ad a b
ad ad ad

البطالة تدفع الشباب الأفريقي للارتماء في أحضان الجماعات الإرهابية

الخميس 18/أغسطس/2022 - 07:12 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
بالحديث عن تنامي الإرهاب في القارة الإفريقية، نجد أن العوامل الاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في انتشار الجماعات المتطرفة في العديد من دولها، كما تلعب دورًا كبيرًا في استقطاب الشباب نحو العنف والتشدد، وما أكثر تلك العوامل التي تستغلها الجماعات المتطرفة، من أمثال حركة "الشباب" في الصومال، وجماعة "بوكو حرام" في نيجيريا.


وأعربت مفوضية الاتحاد الإفريقي، في بيان لها الأربعاء 10 أغسطس 2022، عن قلقها إزاء انتشار الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، مشيرة إلى أنّ هناك مناطق كانت محصنة من الإرهاب تعرضت لهجمات مؤخرًا.

وأضافت المفوضية: "الإرهابيون في إفريقيا يجندون الشباب العاطلين عن العمل"، مضيفة: "نركز الآن على تجفيف منابع وتمويل الإرهاب بإفريقيا".

وأوضحت، أنّ الأدوار بين تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، تكاملية، مؤكدة أنّ الإرهاب تمدد في إفريقيا بمعدل ينذر بالخطر.

ازدياد معدلات الفقر

ويُعد ضعف القبضة الأمنية في المناطق الحدودية، وازدياد معدلات الفقر، ووجود المجاعات، وشح المياه والنزاعات القبلية في المناطق الزراعية من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انتشار الجماعات الإرهابية في القارة الإفريقية، وأدت الضربات الأمنية التي طالت الجماعات الإرهابية وتحديدًا تنظيم "داعش" في "سوريا" و"العراق" إلى بحث تلك الجماعات عن مناطق جديدة للتواجد فيها، ولم تجد أفضل من القارة الإفريقية للتمركز بداخلها.

من جانب آخر، أدّت النزاعات السياسية والاقتصادية في بلدان عديدة مثل "ليبيا" و"إفريقيا الوسطى" و"الصومال" و"موزمبيق" و"مالي" إلى إتاحة الفرصة للإرهابيين للتسلل إليها، ويشكل الفقر يمثل عاملًا مهمًّا ضمن العوامل التي تلعب عليها الجماعات الإرهابية وتستغلها بشكلٍ كبير في وضع موطئ قدم لها داخل القارة السمراء، فالفقر في حد ذاته أرض خصبة تستغلها الجماعات في غرس بذور التطرّف من خلال اللعب على وتيرة الفاقة والعوز وتلبية احتياجاتهم، ومن ثمَّ العمل على تجنيدهم ضمن صفوف تلك الجماعات.

اللعب على وتيرة الفاقة والعوز 

وتذهب الجماعات الإرهابية إلى المناطق الفقيرة التي تعاني البطالة والفقر وتستغل تلك الظروف لاستمالة الشباب الناقم على الحياة والوضع والمجتمع، وتعِدُه بحياة أفضل وأكثر سعادة وأبدية في الجنة؛ لذلك كان العامل الاقتصادي أحد العوامل الأساسية التي تدفع الشباب نحو الانخراط في مثل هذه التنظيمات.


ويقع العديد من الشباب فريسة للجماعات الإرهابية بسبب الشعور بالإحباط واليأس الذي يتولَّد من الضغوط التي يتعرضون لها من قبل المجتمع أو الأسرة، ما يجعل الشباب في حالة من اليأس والتخبط والتيه. 

وخلال العام الجاري، حذرت الحكومة المالية من أن التنظيمات الإرهابية، تركز على الشباب العاطلين عن العمل والساخطين على الأوضاع الذين كثيرًا ما يستهدفهم المتمردون لتجنيدهم في صفوفهم. 

كما أكدت حكومة ساحل العاج، أن الجماعات الإرهابية اتخذت تكتيكًا جديدًا في استمالة السكان المحليين، وذلك بتوفير وصولهم إلى الموارد التي تحظرها الدولة عليهم، من خلال منح الشباب العاطلين عن العمل المالَ والدراجات النارية؛ لتشجيعهم على الانضمام إليها.
"