يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

لتعزيز الحضور الأمريكي في إفريقيا.. دلالات زيارة «بلينكن» إلى إثيوبيا والنيجر

السبت 18/مارس/2023 - 02:09 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تحمل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى إثيوبيا والنيجر، دلالات كثيرة، نظرًا للتغيرات والصراعات الدولية التي تحدث داخل القارة الإفريقية.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها، أن زيارة بلينكن إلى إثيوبيا تأتي في محاولة من واشنطن لترسيخ مبدأ السلام، وإنهاء حالة الحرب الأهلية التي تعيشها أديس بابا خلال الفترة الجارية، مضيفًة أن بلينكن سيقوم أيضًا بأول زيارة لدبلوماسي أمريكي كبير إلى النيجر لعمل مباحثات أمنية في منطقة الساحل والصحراء الإفريقي، وهي المنطقة الملتهبة في ظل الحضور الواسع لتنظيمي داعش والقاعدة.
لتعزيز الحضور الأمريكي
زيارة متأخرة
ومن جانبها، قالت نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الإفريقي، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي لإثيوبيا ليست بالأمر المفاجئ للمتابع بالتحرك الأمريكي للقارة فالولايات المتحدة الأمريكية أدركت متأخرة ضرورة إقامة علاقات تعاونية مثمرة مع القارة السمراء، وخاصة بعد التوسع الروسي والتوسع الصيني والذي من شأنه تهديد الشأن الأمريكي.

وأكدت نورهان، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أننا رأينا جميعًا محاولات أمريكا لخلق مساحة كبيرة لها في إفريقيا خلال القمة الأمريكية الإفريقية التي أقيمت منذ شهور بتقديم الدعم والامتيازات وفتح ملفات للتعاون والتنمية مع القارة، وهو ما يعكس تغيير السياسة الأمريكية تجاه القارة.

وأضافت الباحثة في الشأن الإفريقي، أن زيارة وزير خارجية أمريكا تعكس بوضوح رغبة أمريكا في تصفية الخلافات بينها وبين الدول الإفريقية، وبدء علاقات جديدة للتعاون الأمني وليس السيطرة الأمنية، وخاصة أن هدوء الأوضاع الأمنية في إفريقيا لا يفيد إفريقيا وحدها بل يفيد أيضًا القوى العظمى لأن إفريقيا بالنسبة لهم منجم المواد الخام، والحل لكل الأزمات التي تجتاح العالم حاليًّا، وهي الآن منطقة الصراع بين القوى صراع من نوع آخر صراع للتنمية والاستفادة، وتعتبر زيارة بلينكن ردًّا على زيادة وجود مجموعة فاغنر الروسية.
لتعزيز الحضور الأمريكي
تعزيز الحضور الأمريكي

وفي السياق ذاته، قال محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، إن تشكل زيارة بلينكن التي ستجري إلى النيجر وإثيوبيا أهمية كبرى من حيث التوقيت إذ تسعى فيه الأقطاب الدولية نحو تعزيز حضورها في إفريقيا التي ترى فيها الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الدولية فرصة حقيقية لإنقاذ دولهم من الأزمات الدولية الحالية، خاصة أن القارة الإفريقية بها أعلى معدلات تنمية، فضلًا عن الثروات الطبيعية والموارد التي تملكها دول القارة، وفي هذا السياق جاءت الزيارة الأمريكية إلى النيجر وإثيوبيا بهدف تعميق الحضور الأمريكي في القارة.

وأكد ربيع في تصريح خاص لـ«المرجع، أن هدفت الزيارة إلى تعزيز الحضور الأمني الأمريكي في القارة في ظلِّ تراجع أو عادة تموضع فرنسا في الدول الإفريقية، خاصة في ظلِّ تصاعد الحضور الروسي والصيني في هذه المنطقة تحديدا التي تعاني من أزمات كثيرة على الصعيد الأمني والاقتصادي.

وأضاف الباحث في العلاقات الدولية، أن الجدير بالذكر هنا أن زيارة بلينكن سوف تكون الأولى من نوعة إلى النيجر منذ بدء الحرب ضد الإرهاب والأضرار التي لحقت بها، وكذلك الأولى لإثيوبيا من أزمتها الداخلية، مما يعكس أن ثمة تغير يطرأ على السياسة الخارجية الأمريكية هدفة الأساسي هو مزاحمة الحضور الروسي والصيني في ظل إعادة فرنسا لترتيب أولوياتها داخل القارة الإفريقية، حيث تأتي الزيارة للنيجر في مقابل محاولة من روسيا للتواجد بالمنطقة والتفوق على الدول الغربية، وذلك على خلفية زيادة وجود مجموعة فاغنر الروسية.

وأوضح أن الزيارة إلى إثيوبيا تأتي في ظل رمزية إثيوبيا التي تحوي مقر الاتحاد الإفريقي، وهو الأمر الذي يأتي بعد فترة قصيرة من القمة الأمريكية الإفريقية.
"