الاستفزاز الأمريكي مستمر.. واشنطن تعلن حماية تايوان من التنين الصيني
الإثنين 03/أكتوبر/2022 - 06:57 م
محمود البتاكوشي
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية استفزازاتها للصين فيما يخص تايوان، إذ تعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مقابلة بثت، في 18 سبتمبر 2022، بحماية تايوان في حالة تعرضها لغزو صيني، مؤكدًا أن رده على تايوان سيختلف عن رده عن الحرب الأوكرانية، والتي تحاشت فيه واشنطن التدخل عسكريًّا للدفاع عن أوكرانيا، الأمر الذي أثار حفيظة بكين، وأكدت أنها تأسف وتعارض بشدة تعهّد بايدن باتخاذ مثل هذه الخطوة.
التعهد الأمريكي صاحبه عدد من السياسات الاستفزازية الموجهة ضد الصين، مما يؤكد أن واشنطن بدأت تتخلى عن سياسة الغموض الاستراتيجي، وتتبنى سياسات تدعم استقلال تايوان عن الصين، ورفع القيود المفروضة على التعاون الدبلوماسي، كما تراجعت عن الاعتراف بقانون العلاقات مع تايوان الذي يؤكد بوضوح أن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وأن تايوان جزء من الصين، كما وافقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون بعنوان سياسة تايوان 2022، والذي يستهدف تعزيز الدعم العسكري الأمريكي لتايوان بقيمة 4.5 مليار دولار على مدى 4 سنوات، كما يوفر القانون قروضا بقيمة ملياري دولار لمساعدة تايوان على شراء أسلحة، فضلًا عن بيع أسلحة لتايوان بقيمة 1.1 مليار دولار لتعزيز دفاعاتها، والتي شملت 60 صاروخًا من طراز هاربون القادر على إغراق السفن الحربية، و100 صاروخ قصير المدى من طراز سايد ويندر، القادر على اعتراض صواريخ أو طائرات مسيرة، بالإضافة إلى عقد صيانة لنظام الرادارات التايواني.
كما عبرت سفينتان حربيتان أمريكيتان، وهما تشانسلورزفيل وأنتيتام المياه الدولية في مضيق تايوان، ومن قبل ذلك أُعيدت حاملة الطائرات ريجان إلى بحر الصين الجنوبي.
كما سعت واشنطن إلى تطويق الصين عبر التكتلات باتت منطقة المحيطين الهندي والهادئ على رأس أولويات الولايات المتحدة لتطويق نفوذ الصين باعتبارها أحد أهم منافسيها؛ وتجلى هذا في التوصل لاتفاق أوكوس مع كل من أستراليا وبريطانيا في سبتمبر 2021، وإعادة الحوار الأمني الرباعي كواد لدائرة الضوء، بالإضافة إلى الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الذي طرحه بايدن خلال جولته الآسيوية الأخيرة والذي ضم 14 دولة.
وردًّا على الاستفزازات الأمريكية دعا الرئيس الصيني، شي جين بينج، مجددًا القوات المسلحة في بلاده إلى التركيز في مهمتها للاستعداد للحرب، في إشارة إلى أن الخيار العسكري حاضرًا على الطاولة إذا ما سعت واشنطن لتحريض تايوان على إعلان استقلالها عن الصين بشكل رسمي، وما يؤكد ذلك أن هذه التصريحات صدرت بعد 4 أيام من تعهد واشنطن بالتدخل عسكريًّا للدفاع عن تايوان، وهو ما يعني أن بكين لا تأبه لإعلان بايدن الأخير، وأن تصريحاته لن تجعل بكين تتراجع عن ضم تايوان عسكريًّا.
وتقوم بكين بمناورات بالقرب من الجزيرة، مثل تلك التي تم الإعلان عنها، في أغسطس 2022، والتي كانت أشبه بمحاولة فرض حصار بحري على الجزيرة، إذ حذرت بكين من المرور في النقاط التي تشملها المناورات.
كما شاركت الصين في مناورات فوستوك – 2022 مع الجيش الروسي وجيوش دول حليفة أخرى، كذلك؛ عززت الصين تواجدها الأمني في جنوب الهادئ بتوقيع معاهدة أمنية واسعة مع جزر سليمان لتوسيع وجودها العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ومن المتوقع أن تتجه بكين لتوطيد علاقاتها مع روسيا عبر الاستمرار في شراء الخام الروسي، الذي تتوقف الدول الأوروبية عن شرائه، بالإضافة لفتح المجال للشركات الصينية الصغيرة والمتوسطة لدراسة فرص العمل والاستثمار في روسيا مستغلة فراغ الانسحاب الغربي من روسيا، وهو ما يقوض عمليًّا من تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي.
بالرغم من الحشد والحشد المضاد إلا أن فرص التصعيد العسكري، بين الصين وواشنطن في الأجل القريب، ليست مرتفعة، أن مضيق تايوان يقع عند تقاطع إمداد التجارة العالمية، كما أن تايوان تعد أكبر مصنع في العالم للرقائق وأشباه الموصلات، لذا فإن حدوث أي هجوم يعني تأخير تحقق هدف تجديد الأمة الذي يسعى لتحقيقه الرئيس الصيني، والذي قد يتضرر في حالة حدوث حرب، واتجاه الاقتصاد العالمي لحالة ركود حاد، كما أن واشنطن لن تغامر بمواجهة عسكرية مباشرة مع الصين، لأنها قد تتطور إلى مواجهة نووية مدمرة.





