توتر بالشمال السوري على خلفية التصعيد العسكري
الإثنين 10/أكتوبر/2022 - 01:56 م
اسلام محمد
تسود أجواء من التوتر بالشمال السوري على خلفية التصعيد العسكري الأخير والمرشح للزيادة خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي دفع إلى فرار الآلاف من اللاجئين السوريين في إدلب التي تحكمها ما يسمى بحكومة الإنقاذ التابعة لحركة تحرير الشام بزعامة محمد الجولاني، إلى العراء وسط ظروف إنسانية صعبة.
ومع انطلاق الغارات الجوية الروسية المكثفة مؤخرًا على محيط إدلب وريفها، واشتداد القصف المكثف لقوات النظام السوري على مدن وبلدات ريف حلب الغربي، وتصاعد الحديث عن احتمال قصف الطيران الروسي لمناطق المخيمات للنازحين على الحدود السورية - التركية.
كما تواصل قصف الميليشيات الإيرانية على مناطق الأتارب وكفر عمة وكفر نوران ومعارة النسعان غربي حلب، ترافق مع إحباط محاولات تسلل للميليشيات باتجاه مواقع الفصائل المسلحة في محيط الأتارب، وسط اشتعال اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين، مما أوقع قتلى في الميليشيات الموالية لطهران.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التصعيد في منطق شمال غربي سوريا، خلال الآونة الأخيرة، يأتي بهدف إجبار الفصائل وتركيا على فتح المعابر التجارية بين مناطق النفوذ الداخلية، كما أعلن الجانب الروسي الذي يسيطر على قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية، نية فصائل المعارضة مهاجمة مواقع ومناطق خاضعة لسيطرة النظام.
وفي مقابل دعوات من جانب روسيا والنظام السوري بفتح معابر بين مناطق الأخير والمعارضة، تصر فصائل إدلب المسلحة، على عدم فتح أي معبر مع مناطق النظام السوري.
وشهدت مناطق سيطرة ميليشيا الجولاني، مظاهرات حاشدة، اليوم الجمعة، رفضًا لفتح معابر تجارية داخلية.
وتأتي هذه المظاهرات بعد شكوك واتهامات لميليشيا الجولاني بمحاولات فتح معبر تجاري داخلي قرب سراقب، بعد التغييرات الأخيرة التي شهدتها السياسة التركية تجاه نظام الرئيس بشار الأسد، وإمكانية تطبيع أنقرة العلاقات معه مع تكرار حديث أردوغان عن احتمال لقائه مع بشار الأسد في الأيام المقبلة في ظروف مناسبة.
وعزز من تلك الاحتمالات قيام عناصر الجولاني في الفترة الأخيرة بطرد عناصر الجبهة الوطنية للتحرير من إحدى نقاط رباطهم على محور سراقب قرب نقطة التماس مع القوات المناوئة لهم، مما عزز من مصداقية التكهنات بموافقة الجولاني على فتح المعابر الداخلية بالمخالفة للفصائل الأخرى.





