بعد توقف المفاوضات
بين الميليشيا الحوثية الانقلابية وبين المملكة العربية السعودية، التي أرسلت وفدًا
للتفاوض مع الجماعة الحوثية من أجل التوصل لتسوية سياسية للأزمة اليمنية التي دخلت
عامها التاسع، بدأ الانقلابيون التحرك في اتجاهين، الأول: إطلاق تصريحات استفزازية
بشكل يومي، لتهديد دول التحالف العربي لدعم الشرعية باللجوء إلى خيار التصعيد في حال
لم يتم التوصل لحل للأزمة ولكن بشروط حوثية، وخاصة البند المتعلق بضرورة دفع الشرعية
لرواتب موظفي الحوثي المدنيين والعسكريين من عائدات النفط بالمناطق المحررة.
الاتجاه الثاني
للانقلابيين، هو التعاون مع الجماعات الإرهابية مثل تنظيمي «داعش» و«القاعدة في جزيرة
العرب» لتنفيذ أعمال إرهابية ضد قوات الشرعية بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها، خاصة في
جنوب البلاد؛ حيث توجد القوات الجنوبية التي تشن منذ أغسطس العام الماضي عدة هجمات
لدحر الإرهاب في المحافظات الجنوبية.
ضبط
خلية داعشية
وأعلنت قوات الحزام
الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في
بيان لها، السبت 27 مايو 2023، ضبط خلية إرهابية
مكونة من سبعة أشخاص بينهم ثلاثة يمنيين وأربعة أجانب تابعة لتنظيم «داعش» في مديرية لبعوس التابعة لمحافظة لحج جنوب اليمن،
مبينة أن تلك العناصر الإرهابية تسللت من محافظة البيضاء الواقعة تحت سيطرة الميليشيا
الحوثية وسط اليمن، وكان بحوزتهم أسلحة وذخائر وقنابل وحزام ناسف وشعارات «داعش»، مضيفة
أن عناصر الخلية حاولوا التحرك باتجاه المناطق المحررة من أجل تنفيذ تفجيرات إرهابية.
وهذه المرة ليست
الأولى التي تنجح فيها القوات المسلحة الجنوبية في ضبط عناصر من «داعش» في محافظات
الجنوب، إذ تمكنت في منتصف فبراير 2023، من ضبط عنصر خطر من التنظيم الإرهابي بمحافظة حضرموت.
فرع
القاعدة
كما تجدر الإشارة
إلى أن الوجود الإرهابي في المحافظات الجنوبية ليس مقتصرًا على «داعش» فقط، بل إن فرع
تنظيم «القاعدة» في اليمن المعروف بـ«القاعدة في جزيرة العرب»، الذي يتخذ من الجنوب
ملاذ ومأوى له، ينفذ بين الفترة والأخرى أعمالًا إرهابية، والتي تزايدت بعد أن أطلقت
القوات الجنوبية في أغسطس الماضية، عملية «سهام الشرق 1، 2» لدحر الإرهاب في الجنوب،
وهو ما يؤكد أن الجماعة الحوثية بالتعاون مع هذه الجماعات الإرهابية لا تريد أن تنعم
المحافظات الجنوبية وخاصة الواقعة تحت سيطرة الشرعية بالأمن والاستقرار؛ حتى تستطيع
بشكل متواصل إجبار الشرعية على الاستجابة لشروطها المزعومة.
ثالوث
الشر
يوضح الباحث السياسي
اليمني محمود الطاهر في تصريح خاص لـ«المرجع» أنه لا يخفى أن هناك اتفاقًا وغرفة عملية
مشتركة في صنعاء تديرها قيادات حوثية في تنظيم القاعدة وداعش.
وأضاف أن الحوثي
والقاعدة نفذا عمليات إرهابية مشتركة في المحافظات
المحررة، أبرزها اغتيال القائد العسكري «ثابت جواس» الذي أخمد تمرد الحوثيين في بداية
مشوارهم بقتل قائدهم، وفي الوقت ذاته فإن عودة الأعمال الإرهابية بقوة للجنوب يدل على وجود
أهداف جديدة يريد الحوثي تحقيقها من خلال إطلاق
يد هذه التنظيمات الإرهابية.