بعد زيارة السوداني.. مصر تدعم عودة العراق إلى محيطه العربي

يسعى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى توطيد علاقات بلاده مع الدول العربية، وخاصًة دول الجوار، فضلًا عن السعي المتواصل لانتشال وإعادة إعمار العراق مرة أخرى، بعد سنوات الإرهاب المتواصل، واستنزاف للموارد من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وزار رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، القاهرة مطلع الأسبوع الجاري، واجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي، حيث تم بحث سبل تدعيم العلاقات بين البلدين.
وسعى رئيس الوزراء العراقي، خلال زيارته للقاهرة، إلى بحث العديد من الملفات من بينها التبادل التجاري، ومشروع الربط الكهربائي، والنفط والغاز، وزيادة نسب الاستثمار المتبادل بين القاهرة وبغداد، والتي ستفتح آفاقًا كبرى بين البلدين.
نقطة مضيئة في طريق تعزيز العلاقات
يعلّق محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية على زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى القاهرة بالقول إنها تُشَكّل نقطة مضيئة في طريق تعزيز العلاقات بين البلدين في ظلِّ وجود آلية التنسيق الثلاثي بين كل من القاهرة وبغداد وعمان، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين العواصم الثلاث في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأكد الديهي، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الزيارة حملت في مجملها مجموعة من الدلالات الهامة، تتمثل في استمرار دعم مصر لعودة العراق إلى محيطه العربي.
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية، أن مصر تحرص على تعزيز الأمن والاستقرار في العراق، خاصة أن الأطراف العراقية تنظر لمصر باعتبارها طرفًا نزيهًا في أي أزمة، ولا تسعى لطموحات في العراق سوى استقراره وأمنه، إذ ترى مصر أنه بوابة المنطقة العربية في مواجهة إيران.
انفتاح عربي ودولي
في السياق ذاته، تقول الباحثة السياسية العراقية دعاء حميد: إن حكومة شياع السوداني تعمل على الانفتاح العربي والدولي، وهذا كان نهج حكومة الكاظمي من قبل أيضًا.
وأكدت في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن علاقات العراق مع مصر في تطور دائم على المستويين الاقتصادي والأمني، لا سيما النجاحات التي تُحققها مصر في القضاء على الإرهاب، مضيفة أن أهمية زيارة السوداني إلى القاهرة تأتي بعد زيارته لفرنسا، والتي عكست رغبة بغداد في تنويع الشراكات مع الدول الكبرى، مشيرة إلى أن موقف مصر ثابت في جميع القضايا التى تخص العراق، خاصًة مكافحة الإرهاب، وإنهاء وجود التنظيمات المسلحة، وترسيخ مبدأ الأمن والاستقرار في المنطقة العربية ككل.