ad a b
ad ad ad

مصالح لا تعاون.. أمريكا وطالبان بين الشك المتبادل والثقة المفقودة

الأحد 06/نوفمبر/2022 - 07:37 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

دوافع جديدة أرغمت الولايات المتحدة الأمريكية على التفاوض مع حركة طالبان التي سيطرت على مقاليد الحكم في أفغانستان أغسطس 2021، حيث يأتي في مقدمتها الإفراج عن بعض الأسرى الأمريكان بجانب إحياء ملف مكافحة الإرهاب هناك لمحاصرة تنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان» كونه العدو الأول والمشترك بينهما.،ونظرًا لكون أفغانستان مهمة جدًا إلى الولايات المتحدة. 

دوافع أمريكية 

عادت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتفاوض مجددًا مع حركة طالبان الأفغانية، حيث تعود المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، من أجل مواجهة التهديدات الأمنية في أفغانستان.

وتشير المعطيات المتاحة عن المباحثات التي عقدت بين واشنطن وطالبان إلى أن ملف مكافحة الإرهاب حظي بهامش كبير في النقاشات، بما يعكس أن الولايات المتحدة ستجعل ملف مكافحة الإرهاب وبالتحديد مواجهة تنظيم «ولاية خراسان»، قاعدة ومرتكزًا رئيسيًّا للتفاهمات مع طالبان في المرحلة المقبلة.

 وخصوصًا مع كون التنظيم يمثل عدوًا مشتركًا بالنسبة للطرفين، فالولايات المتحدة من جانبها لا ترغب في أن تتحول أفغانستان إلى ملاذٍ آمن بالنسبة لتنظيمات العنف والإرهاب، بما يمثل مدخلًا لاستهداف المصالح الأمريكية والجوار الأفغاني، أما طالبان فتدرك الخطر الذي يمثله تنظيم «ولاية خراسان» على منظومة حكمها، وخصوصًا أن التنظيم رفع شعار إزاحة طالبان عن الحكم. 

ملف الأسرى

ويأتي التحرك الأمريكي بهدف إنجاز ملف الأسرى وتحرير الأموال الأفغانية، حيث ركزت المباحثات الأمريكية الأخيرة التي عقدت مع حركة طالبان، على ملفين رئيسيين، يتمثل الأول في تبادل الأسرى بشكل كامل مع حركة طالبان، فعلى الرغم من إطلاق حركة طالبان لسراح المواطن الأمريكي مارك فريريتش قبل أسابيع. 

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي أعلنت في سبتمبر الماضي أنها أنشأت صندوقًا أفغانيًّا بقيمة 3.5 مليارات دولار بأموال أفغانية مجمدة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، لكن العائق أمام الإفراج عن هذه الأموال هو عدم وجود مؤسسة موثوقة لضمان أن الأموال ستفيد الشعب الأفغاني، مما يعني أن الحركة ستسعى لتوظيف المباحثات من أجل الإفراج عن هذه الأموال، وتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الاقتصادية في المرحلة المقبلة.

ورغم التوترات التي طغت على العلاقات الأمريكية مع حركة طالبان منذ سيطرة الأخيرة على السلطة في أغسطس 2021، في ضوء القيود الأمريكية التي فرضت على الحركة اقتصاديًّا وسياسيًّا، والانتهاكات المستمرة لطالبان في ملف حقوق الإنسان، وكذا الضربة الأمريكية التي أدت إلى اغتيال أيمن الظواهري، ما اعتبرته الحركة انتهاكًا للسيادة الأفغانية، لكن هذه التوترات لم تمثل عائقًا أمام استمرار التنسيق بين الطرفين، خصوصًا على المستوى الأمني، وهو التنسيق الذي كان من ضمن مخرجاته إطلاق سراح المواطن الأمريكي مارك فريريتش بعد أن قضى عامين في الأسر وذلك بوساطة قطرية.

محددات حاكمة

وهناك جملة من المحددات الحاكمة لعلاقات الطرفين في مرحلة ما بعد استيلاء طالبان على حكم أفغانستان، أهمها نهج أمريكي واقعي وجد المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، نفسه أمام سلطة أمر واقع في أفغانستان، متمثلة في حركة طالبان، مع إدراك أمريكا للأهمية الجغرافية لأفغانستان، حيث يمثل هذا التوجه القائم على استمرار تبني خيار التفاوض مع طالبان من أجل تحقيق مكاسب سياسية.

وكان وفد من حركة طالبان، أجرى محادثات مع مسؤولين أمريكيين في العاصمة القطرية الدوحة، السبت 8 أكتوبر الجاري، وضم الوفد الطالباني مسؤولين من إدارة الاستخبارات ووزارتي الخارجية والدفاع، بينما ضم وفد الولايات المتحدة المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان، ومسؤولين من وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي أيه»، إلى جانب مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع، حيث هدفت محادثات الدوحة إلى إيجاد حلول للأزمة الراهنة في أفغانستان، بما في ذلك حقوق الإنسان وتعليم الفتيات وتشكيل حكومة شاملة.

ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «طلوع نيوز» الإخبارية الأفغانية، عن رئيس حركة التضامن الوطني الأفغانية سيد إسحق جيلاني قوله: «أولًا الوفاء باتفاق الدوحة، وثانيًا احترام حقوق الإنسان وإعادة فتح مدارس الفتيات، وثالثًا لتشكيل حكومة شاملة».

وذكرت القناة أن قيادة حركة طالبان لديها رؤية مختلفة بشأن المحادثات، حيث تركز على الهجمات الأمريكية الأخيرة بطائرات من دون طيار في أفغانستان، وانتهاك اتفاق الدوحة وسبل الالتزام به، والقيود المفروضة على البنوك الأفغانية وتحويل أصول أفغانستان من بنك سويسرا. 

"