هل يقوي فتح السفارات العربية موقف النظام السوري ضد الإسلام الحركي؟
الأحد 30/ديسمبر/2018 - 06:45 م

سارة رشاد
أجرى مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، زيارة إلى العاصمة السورية دمشق، أمس السبت، للقاء الرئيس السوري بشار الأسد.
ووفقًا لبيان مقتضب صادر عن المسئول العراقي، فالزيارة جاءت لبحث المستجدات السياسية والأمنية في المنطقة.
وتأتي زيارة «الفياض» في سياق خطوات عربية متصاعدة لإعادة العلاقات العراقية مع النظام السوري، عقب ثماني سنوات من القطيعة على خلفية الأزمة السورية.

أول من بدأ هذه الزيارات كان الرئيس السوداني، عمر البشير، لحقها قرار كلٍ من الإمارات والبحرين بعودة العمل في سفارتيهما في دمشق، بعد توقف عن العمل طوال سنوات الأزمة السورية.
في الوقت نفسه نشرت صحف كويتية أنباء عن موقف الدولة الكويتية، من عودة علاقاتها مع دمشق، وقالت صحيفة «القبس» الكويتية نقلًا عن مصادر، إن الكويت ليس لديها مانع في فتح سفارتها في دمشق، مشيرة إلى أن سفارة سوريا في الكويت لم تغلق أبوابها طوال فترة الأزمة.
واللافت أن الحديث عن عودة السفارات العربية إلى العاصمة السورية، يعود إلى شهر نوفمبر الماضي، إذ كشف نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، في تصريحات صحفية تعود لشهر نوفمبر، رغبة دول عربية لعودة سفاراتها، قائلًا :«طلبات لفتح سفاراتهم من جديد في سوريا، وهم الآن بصدد ترتيب أوضاع سفاراتهم في دمشق».
في السياق نفسه كانت عودة حركة الطيران المباشرة بين مطار دمشق الدولي ومطار الحبيب بورقيبة الدولي في تونس، بعد انقطاع دام 8 سنوات.

وقال رئيس الجالية السورية في تونس، طلال حسن، إن هذه المبادرة تم طرحها منذ نحو الشهر فقط ولاقت تسهيلات واستحسانًا من قبل السلطات التونسية.
وأمام هذه التحولات في المواقف العربية، تناولت الفصائل السورية والإعلام المحسوب عليها أخبار فتح السفارات بمزيد من المخاوف، إذ اعتبرت أن في هذه الأحداث اعتراف بشرعية النظام السوري، والوقوف في صفه على حساب الفصائل التي طالما ما سمت نفسها بـ«الثوار».
وفي المقابل تناول محللون هذه التحولات في المواقف العربية، من ناحية دلالة الخطوات العربية وتأثيرها على الأرض، وأرجعها عضو البرلمان السوري، عمار الأسد، إلى نجاح النظام في حسم المعركة على الأرض، ومن ثم «أيقن العالم خطورة المواجهات التي خاضتها سوريا نيابة عن الجميع، كما أن العديد من الدول أدركت خطأها حين عزلت نفسها عن قضية المنطقة بمقاطعة دمشق»، بحسب تصريحه لوكالة «سبوتنيك» الروسية.
تأثير على المشهد الداخلي
لا يمكن فصل مواقف العواصم العربية من النظام السوري، بعيدًا عن المشهد الداخلي في سوريا، إذ يشهد النظام مواجهات على جبهتين الأولى في الشمال الغربي حيث إدلب، والثاني الشمال الشرقي، في منطقة منبج.
وبينما تعتبر هذه التحولات، بمثابة إعطاء مزيد من الشرعية ومن ثم دفعة في معاركه المفتوحة، تسيطر حالة من الخوف على الجماعات الإسلاموية العاملة في سوريا والمعادية للنظام، في جماعة الإخوان في سوريا كانت أول من علق على ذلك، إذ اعتبرت أن إعادة فتح سفارات عربية لدى دمشق، دعم للإرهاب، بحسب بيان لها.
ووصفت في بيان نقله موقعها الإلكتروني الرسمي، إعادة فتح السفارات، بـ«الخطوة المؤسفة»، التي كانوا ينتظرون عكسها.

أما ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، كبرى الفصائل العاملة في إدلب فكان لها هي الأخرى موقف، إذ تناولت شبكة «إباء» المعبرة عنها بخطاب يحمل نوعًا من الخوف من أن تؤثر الخطوة عليها، معتبرة أن في عودة السفارات شرعية للنظام، وحرضت الهيئة على الاعتماد على الداخل بعدما أثبت المحيط العربي وقوفه إلى جانب الرئيس السوري ، وتخليه عن فكرة الإطاحة به.
وحول ما إذا كان في فتح السفارات العربية أثر على واقع جماعات الإسلام الحركي في سوريا، قال الباحث السياسي، محمد فراج أبوالنور، إن النظام أثبت منذ فترة شرعيته، معتبرًا بهذا الشكل أن مصير جماعات الإسلام الحركي التصفية، مشيرًا إلى أن معارك النظام في إدلب ومنبج محسوبة لصالحه حتى الآن، وبالتالي خطوة فتح السفارات تزيد من تحسن موقفه.