يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بعد تفشي الانفلات الأمني والفوضى.. حظر تجول شامل في بوركينا فاسو

الأحد 12/مارس/2023 - 02:01 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تسعى بوركينا فاسو إلى السيطرة على الوضع الأمني المتأزم في منطقة شمال البلاد، ومكافحة العناصر الإرهابية المنتشرة في منطقة الساحل ككل والبلاد تحديدًا.

حظر تجول
وأعلنت السلطات في بوركينا فاسو، الأحد 5 مارس 2023، فرض حظر التجول في المناطق الشمالية، وفي أنحاء الشمال وفي مقاطعتين أخريين، من أجل الحرب على التنظيمات المنتشرة في تلك المنطقة، وبخاصًة داعش والقاعدة.

وقال محافظ منطقة الشمال كويلغا ألبير زونغو: في إطار مكافحة الإرهاب، تم فرض حظر تجول من الساعة العاشرة مساء حتى الخامسة فجرًا في جميع أنحاء الإقليم من الجمعة 3 مارس إلى الجمعة 31 مارس.

وأضاف البيان: «خلال هذه الفترة، تُحظر تمامًا حركة الأشخاص والمركبات ذات العجلات الأربع والعجلتين والدراجات ذات الثلاث عجلات والدراجات الهوائية»، داعيًا السكان إلى «الالتزام الصارم بهذا القرار، والبقاء في المنزل في الأوقات والتواريخ المشار إليها».

ويهدف الإجراء الذي اتخذته السلطات في بوركينا فاسو إلى تسهيل أنشطة القوات المسلحة في هذه المنطقة الحدودية مع مالي.

ووفقًا لبيان السلطات المحلية في كولبيلوغو، فرضت مقاطعتان أخريان حظرًت للتجول، في وسط شرق البلاد على الحدود مع غانا وتوجو، حتى نهاية مارس 2023، ومقاطعة بام الواقعة في وسط شمال البلاد التي فرضت حظرًا للتجول اعتبارًا من 5 مارس حتى 20 من الشهر نفسه.

انقلاب عسكري

وفي أكتوبر 2022،  شهدت بوركينا فاسو، انقلابًا عسكريًّا هو الثاني في البلاد، خلال فترة زمنية لا تتجاوز ثمانية أشهر، وتمَّت الإطاحة بإبراهيم تراوري، اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوجو دامبيا. وفي يناير 2022، حدث انقلاب قاده دامبيا وأطاح فيه بالرئيس الأسبق روش كابوري.

فتش عن الفوضى

وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة أميرة عبد الحليم، خبيرة الشؤون الإفريقية، إن ما يحدث حاليًّا من تصاعد لوتيرة الأحداث في عدد من دول القارة الإفريقية مرتبط بشكل ما بحالة الفوضى العامة التي أحدثتها الأزمة الروسية الأوكرانية.

وأكدت أميرة في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن قرار حظر التجول هدفه الأساس هو سهولة حركة القوات المسلحة التابعة للحكومة في بوركينا فاسو، ومن ثم توجيه ضربات عسكرية قوية ضد عناصر الإرهاب التي سوف لن تلتزم بذلك القرار نهائيًّا.

وأضافت خبيرة الشؤون الإفريقية، أن الوضع في «بوركينا فاسو» لا يزال غامضًا ومتوترًا، في ظلِّ الأحداث السياسية المتوترة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب 2022، مشيرًة إلى أن البلاد تشهد وتحديدًا في الولايات الشمالية والشرقية، والتي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في العمليات الإرهابية منذ عام 2015، وتشنّها حركات تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش.

خطوة ضرورية

ومن جانبه، قال العقيد حاتم صابر، خبير الإرهاب الدولي، إن قرار حظر التجوال هو أهم الخطوات التي قد تُساعد الحكومة في بوركينا فاسو على التصدي لهجمات الإرهابيين.

وأكد صابر في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن ذلك القرار من شأنه فسح المجال للحكومة لاستهداف العناصر الإرهابية بقوة، وذلك في محاولة منها لوقف تمدد الحركات المسلحة المنتشرة في منطقة الساحل الإفريقي ككل.

وأضاف صابر، أن التنظيمات الإرهابية المنتشرة في بوركينا فاسو، عملت في خلال الفترة الأخيرة، على تشريد تشريد آلاف المدنيين، وتسبب في واحدة من أسرع الأزمات الإنسانية انتشارًا في القارة، ونزوح ما يقرب من مليوني شخص.

"