جولة وزير الخارجية الأمريكي في أفريقيا.. الأسباب والنتائج
الأربعاء 24/نوفمبر/2021 - 12:01 م

أحمد عادل
زار أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، ثلاث دول إفريقية، خلال شهر نوفمبر الجاري، وهم ما يمكن اعتبارهم ركيزة أساسية في استراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن في القارة السمراء.

الدولة الأولى كانت كينيا، وهي الحليف
التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية، وجاءت الزيارة في إطار دعم فرض حالة
الأمن بعد الاضطرابات السياسية والأمنية التي تعيشها منطقة القرن
الإفريقي، ثم حل «بلينكن» ضيفًا على نيجيريا، وهي الرهان الرئيسي لأيّ
استراتيجية غربية في القارة السمراء، نظرًا كونها تضم أكبر عدد سكان،
وللوضع الأمني المقلق بها.
وانتهت
الجولة بالسنغال، وهي النموذج الأكثر استقرارًا في القارة، والذى يمكن أن
تراهن عليه الدول الأوروبية لاعتباره قاعدة انطلاق لملفات الدول المجاورة.
أخطار أمنية مركبة
ويعاني
عدد كبير من الدول الأفريقية في الوقت الراهن أخطارًا أمنية مركبة، إذ
اتسعت دائرة الصراعات في النطاق الشرقي، كما في الصومال التي تعاني أزمة
دستورية جاوزت العام، وحالت دون انتخاب برلمان أو رئيس للدولة، وإثيوبيا
التي دخلت دوامة من الحرب الأهلية، على وقع خلافات بين رئيس الحكومة آبي
أحمد وقوات التيجراي.
وتبدو
الملامح العامة في المشهد الأفريقي غير مطمئنة، ما يشكل تهديدًا كبيرًا
على المصالح الأمريكية والمنطقة بأكملها، وهو ما استدعى تحركًا أمريكيًّا
عاجلًا، بالتوازي مع زيارة المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، «جيف فيلتمان»
إلى إثيوبيا وكينيا.
كل
هذه الملفات مجتمعة وغيرها، غير المطروح رسميًّا، والتي يمكن أن يكون من
بينها بيع صفقة سلاح إلى نيجيريا، تجعل صعوبة في إسناد الزيارة إلى بُعد
واحد محدد، ويلصقها بمجمل الأحداث الدائرة على الساحة الدولية والإقليمية،
إضافة إلى الإحباط الذي أصاب شركاء الولايات المتحدة، فضلًا عن هشاشة
السلطة في نطاقات أفريقية واسعة.
المشهد الأفغاني
تسبب
السقوط المدوي للسلطة في أفغانستان عقب انسحاب القوات الأمريكية، في تغيير
الديناميكيات السياسية والعسكرية الأساسية، إذ تعرض الأمريكيون لإدانة
دولية، نظرًا لوقوع السلطة في يد عناصر طالبان، ما وصفته مختلف القوى
الدولية بأنه فشل أمريكي أمام الحركات الإرهابية وانتصار للجهادية
العالمية.
ورفع
هذا الانسحاب حالة القلق لدى الشركاء الآخرين للولايات المتحدة الأمريكية،
مثل دول الخليج وأوكرانيا، وأيضا تايوان، ما قد يتسبب في قلب الموازين
أمام المصالح الأمريكية بإدارة الوجه إلى حليف غربي آخر، وهو ما تحاول
واشنطن تداركه، من خلال بث رسائل طمأنة للشركاء.
ولذلك
حاولت الولايات المتحدة تحسين صورتها من خلال إنشاء قوة الردع 59 في
الخليج، والتحركات الأمريكية لحل الأزمة الإثيوبية، ثم أخيرًا زيارة بلينكن
الأخيرة لجنوب الصحراء.

العلاقة بين واشنطن ونيروبي
تتسم
العلاقة بين كل من الولايات المتحدة وكينيا بدرجة عالية من الخصوصية، إذ
تعد الدولة الإفريقية الأولى التي عقدت معها واشنطن اتفاقية التجارة الحرة
في ديسمبر من العام المنصرم.
كما
كان الرئيس أوهورو كينياتا، من أوائل الزعماء الذين استضافتهم واشنطن عقب
وصول الرئيس جو بايدن إلى الحكم، وهي كذلك عضو في مجلس الأمن الدولي، كما
شاركت في بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، وذلك يعوَّل عليها في ممارسة
دور فعال من أجل إعادة ضبط الأمن في المنطقة.
أيضا
تساهم كينيا بقوات في مهمة لحفظ السلام تابعة للاتحاد الإفريقي في
الصومال، حيث يقاتل هناك العناصر الإرهابية التابعة لحركة الشباب التابعة
لتنظيم القاعدة الدولي.
العلاقات مع السنغال ونيجيريا
تمثل
زيارة وزير الخارجية الأمريكي انتونى بلينكن إلى السنغال ونيجيريا، فرصة
أمام الإدارة الأمريكية لإعادة ترسيخ وجودها كلاعب رئيس لحل النزاعات،
لاسيما السنغال، التي أسند إليها رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2022، وأيضًا
دعم الدور النيجيري في قضايا الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب في منطقة غرب
القارة، وأيضًا مكافحة العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم داعش، حيث
جماعة بوكو حرام الموجودة في شمال شرق البلاد، وعمليات خطف جماعي على يد
عصابات مسلحة في الشمال والشمال الغربي.