مصر تصفع الإخوان مجددًا.. زيارة شكري لسوريا وتركيا تخرس أبواق الجماعة
تحاول المنصات الإعلامية المحسوبة على جماعة الإخوان (المصنفة كتنظيم إرهابي في عدد من بلدان العالم)، التقليل من أي دور تقوم به الدولة المصرية بجميع مؤسساتها ومسؤوليها، ولذلك، عندما وقع زلزال «كهرمان مرعش» بجنوب تركيا وشمال سوريا فجر السادس من فبراير 2023، هرعت دول ومنظمات العالم لإنقاذ البلدين المنكوبين، وكانت مصر على رأس تلك الدول، إذ أرسلت في 7 فبراير الماضي، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، 5 طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة لسوريا وتركيا، ولم تكتفِ بذلك بل في 23 فبراير الماضي، أرسلت طائرتين عسكريتين إلى تركيا محملتين بكميات كبيرة من المساعدات التي تحوي على الأدوية والمستلزمات الطبية المُقدمة من وزارتي الدفاع والصحة المصرية.
دعم مصري
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أن أول فريق إنقاذ طبي يصل إلى مناطق سيطرة المعارضة بشمال سوريا في 8 فبراير الماضي، كان «فريقًا مصريًّا»، وهو ما دفع هيئة الدفاع المدني السوري توجه الشكر للقيادة المصرية على موقفهم في دعم الشعب السوري المنكوب، خاصة بهذه المناطق التي تفتقد لأدنى مقوامات الحياة.
ولكن الملاحظ للأمر، يجد أن القيادات والمنصات الإعلامية المحسوبة على الإخوان، والتي لم تترك أي حدث تشهده مصر للتقليل من إدارة النظام المصري للبلاد، وحشد الشعب ضده، لم تطلق أي صافرة بشأن المساعدات التي قدمتها مصر للشعبين المنكوبين، وأنها سبقت عددًا من الدول في دعم البلدين المنكوبين، وعلى العكس، بل أن بعض أبواق الإعلام الإخوانية حاولت التقليل من الدعم المصري لكل من تركيا وسوريا؛ لأنه يأتي في وقت تعاني فيه مصر بل دول العالم من أزمات اقتصادية جمة جراء الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الثاني.
ضربة للإخوان
وبالإضافة لما تقدم فقد جاءت زيارة وزير الخارجية المصري «سامح شكري» إلى تركيا في 27 فبراير الماضي، لأول مرة لوزير خارجية مصر منذ عام 2013 أي ما يقرب من عقد، لإزالة أية شوائب في العلاقات المصرية التركية تحت شعار «رأب الصدع» هو ما سيشكل بالطبع ضربة جديدة للإخوان، الأمر الذي أطلق عليه مراقبين ومحللين سياسيين، بـ«زلزال جديد يضرب الإخوان»، خاصة أن أنقرة في السابق كانت تستضيف عدد من قيادات الإخوان المصريين على أراضيها، ولكن خلال العام 2021 بدأت بوادر تحسن في العلاقات بين مصر وتركيا، الأمر الذي دفع بالأخيرة لإغلاق عدد من القنوات الإعلامية الإخوانية كانت تبث على أراضيها، وهذا بدوره دفع عددًا من هذا القيادات لمغادرة الأراضي التركية والذهاب إلى الخارج خوفًا من تسليمهم إلى السلطات المصرية.
وتجدر الإشارة إلى أن الوزير المصري أكد خلال هذه الزيارة على استعداد بلاده الدائم لتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين في المناطق المنكوبة بالبلدين، وفقًا لما بيان وزارة الخارجية المصرية، ومن جهته، قال نظيره التركي «مولود تشاوش أوغلو»، «هذه الزيارة مهمة للغاية وتعني الكثير.. سنفتح صفحات جديدة في علاقاتنا مع مصر».
ركائز مصرية
وحول دلالات هذه الزيارة، أفاد الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، أن زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى كل من تركيا وسوريا في هذا التوقيت، تؤكد على استناد السياسية الخارجية المصرية على ركنين أساسين، أولهما، البُعد التاريخي في العلاقات المصرية مع كل من تركيا وسوريا، فالبنسبة للأخيرة فتربطها بمصر علاقة تاريخية ممتدة وقد سبق وطرحت مصر مبادرة لحل الأزمة السورية، أما الركن الثاني، قائم على البُعد الإنساني، والذي يعني أن مصر مستعدة لمد يد العون إلى أي دولة بالعالم.
ولفت «إسماعيل» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنها زيارة مهمة جدًّا وكانت قبلها خطوات لمخاطبة تركيا الجانب المصري، ومن المتوقع أن يكون هناك نوع من التفاعل من أنقرة تجاه القاهرة، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول إمساك كل الأوراق لتفعيل السياسية الخارجية لبلاده مع كل دول العالم بسبب الانتخابات الرئاسية المقبلة.





