بوتين يراهن على الشتاء.. التلويح بسلاح الغاز الروسي في وجه أوروبا
الإثنين 19/سبتمبر/2022 - 10:27 م
محمود محمدي
في ضوء خطط أوروبا لتقليل أو إنهاء الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية ردًّا على الغزو الروسي لأوكرانيا، تشهد القارة العجوز أزمة طاقة كبرى، زاد من حدتها إعلان روسيا وقف إمدادات الغاز عبر خط «نورد ستريم 1» إلى أجل غير مسمى، ما أسفر عن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا على نحو غير مسبوق.
وبينما اتهم الغرب روسيا باستخدام الطاقة كسلاح ضد المستهلكين الأوروبيين، أكد الكرملين أن النقص في إمدادات الطاقة سببه العقوبات المفروضة على روسيا، التي تحول دون تأمين صيانة البنى التحتية الغازية.
الخسائر والحلول
مع وقف إمدادت الغاز تتعرض روسيا إلى احتمالية أن تفقد سلاح الطاقة كوسيلة لحماية المصالح القومية، بسبب خسارة مورد مالي يومي يقدر بـ130 مليون دولار يوميا «نحو 20 مليار دولار خلال 3 أشهر»، كما أنه قد تتكبد تعويضات بمليارات الدولارات وفقًا للعقود المبرمة التي تنص على أن يقع غرامات مالية على الطرف المبادر بإخلال العقود.
ويقع أمام بعض البلدان الأوروبية خيارات إمداد بديلة، وشبكة غاز أوروبية متصلة ببعضها؛ بحيث يمكن تقاسم الإمدادات، رغم أن سوق الغاز العالمية كانت شحيحة حتى قبل الأزمة الأوكرانية، فقد تستورد ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز الروسي في أوروبا، الغاز من بريطانيا والدنمرك والنرويج وهولندا عبر خطوط أنابيب.
فيما تعمل النرويج، ثاني أكبر مورد للغاز في أوروبا بعد روسيا، على زيادة الإنتاج لمساعدة الاتحاد الأوروبي في تحقيق هدفه المتمثل في إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.
وفي الوقت الذي لا تعتمد فيه بريطانيا على الغاز الروسي ويمكنها أيضا التصدير إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب، أبرمت شركة سنتريكا البريطانية اتفاقا مع شركة إكوينور النرويجية لزيادة الإمدادات في فصول الشتاء الثلاثة المقبلة.
ويمكن لجنوب أوروبا استقبال الغاز الأذربيجاني عبر خط الأنابيب العابر للبحر الأدرياتيكي إلى إيطاليا وخط أنابيب الغاز الطبيعي عبر تركيا.
بدورها، أعلنت الولايات المتحدة أنها تستطيع توريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام، لكن مصانع الغاز الطبيعي المسال الأمريكية تنتج بكامل طاقتها، وسيؤدي انفجار وقع في محطة تصدير الغاز الطبيعي المسال الرئيسية في تكساس إلى بقائها معطلة حتى أواخر نوفمبر.
أما بولندا التي تعتمد على روسيا في نحو 50% من استهلاكها من الغاز، قالت إنها تستطيع الحصول على الغاز عبر وصلتين مع ألمانيا، وسيُفتتح خط أنابيب جديد يسمح بتدفق ما يصل إلى عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا بين بولندا والنرويج في أكتوبر، كما تم تشغيل وصلة غاز جديدة بين بولندا وسلوفاكيا في أغسطس الماضي.
في السياق ذاته، تريد إسبانيا إحياء مشروع لبناء خط ثالث للغاز عبر جبال البرانس، لكن فرنسا قالت إن محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة، التي يمكن أن تكون عائمة، ستكون خيارًا أسرع وأرخص من عمل خط أنابيب جديد.
الكهرباء والفحم
ويمكن لبعض الدول أن تسعى لسد الفجوة في إمدادات الطاقة من خلال اللجوء لواردات الكهرباء عبر الموصلات من جاراتها أو من خلال تعزيز القدرة على توليد الكهرباء.
فيما يتراجع حجم المتاح من الطاقة النووية في بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مع تعرض المحطات في هذه الدول لانقطاعات مع تقادمها أو وقف تشغيلها أو خروجها من الخدمة، بالإضافة إلى عائق آخر يتمثل في انحسار مستويات المياه هذا الصيف بسبب قلة الأمطار وموجة الحر.
ومع إمكانية توليد الطاقة من الفحم، وإعادة تشغيل بعض المصانع منذ منتصف عام 2021 بسبب ارتفاع أسعار الغاز، إلا أن أوروبا تسعى للابتعاد عن استخدام الفحم لتلبية أهداف المناخ.





