الخطوة القادمة من كييف في مواجهة روسيا.. وهذه الأسلحة سرّ الصمود


النشاط العسكري الروسي الأخير، جاء بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الولايات المتحدة تترك لأوكرانيا قرار كيفية إنهاء الصراع مع روسيا، وعند سؤاله عن احتمالات عودة شبه جزيرة القرم للجانب الأوكراني، أقرّ أنه لن يكون من الممكن إعادتها على الفور.
وأضاف الرئيس الأمريكي: «أستطيع أن أتخيل الظروف التي في ظلها ستسبق ذلك فترة انتقالية، وليس مباشرة».
التصريحات الأمريكية أججت مشاعر الجانب الروسي، حيث اعتبر الكرملين أن الولايات المتحدة تحرّض بشكل رئيسي على اشتعال الموقف وزيادة التوتر بين الجانبين الروسي والأوكراني، وأن تلك التصريحات تعدّ بمثابة ضوء أخضر لأوكرانيا لشنّ هجمات على القرم، وأن أمريكا ستتغاضى وتدعم العالم للتغاضي وعدم إدانة تلك النوعية من الهجمات.
القرم جزء لا يتجزأ من روسيا
إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، خلال إفادة صحفية: إنه لا يستطيع تخيّل الظروف التي يمكن في ظلها عودة شبه جزيرة القرم، مؤكدًا أنها جزء لا يتجزأ من روسيا.
وشدد على أن الكرملين لا يتصور أي ظروف يمكن بموجبها عودة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى أن التصريحات الأمريكية عن شبه الجزيرة تبرز عمق الخلاف بين البلدين.
يذكر أن روسيا كانت سيطرت على القرم عام 2014 وضمتها إلى أراضيها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، فيما أكدت كييف التي تخوض حربًا شرسة مع الروس منذ العام الماضي، أنها تسعى لاستعادة شبه الجزيرة.

كيف صمدت أوكرانيا؟
مع استمرار الصراع على الأرض بين طرفين أحدهم يعدّ ضمن أكبر دول العالم، والآخر دولة تصنيفها يلامس القاع في ترتيب أقوى جيوش العالم، يطفو سؤالًا حول كيفية صمود الأوكران أمام الروس في تلك المعارك؟ بل أن كييف قد حققت أيضًا انتصارات كبيرة في العديد من المواجهات مع الدب.
في السياق ذاته، ألمح العديد من الخبراء العسكريين في ورقات بحثية نُشرت في «تريندز»، إلى أنه ما كان بوسع أوكرانيا أن تصمد أمام العمليات الروسية لولا الدعم العسكري الذي انهمر عليها من دول غربية حليفة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن تلك المساعدات العسكرية السخية أتاحت لكييف التصدي للجيش الروسي الذي يحاول بشكل دؤوب أن يحرز تقدمًا على الأرض.
ورغم أن روسيا أطلقت عملياتها العسكرية في 24 فبراير 2022، على نطاق واسع في أوكرانيا، وحاولت إسقاط كييف في بداية الأمر، لكنها تراجعت إلى نطاق أضيق في وقت لاحق، فركزت جهودها على شرق وجنوب أوكرانيا.
وجرى النظر لتعديل الخطة الروسية إلى أنه بمثابة إدراك لصعوبة السيطرة على كامل أوكرانيا، أو إسقاط القيادة السياسية في البلاد، وبحسب شبكة «سي إن إن»، فإن ثلاثة أدوات استراتيجية كان لها دورٌ حاسم للغاية في تمكين أوكرانيا من قلب مسار المواجهة مع روسيا، حتى الآن.
أما ثاني تلك الأدوات، هي قذائف «هيمارس» التي تتميز بتفوقها على قذائف مدافع «هاوتزر» الأمريكية التي أرسلتها واشنطن من قبل لأوكرانيا أيضًا، وتحتوي الواحدة من «هيمارس» على 6 مقذوفات يصل مدى الواحدة منها إلى 70 كيلومترًا، ما يوفر للجيش الأوكراني الدقة في الاستهداف عن بُعد وإمكانية تدمير مستودعات الذخيرة والإمدادات الروسية.
أما الأداة الثالثة والتي ساهمت بشكل كبير في حسم الأمور للجانب الأوكراني في العديد من المواقع الساخنة، هي مسيّرات بيرقدار التركية، والتي أصبحت من بين الطائرات المسيّرة الأكثر شهرة في العالم، بعد استخدامها بشكل واسع في أوكرانيا، وتمتاز هذه المسيرة بكونها غير باهظة السعر، كما يجري تصنيعها بأجزاء غير معقدة، فيما تستطيع توثيق عملياتها بالفيديو.
احتمالات اللجوء للنووي
وأضاف «ياور»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن الهدف الأساسي لروسيا من الحرب في أوكرانيا هو تفكيك القدرات العسكرية أو إذا صح التعبير "البنى التحتية العسكرية لأوكرانيا"؛ لكي لا تكون أرضها صالحة لمزيد من التمكين وانتشار حلف الناتو هناك مستقبلًا.
وعن مسألة تحرير جزيرة القرم وعودتها إلى أحضان أوكرانيا، قال إن هذا الأمر يتطلب مجهودًا كبيرًا من القوات الأوكرانية، خاصة أن هناك العديد من المدن الاستراتيجية الأوكرانية في يد القوات الروسية، وحتى الآن لم تتقدم أوكرانيا لتحريرها لكي تفكر فيما بعد في استعادة القرم.
وأوضح أن روسيا إذا شعرت بأن هناك تهديدًا لقواتها في جزيرة القرم، ستلجأ إلى الخيار الذي لا يتمناه أحد وهو استخدام السلاح النووي.