يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بإيعاز روسي.. عودة الدفء إلى علاقات حماس مع سوريا

الخميس 22/سبتمبر/2022 - 02:52 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة
عاد الدفء إلى علاقات حماس مع النظام السوري بعد أن ظل الطرفان لمدة عشر سنوات في جفاء وقطيعة، منذ أن أعلنت حركة حماس في عام 2012 وقوفها إلى جانب الاحتجاجات الشعبية التي كانت مشتعلة خلال هذه الفترة للمطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

حماس وصفقة جديدة

ولكن مؤخرًا عادت حركة حماس إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع النظام السوري مع تغير الظروف والمعطيات والأوضاع الإقليمية والدولية التي قطعت فيها علاقاتها مع سوريا، فاليوم يعيش العالم فترة تتسم بالتحولات والانقسامات واصطفاف الدول والأطراف الدولية المختلفة في معسكرات تقودها القوى الكبرى.

وبالنظر إلى الحالة التي أعلنت فيها حركة حماس إعادة العلاقات الطبيعية مع النظام السوري، يتضح أن الأمر لا يُعد استثناء من مشهد التحولات السياسية الدولية المستجدة، وانعكاس لصراعات القوى العظمى، فإعلان الحركة إعادة العلاقات أتى في وقت يزور فيه وفد رفيع المستوى من الحركة روسيا الاتحادية، ويجري فيه نقاشات مع المسؤولين الروس عن ترتيبات إقليمية تمس القضية الفلسطينية.

ونجحت روسيا التي تمتلك نفوذًا واسعًا في سوريا وتنشر قواتها هناك، في جذب حركة حماس إلى محورها، والتقارب معها فيما يمكن التقارب فيه من القضايا، مع الإشارة إلى أن السلطات الروسية ما تزال حتى اليوم ترفض تصنيف حركة حماس ضمن قائمة الحركات الإرهابية، على الرغم من أن القائمة الروسية للمنظمات الإرهابية تضم جماعة الإخوان المسلمين التي تصنف حركة حماس على أنها تنتمي إلى مدرستها، على الرغم من إنكار الحركة لهذه العلاقة.

وقد أتت خطوة إعادة حماس علاقاتها مع النظام السوري بإيعاز من الجانب الروسي الذي يعمل منذ أشهر عديدة على تطوير العلاقات والمواقف السياسية مع أعداء الولايات المتحدة الأمريكية وإعطاء مزيد من الدعم السياسي لمواقف حركة حماس مثلما اتضح في بيان الخارجية الروسية الذي صدر في أبريل 2022، والذي أدان فيه المحاولات الإسرائيلية لضم المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية إلى سيادتها.

ومن شأن التقارب بين حماس وكل من روسيا وسوريا أن يفتح الباب أمام دعم روسي متعدد الأوجه لحركة حماس، سواء أكان دعمًا مباشرًا، أو عبر الحلفاء بهدف الضغط من موسكو على إسرائيل بعد الإعلان عن الكشف عن وجود مرتزقة من إسرائيل يقاتلون إلى جانب كتيبة آزوف في أوكرانيا.
"