يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

مطالبات أوكرانية بتصفية مصانع الدرونز الإيرانية.. وطهران تتظاهر بالحياد من الحرب

الثلاثاء 04/أبريل/2023 - 02:36 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة
وسط مزاعم أمريكية وغربية بالتورط الإيراني في الحرب الروسية الأوكرانية بدعم القوات الروسية بالسلاح النوعي، فإن طهران تواجه أزمة كبيرة مع الغرب، فقد دعا ميخائيلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إلى تصفية المصانع الإيرانية التي تصنع طائرات مُسيرة وصواريخ، وأيضًا اعتقال موردي تلك الأسلحة إلى موسكو، على حد وصفه.

تعهدات إيرنية

ورغم التعهدات الإيرانية والنفي الرسمي السابق فإن كييف تتهم طهران بالتخطيط لمد روسيا بمزيد من الأسلحة وفقًا لما كشفته تقارير استخبارية، مما يثبت أن إيران لا تكترث بالعقوبات الدولية"، ودعا إلى تدمير مصانع الأسلحة الإيرانية ردًّا على ذلك.

ويبدو الموقف الإيراني فعليًّا بجانب روسيا قلبًا وقالبًا رغم أنها تحاول التظاهر بالحياد رسميًّا، والادعاء بالتزامها بسياسة عدم التدخل في تلك الحرب على خلاف الحقيقة.

عقوبات مشتركة

ويأتي ذلك الموقف الإيراني على خلفية تأزم وضعها الاقتصادي والسياسي بسبب العقوبات الدولية، ونفس الحال بالنسبة إلى روسيا أيضًا بعد تورطها في الحرب الأوكرانية وعجزها عن الانتصار بها مما زاد من حاجة كل دولة إلى الأخرى في ظل أزماتهما الحالية، خاصة مع تقليل إيران آمالها في التقارب مع الغرب.

ورغم تقدم روسيا عن إيران في الصناعات الدفاعية بمسافة هائلة فإن إيران استطاعت إنتاج طائرات مسيرة قليلة التكاليف، مما مثل إغراءً للروس الذين باتوا عاجزين عن تغطية نفقات الاستمرار في حرب أوكرانيا بعد أن أصبحت أطول من اللازم، وتراكمت العقوبات عليهم، وعجزوا عن ترجمة الإنفاق العسكري الكبير إلى نصر في الشرق والجنوب الأوكراني، بل بات الأوكرانيون هم من يتقدموا على حساب الجيش الروسي المتراجع، والذي تعاني بلاده من تراجع اقتصادي كبير.

وتعاني أوكرانيا بشدة من ضربات الطائرات الإيرانية المسيرة التي برغم كونها بدائية إلى حد ما وبطيئة لكنها تصيب أهدافًا كثيرة مدنية وعلى الأخص البنية التحتية الأوكرانية كمحطات المياه والكهرباء في المدن الأوكرانية الكبرى، مثل العاصمة كييف، ومدينة أوديسا الساحلية جنوب غرب البلاد بسبب عجز الروس عن التقدم أمام الهجوم المضاد الأوكراني في الشرق على وجه الخصوص.
 
واتهمت كييف طهران بتزويد موسكو بما يصل إلى 1700 طائرة مسيرة، وتقول إن روسيا استخدمتها لضرب أهداف في أوكرانيا منذ سبتمبر، بينما تنفي إيران وروسيا هذه الاتهامات، ويذهب الروس إلى القول إن المعلومات المسربة حول تسليم مجموعة كبيرة من الطائرات بدون طيار من قبل إيران إلى روسيا هي في مصلحة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالكامل؛ لأنها وفقًا لهم تؤمّن له طلب أسلحة من جميع أنحاء العالم، بمزاعم إشراك روسيا لدولة ثالثة في العملية الخاصة، على سبيل المثال، إيران وكوريا الشمالية ودول في أمريكا اللاتينية، وأن الهدف من التسريبات الخاصة بصفقات الطائرات المسيرة بين موسكو وطهران محاولة إظهار روسيا وكأنها تعاني من أزمة في تأمين المعدات والذخائر لمواصلة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، تندرج في سياق الحربين النفسية والإعلامية ضدها.

ومن المقرر أن تزداد وطأة العقوبات الغربية على إيران بسبب صفقات الطائرات المسيرة التي كانت القيادة الإيرانية تظنها صفقة مربحة تستطيع أن تجني فوائدها وتبقيها في طي الكتمان، ومن المرجح أن تتجاوب الدول الغربية إيجابيًّا مع المطالبات الأوكرانية بتصفية مصانع المسيرات الإيرانية التي باتت خطرًا يهدد الأمن الأوروبي، وعلى الأخص الدول الأوروبية الشرقية.
"