صدمة في طهران.. قلق إيراني من التوجه الصيني للخليج
الأحد 18/ديسمبر/2022 - 02:41 م
محمد شعت
فصل جديد من توتر العلاقات الخارجية الإيرانية، لكن هذه المرة يطال التوتر أحد حلفاء إيران، وهي دولة الصين التي تربطها بإيران علاقات قوية خلال السنوات الماضية، في ظل المصالح المتبادلة بين الجانبين من ناحية، إضافة إلى الموقف المشترك للبلدين من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلنت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير الصيني لدى طهران، وهو ما يشير إلى بوادر أزمة بين الجانبين.
أسباب الاستدعاء
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، كشف عن أسباب الاستدعاء، حيث قال: «تم استدعاء السفير الصيني لدى طهران إلى وزارة الخارجية، وأعربت الخارجية للسفير عن استيائها الشديد من بيان الصين ومجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإيرانية الـ (3)»، واصفًا ما ورد في بيان القمة الخليجية الصينية، الذي تضمن الجزر الإيرانية الـ (3) والاتفاق النووي، بـ"التهم"، معتبرًا أنه تكرار لسياسة (الإيران فوبيا) الفاشلة للتغطية على الإجراءات المزعزعة لأمن المنطقة من قبل بعض الدول الإقليمية الداعمة للإرهاب».
ويبدو أن البند الـ (12) من بيان قمة الرياض بين مجلس التعاون الخليجي والصين، أثار قلق إيران، حيث إنه تطرق إلى قضية الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران، وأكد القادة دعمهم للجهود السلمية كافة، بما فيها مبادرة ومساعي دولة الإمارات العربية المتحدة للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الـ (3)، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية وفقًا لقواعد القانون الدولي، ولحلّ هذه القضية وفقًا للشرعية الدولية.
وحاول بيان الخارجية الإيرانية شرعنة الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث، حيث أشارت إلى أن الجزر الـ (3) «أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية... نستغرب من إثارة بعض القضايا في البيان الخليجي الصيني المشترك»، كما أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في تغريدة عبر "تويتر"، أنّ «جزر أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى في الخليج تُعدّ جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية الطاهرة، وتُعدّ جزءًا من أرض الوطن إلى الأبد»، وفق تعبيره.
جفاء صيني
مثل البيان الخليجي الصيني، الذي دعا للسيادة الإماراتية على جزرها الثلاث صدمة لإيران التي تعتبر علاقاتها ببكين إستراتيجية، ومثل هذا البيان يعد اعترافًا من الصين باحتلال لإيران للجزر الإماراتية، وهو ما قد يشكل عقبة في مسار العلاقات الإيرانية الصينية، ما لم تتعامل طهران بحرص شديد في ظل حاجتها الملحة للصين، خاصة بعد تدهو علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، وفرض مزيد من العقوبات عليها.
وتأتي مذكرة الاحتجاج والاستنكار التي قدمتها إيران للسفير الصيني في ظل مخاوف إيران من التحولات الصينية إلى ما تعتبره إيران "الخصوم" في المنطقة، ووصفت تقارير إيرانية الموقف الصيني الجديد تجاه نظام طهران بـ"الجفاء"، كما أثيرت الكثير من التساؤلات بشأن مشروع الصين في منطقة الشرق الأوسط.





