ad a b
ad ad ad

سياسة مغايرة.. روسيا تطالب إيران بإخلاء مقارها العسكرية في سوريا

الأربعاء 07/سبتمبر/2022 - 02:36 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

في تغير مفاجئ لما تشهده الساحة الدولية من انشغال روسيا بحربها مع أوكرانيا وقيامها خلال الأشهر الماضية بسحب جزء من قواتها في سوريا للقتال في أوكرانيا، والتوجه الروسي نحو طهران للحصول على شحنة من الطائرات المسيرة الإيرانية، كشفت وسائل إعلام إيرانية وسورية في 2 سبتمبر 2022 أن موسكو طالبت النظام الإيراني تطالبه بإخلاء المقار العسكرية التابعة له في الأراضي السورية، وسحب ميليشياتها خاصة في موقعي جنوب محافظة طرطوس وغرب حماة الواقعين تحت طائلة الاستهداف الإسرائيلي، الأمر الذي أثار تساؤلًا رئيسيًّا حول دلالات الهدف الروسي من جراء هذا المطلب. 

سياسة مغايرة

وحول ذلك، فإن عددًا من المراقبين كشفوا عن توجه الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» وإدارته، لإحداث تغير في بعض السياسات التي تنتهجها موسكو على الأرض أملًا في الحصول على مكاسب أخرى، ومن ضمنها أن دعوة موسكو لحليفها الإيراني في هذا التوقيت تحديدًا بإخلاء مقاره العسكرية وسحب ميليشياته، تأتي بسبب رغبة موسكو  في أن تتوقف إسرائيل عن شن الهجمات على المواقع السورية ذات النفوذ الإيراني، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، ترى روسيا أن هذا قد يُسهم في الحد من نفوذ ميليشيا الملالي في الأراضي الروسية، ومن ثم تمكن موسكو من العودة مرة أخرى إلى دمشق بعد سحب قواتها مؤخرًا.


ومن الجدير بالذكر، أن مطالب موسكو تأتي عقب ارتفاع حدة الاستهدافات الجوية الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية لعدة مواقع إيرانية في حماة وحمص وحلب، بجانب شنها سلسلة من الغارات على مواقع لتصنيع الأسلحة في منطقة مصياف غير حماة، وهو ما نجم عنه وقوع قتلى وجرحى من المدنيين.


وتجدر الإشارة أن الهجمات الإسرائيلية على مواقع تابعة لإيران في سوريا، تأتي في إطار سياسية الضغط التي تتبعها تل أبيب لإخماد أي محاولة يمكن من خلالها إحياء الاتفاق النووي من جديد، خاصة في ظل المفاوضات النووية الجارية، ومحاولات إقناع كل من واشنطن وطهران بالعودة إلى الاتفاق، وهو ما سيؤثر بالسلب على المصالح الإسرائيلية بالمنطقة.

 

تلبية لمطالب إسرائيلية

وحول دوافع الرد الروسي، وما إذ كانت طهران ستقبل بالمطالب الروسية، أوضح «مصطفى النعيمي» الباحث السوري المتخصص في الشأن الإيراني، أن الدعوة الروسية نابعة من الدعوات الإسرائيلية المستمرة، والتي بدأت منذ اجتماع مدراء الأمن القومي لأمريكا وروسيا وإسرائيل في 2018، وتأتي تلك الخطوة استكمالًا لما سبقها من تفاهمات كانت إيران تحاول تجاوز الخطوط الحمراء المرسومة لها في سوريا دون الرجوع إلى الجانب الروسي.


ولفت «النعيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن هناك تخوفًا روسيًّا من عودة المناكفات بين إيران وإسرائيل للواجهة بناء على حجم الأضرار الناجمة من الغارات الإسرائيلية، والتي وصلت إلى 23 غارة منذ بداية العام 2022، والتي استهدفت من خلالها قرابة 70 هدفًا لميليشيا إيران، ولذلك تحاول موسكو ضبط المشهد العسكري الميداني في سوريا بما لا يخل بالتوازنات التي ربما قد تؤدي إلى حرب مفتوحة ما بين الحلفاء والفرقاء، لذا تحرص روسيا على كبح جماح إيران من خلال استخدام القدرة على التأثير في حجم ونوع التعاون فيما بينهما، بما لا يتعارض مع أي تهديد يعرض مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، وما سينتج عنه من مواقف قد تؤثر على الوجود الإيراني في سوريا.


انصياع إيراني

وحول موقف نظام الملالي من الدعوات الروسية، أفاد «النعيمي» أن إيران لم تعد تمتلك من القدرة على التنقل برفاهية الخيارات لذلك حتما ستنصاع إلى الرؤية الروسية، وسيبقى التنسيق ما بين إسرائيل وروسيا في استهداف إيران في سوريا مستمرًا، وهذا مقلق لطهران لكن بنفس التوقيت لن تكون هنالك خيارات لدى إيران للمناورات بينها، لذلك ستلجأ بين الفينة والأخرى إلى تفعيل مسميات عسكرية وهمية تتبع لأذرعها لتقويض أي هدوء في الجغرافيا السورية.


وأضاف أن إيران ستلجأ إلى خفض التصعيد، خاصة أن الملفات السياسية والعسكرية في العراق تتجه صوب التأزيم، إضافة إلى ملف الحوثيين وحزب الله اللبناني، لذلك لم يعد لدى طهران القدرة على إدارة تشابكات الملفات في منطقة الشرق الأوسط والضربات الإسرائيلية والأمريكية مؤلمة جدًّا بالنسبة لها.

"