يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الـ«واي فاي» سلاح «النهضة» لحسم الانتخابات البلدية في تونس

الأحد 06/مايو/2018 - 01:07 م
الانتخابات البلدية
الانتخابات البلدية في تونس-صورة ارشيفية
دعاء إمام
طباعة
الـ«واي فاي» سلاح
في الثامنة صباح اليوم الأحد، فتحت مراكز الاقتراع التونسية أبوابها، معلنة انطلاق أول انتخابات بلدية منذ «ثورة الياسمين» التي أزاحت الرئيس التونسي علي زين العابدين عن الحكم مطلع عام 2011.

دفع حزب النهضة الإسلامي، المحسوب على جماعة الإخوان، بمرشحين في كل الدوائر البالغ عددها 350 دائرة، ودأب الحزب على بعث رسائل طمأنة للتونسيين من خلال الالتزام بمبدأ المناصفة بين الجنسين، متخليًا عن قوامة الرجال على النساء التي التزم بها في انتخابات 2011.

وبنظرة برجماتية، دفعت «النهضة» بمرشحات شقراوات يرتدين سراويل جينز ممزقة، ويبدين أكثر تحررًا مما كانت عليه الحركة من قبل؛ لدحض الاتهامات التي رافقت الحزب من قبل، بمحاولة تغيير نمط عيش التونسيين، ونشر التدين بالقوة، مقدمًا نفسه كحزب مدني يؤمن بالجمهورية وينبذ التعصب الديني.

كما دفع الحزب بمرشح يهودي مستقل، سيمون سلامة، ضمن قائمته الانتخابية، وسبقت هذه الخطوة مشاركة قياديين من النهضة في الاحتفالات السنوية للطائفة اليهودية بمعبد الغريبة، جنوب تونس، لتأكيد سياسة الانفتاح.
الـ«واي فاي» سلاح

ومن بين الوعود والتعهدات التي يطلقها كل مرشح لأهالي دائرته، كان راشد الغنوشي، زعيم النهضة، الأكثر إثارة للجدل عبر مواقع التواصل في تونس. إذ أعلن أمس الأول، تعهد الحركة بإتاحة مناطق إنترنت مجانية في البلديات التي تفوز فيها الحركة، فأطلق رواد شبكات التواصل هاشتاج «انتخب النهضة لأجل واي فاي الغنوشي».

لم يكتف الغنوشي، بمغازلة الشباب الذين يشغلهم توفير شبكات «واي فاي»، بل وجه حديثه إلى المهمشين الذين لا يعنيهم سوى لقمة العيش، فيقول: «تتعهد الحركة ببعث أسواق من المنتج إلى المستهلك في البلديات التي تفوز فيها قائمتها، وذلك التزامًا منها بمساعدة الطبقات الضعيفة والحد من موجة الغلاء، التي عرفتها البلاد في الآونة الأخيرة».

وبموزاة تصريحات زعيم الحركة، رصدت مواقع إخبارية تونسية، بعض الوقائع أطلقت عليها «شراء الذمم»، إذ كشفت توزيع زيت زيتون وسكر في البلديات المهمشة والأحياء الشعبية، التي يعاني سكانها من الفقر والبطالة، إضافة إلى توجيه الأهالي للتصويت لصالح «النهضة» في انتخابات اليوم، بزعم أن الأحزاب الليبرالية والعلمانية لن تهتم بهم، لذا فهم مطالبون برد الجميل والتصويت للحركة الإسلامية.

وتشهد اللجان الانتخابية إقبالًا ضعيفًا، إلا من بعض كبار السن الذين سارعوا للإدلاء بأصواتهم مع الساعات الأولى لفتح الصناديق، ويبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو 5.3 مليون ناخب، في 111185 مكتب اقتراع.

وبحسب الهيئة العليا للانتخابات، يتنافس أكثر من 57 ألف مرشح، أغلبهم من النساء والشباب، وسط تنبؤات بأن يحصد حزب النهضة غالبية المقاعد، إذ يسعى إلى إعادة تجربة 2011، حين أفرزت الانتخابات عن غالبية إسلامية

"