريكية بعد بايدن
انتابت العلاقات السعودية ـ الأمريكية مؤخرًا، حالة من الفتور، خاصًة بعد إعلان تعيين جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، بعد قرار تحالف منظمة أوبك، خفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميًّا، الأمر الذي أدى إلى غضب واشنطن من المملكة، في الوقت الذي تجاهلت السعودية ذلك الغضب، مؤكدًة أن الهدف من القرار اقتصادي بحت لثبات الأسعار.
وجاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى السعودية، بينما بدأت المملكة في انتهاج نهج دبلوماسي جديد قائم على تصفير المشاكل توج مؤخرًا بتوقيع اتفاق تاريخي مع الخصم الإقليمي إيران، منهية بذلك سبع سنوات من القطيعة، وهو الاتفاق الذي أقلق الولايات المتحدة وإسرائيل، كما لعبت الرياض دورًا بارزًا في عودة سوريا إلى الحضن العربي، وهو أمر اعترضت عليه واشنطن.
وتقود الرياض منذ توقيعها اتفاقًا تاريخيًّا مع إيران، جهودًا من شأنها أن تعيد رسم المشهد في الشرق الأوسط، فيما تواصل مساعيها لإنهاء حرب اليمن، ودخلت بالفعل في مفاوضات مع المتمردين الحوثيين، ولذا من المتوقع أن تكون الأزمة اليمنية على جدول زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمملكة.
وفي وقت سابق، أكد جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، أن الرياض مازالت شريكا استراتيجيًّا لواشنطن حتى لو لم يتفق الطرفان على جميع القضايا، موضحًا أن البلدين يعملان على معالجة التحديات الأمنية المشتركة.
توقيت حساس
يعلق محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، على الزيارة بالقول: إنها تأتي في توقيت حساس للغاية؛ حيث تشهد الرياض حالة من الانفتاح السياسي على مختلف القوى الدولية والإقليمية، فضلًا عن مخاوف واشنطن من ارتفاع سقف الدين الذي قد يؤدي إلى حالة من الفوضي في النظام الأمريكي، فضلًا عن المصالحة مع إيران، والتي تمت بجهود صينية.
وأكد "الديهي" في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه لا شك أن زيارة "بلينكن" جاءت بهدف إعادة تحسين العلاقات مع دول الخليج العربي، الذي باتت تسعى لبناء تحالفات دولية وإقليمية تقلق الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية، أن زيارة بلينكن للرياض تأتي أيضًا في محاولة منه للوصول إلى اتفاقيات اقتصادية قد تساهم في إنقاذ الاقتصاد الأمريكي المتهاوي.





