يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

قوة العشائر.. معويسلي تتعاون مع الجيش الصومالي لمكافحة إرهاب «الشباب»

الخميس 29/ديسمبر/2022 - 12:08 ص
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تنفرد دولة "الصومال" بأهمية استراتيجية من المنظور الجغرافي؛ كونها تطل مباشرة على البحر الأحمر ومضيق "باب المندب"، وبدأت "الصومال" تتجه نحو الاستقرار منذ تنصيب حكومة جديدة مدعومة دوليًّا عام 2012، لكن السلطات الجديدة لا تزال تواجه تحدي حركة «الشباب» الإرهابية،  والمتحالفة مع تنظيم القاعدة، ومع قدوم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في عام 2022، عمل على إلقضاء حركة الشباب في البلاد، منوهًا أن ذلك لن يتم إلا بمساعدة السكان المحليين.
قوة العشائر.. معويسلي
قوة العشائر

ومع تصاعد المخاوف حول ظهور مجموعة من أبناء القبائل والمعروفين باسم "معويسلي"، والذين يقاتلون اليوم إلى جانب القوات المسلحة الصومالية ضد "حركة الشباب"، وإمكانية تحولهم إلى قوى متمردة ومنفلتة قد تضر مستقبلًا بأمن البلاد والمواطنين.

شكلت العشائر قوات محلية سميت بـ "Macawiislay" "معويسليْ" من خيرة شبابها الراغبين في إزالة وصمة العار من على جبينهم، ووضع نهاية حتمية لخطر حركة الشباب على أبنائها وأراضيها.

دور قوات معويسلي يتركز بشكل رئيسي في إسناد تقدم الجيش الصومالي وتأمين خطوطه الخلفية من أي خرق أمني، وكل هذا مع غياب تنسيق شامل بين جميع قوات معويسلي التي تقاتل في عدة جبهات مختلفة.

العمليات الأمنية لقوات معويسلي والمكاسب التي حققتها بشكل متسارع جذب انتباه الحكومة الصومالية التي أدانت الهجوم على المدنيين في بلدوين ووصفته بالعملية الجبانة التي تستهدف المواطنين العزّل.

فيما لا تزال يسيطر مشهد الاقتتال بين الميليشيات الصومالية  في صراعها على السلطة منذ عقدين من الزمن حتى اللحظة، ففي 18 سبتمبر 2022 قامت قوات صومالية معروفة بـ«معويسلي» متحالفة مع الحكومة بقتل ما لا يقل عن (45) من مقاتلي حركة الشباب، وقطعت رؤوس بعضهم، في إقليم هيران بولاية هيرشبيلي، في ظل حمل المواطنين في مناطق وسط البلاد السلاح على نحو متزايد في وجه المسلحين.

في أكتوبر 2022، واندلعت المعارك في قرية "جيعبو" بالقرب من مدينة "بولو بردي" الاستراتيجية عندما حاولت عناصر الحركة شن هجوم مضاد بأكثر من 400 مسلح ضد مواقع الجيش الصومالي المدعوم بالقوات المحلية "معويسلي".
قوة العشائر.. معويسلي
ولعل أهم أسباب الخسائر التي منيت بها الحركة في هيران هي خسارتها للحاضنة الشعبية والقبلية وتعاون السكان المحليين مع الجيش الصومالي وقوات معويسلي المساندة لها.

وحث المسؤولون القبائل على مواصلة حربهم ضد الحركة بدعم من وحدات من الجيش الصومالي المتمركز في بلدوين مع إسنادها بقوات من "Gor-Gor" و "Haramcad" المدربين في تركيا، ونجحت هذه الوحدات مجتمعة مع القبائل في تحرير معظم مناطق هيران وتكبدت الحركة أكثر من مئتين قتيل حسب تقارير الإعلام الحكومي.

وقال وزير الداخلية والشؤون الفيدرالية والمصالحة الصومالي أحمد معلم فقي، إن مقاتلي "معويسلي" تجسيد لتمرد وصحوة شعبية ضد جماعة "حركة الشباب" الإرهابية، والسبب الأول لرد الفعل هذا قيام العناصر الإرهابية بفرض الإتاوات، وتدمير الآبار التي يشرب منها السكان ويسقون ماشيتهم، والحصار الذي فرضوه على مناطق بعينها، إضافة إلى ما كان من عادة هذه الحركة من تنفيذ الاغتيالات والزواج الإجباري، وتجنيد الأطفال.

واعتبر فقي أن الحكومة التي ينتسب إليها ترى أن "معويسلي" ظاهرة طبيعية، نهض أفرادها للدفاع عن حقوقهم، والقتال من أجل قضية عادلة، كما أن هذه الحكومة قدمت لهم القدر اللازم من الدعم، فالنتائج على الأرض تثبت انتصارات كبيرة تحققت بعد تعاون مقاتلي القبائل هؤلاء مع القوات الحكومية. وأضاف أن المعارك الدائرة الآن في مناطق عدة من وسط جنوب البلاد تتم بقيادة الدولة الصومالية والهدف منها بسط سلطتها على المناطق التي كانت تحت سيطرة الجماعات المتمردة.

ونفى وزير الداخلية والشؤون الفيدرالية والمصالحة وجود أي خطر متوقع من مقاتلي القبائل "معويسلي" سواء على المستوى الأمني أو سواه، نظرًا لاستمرار القوات المسلحة الصومالية في تثبيت أركان السلطة الوطنية على مستوييها المحلي والفيدرالي، خطوة بخطوة إلى جانب أعمال التحرير القتالية، عبر توسيع نطاق الإدارة الحكومية وإعادة بناء وتشغيل أجهزة الدولة الخدمية وتأسيس المجالس المحلية.
"