يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«القاعدة» وإيران.. مصالح متبادلة وعدو واحد

الثلاثاء 28/مارس/2023 - 11:43 م
المرجع
آية عز
طباعة

باتت إيران رغم اختلاف الفكر العقائدي، الملاذ الأول لقيادات تنظيم القاعدة الإرهابي، إذ وفرت الحماية للقيادي محمد صلاح الدين زيدان، المكني بـ"سيف العدل".


«القاعدة» وإيران..

وكشفت واشنطن في يناير الماضي، عن وجود محطتين للقاعدة، داخل طهران ومدينة مشهد، شمال شرقي إيران المحاذية للحدود الأفغانية، وذلك لتسهيل سفر عناصر التنظيم من وإلى أفغانستان.

أكد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مايك بومبيو، ومدير مكتب مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، ناثان سيز، أن إيران تسمح لنظيم القاعدة بالتحرك، ونقل المقاتلين والأموال إلى دول الجوار بحرية تامة، بسبب المصالح المشتركة بينهم، كما اعترف الجنرال المتقاعد في الحرس الثوري الإيراني، سعد قاسمي، بالعلاقة الوطيدة مع القاعدة قائلا: «قاتلنا إلى جانب القاعدة».



«القاعدة» وإيران..

يؤكد محمد عبادي، رئيس مركز "جدار" للدراسات الإيرانية، قال: إن العلاقة بين طهران وبين تنظيم القاعدة هي علاقة مصالح مشتركة بين الطرفين، رغم الخلاف العقائدي، خاصة أن القاعدة تحارب المذهب الشيعي وفقًا للمنهج القاعدي.

وأكد "عبادي" في تصريح خاص لـ"المرجع"، أن العلاقة بين الطرفين قائمة على مبدأ أن عدو عدوي هو عدوي أيضًا، فإيران عدوتها هي الولايات المتحدة الأمريكية، والقاعدة عدوه أيضًا الولايات المتحدة وروسيا والغرب، وهنا جاءت المصلحة المشتركة بينهم.

وأشار رئيس مركز جدار للدراسات الإيرانية، إلى وجود سبب آخر لتلك العلاقة، وهو أن الحدود التي تربط أفغانستان مع إيران، وبحكم القرب الجغرافي، قدمت طهران الدعم المالي واللوجيستي أثناء الغزو السوفيتي القرن الماضي، وحينها كان الطرفان ضد روسيا.

وتابع قائلا: إن إيران تستخدم عناصر تنظيم القاعدة نكاية في الغرب، فضلًا عن استخدامهم كورقة للتفاوض وقت اللزوم، وفي المقابل توفر لتنظيم القاعدة دعمًا ماليًّا وعسكريًّا، مضيفًا أنه على الرغم من تلك العلاقة، يشن "القاعدة" بين الحين والآخر هجمات على شيعة العراق.

ووفق مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، تسعى إيران من خلف إبقاء قادة "القاعدة" لديها، إلى ضمان عدم تنفيذ التنظيم هجمات ضدها، خصوصًا أنه سبق له أن هاجم أذرع إيران في عدة مناطق، بما في ذلك "حزب الله" اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن.

وتشير المجلة الأمريكية، إلى أن وجود هذه القيادات في إيران لا يعني بالضرورة أن طهران تقدم دعمًا ماديًّا لعمليات القاعدة، وعلى الرغم من ذلك ترفض إيران اتهامها بإيواء قيادات أو أي من أعضاء القاعدة، ولا تتحدث عن دعمها التنظيم الإرهابي.

                                                               

دعم إيراني مكثف للقاعدة

يقول المحلل السياسي محمد حسين، إن من مصلحة إيران في الوقت الحالي، دعم تنظيم القاعدة بشكل أكبر من السابق، حتى تحمي جماعتها الحوثية في اليمن.

وأكد في تصريح خاص لـ"المرجع"، أن ما خططت له طهران حدث، فأصبحت هناك علاقات قوية بين "القاعدة" و"الحوثي" في اليمن، واستغلت الميليشيات الحوثية قوة التنظيم القاعدي في اليمن، واستولت على العديد من الأراضي بمساعدة عناصره، وفي المقابل قدمت جماعة الحوثي للقاعدة، الإيواء والدعم المالي.

 

 

 

"