رغم الظروف الاقتصادية الطاحنة.. تونس تتجه لتدشين برلمان جديد
أغلقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، الخميس 27 أكتوبر، الباب أمام طلبات الترشح في الانتخابات التشريعية المرتقبة في 17 ديسمبر المقبل، حيث وصل عدد المتقدمين حتى الثلاثاء الماضي، 1281 مرشحًا من بينهم 191 امرأة، وفقًا لأحدث إحصاءات الهيئة.
وتمثل خطوة تلقى الترشيحات، الأولى في الانتخابات التشريعية التي تعتبر المحطة الأخيرة من خارطة الطريق التي
أعلنها الرئيس التونسي قيس سعيد في ديسمبر 2021.
وكانت تونس قد اتممت أولى محطات خارطة الطريق بالاستفتاء على الدستور الجديد وتفعيله في يوليو الماضي.
ويعتبر «سعيد» أن خارطة الطريق هي تصويب للمسار الذي سارت فيه تونس منذ 2011.
دلالات الأرقام
تجرى التجهيزات للانتخابات التشريعية المرتقبة في ظروف غير مستقرة، إذ تعيش تونس حالة انقسام سياسي حادة يقف فيها الرئيس قيس سعيد في طرف والأحزاب السياسية على اختلاف أيديولوجياتها في الجهة الأخرى، حيث يعتبرهم «سعيد» عبئًا على المشهد يجب تهميشه.
يدور ذلك وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخ البلاد الحديث، الأمر الذي ترجم إلى اختفاء بعض السلع الأساسية من المتاجر فضلًا عن نقص في البنزين.
وفيما يضع التونسيون تركيزهم على الاحتفاظ بمستوى المعيشة، كات هناك أصوات تطالب بتأجيل
الانتخابات التشريعية كونها تحتاج إلى تكلفة قد لا تملكها البلاد اليوم، إلى جانب
الأجواء غير الصحية للانتخابات.
الأرقام التي أعلنت عنها الهيئة العليا
للانتخابات عن أعداد المتقدمين للترشح، تسير عكس كل التقديرات التي كانت تشكك في صحة إجراء الانتخابات في هذه
الأجواء أو على الأقل في نجاحها حال تم تنفيذها.
ويراهن مؤيدو الرئيس قيس سعيد على مرور
الانتخابات بسلام مع الوصول إلى برلمان يتمكن من خروج البلاد من النفق الذي دخلت
فيه، فيما يخشى المتضررون، وعلى رأسهم حركة النهضة الإخوانية من تشكيل برلمان متزنٍ يتولى
إدارة المشهد ودعم المواطن.
برلمان متخبط
وتحاول حركة النهضة التبرؤ من البرلمان
السابق الذي حله الرئيس التونسي قيس سعيد، إذ شهدت جلسات نوابه مشاحنات وصلت حد المشاجرات
بالأيدي بين أعضاءه.
ورأي مراقبون أن هذا البرلمان تسبب في
تشويه صورة تونس التي قطعت شوطًا طويلًا في التحضر
والمدنية.
ودائمًا ما كان أعضاء «النهضة» في هذا
البرلمان طرفًا في المشاجرات، إذ سجلت بعض الحوادث التي تطاول فيها أعضاء للحركة على النواب المعارضين لها والمثيرين
لقضايا تدينها.
كما يحسب على البرلمان السابق برئاسة راشد
الغنوشي، زعيم حركة النهضة، دعمه للكيانات
الإرهابية، إذ أعلن دعمه للميليشيات المسلحة في طرابلس بليبيا، كما سبق وعبر عن
دعمه للفصائل المتشددة في سوريا، إذ نعتهم بـ"الثوار".
للمزيد... إضرابات واحتجاجات في تونس.. شعبية قيس سعيد في اختبار حقيقي





