يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الجنوب المنسي.. الانقسامات تجهز على حياة المواطن الليبي

الخميس 11/أغسطس/2022 - 06:56 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

يعاني الجنوب الليبي التائه وسط الأحداث الجارية، من حالة الانقسام والتشرذم السياسي التي وصلت إليها البلاد، إذ بات منسيًّا، وهو يُعد الجنوب، همزة وصل جيوسياسية بين ليبيا وبين دول جنوب الصحراء، حيث تلتقي تلك المنطقة جغرافيًّا مع حدود دول «تشاد والسودان والنيجر والجزائر».

الجنوب المنسي

فصل جديد من فصول معاناة الجنوب الليبي، جاء من خلال كارثة حصدت أرواح عشرات الضحايا، مطلع الشهر الجاري، بسبب انفجار صهريج وقود في بلدية «بنت بية» في مدينة أوباري، التي لا يتجاوز عدد سكانها عشرة آلاف نسمة، وتقع في منتصف الطريق الرابط بين مدينتي أوباري وسبها، وأسفرت الحادثة عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من 50 آخرين، بينهم حالات خطرة.

وكشفت وكالة الصحافة الفرنسية، أن شاحنة نقل وقود انقلبت على الطريق الرئيسي في مدينة أوباري، وعقب انقلابها تجمع العشرات من سكان المنطقة حولها، وحاولوا الاستيلاء على الوقود المنسكب على الطريق بملء جالونات صغيرة، إلا أن الشاحنة انفجرت وهم حولها، واشتعلت النيران في عدد من السيارات المحيطة بها.

وجدير بالذكر أن مناطق جنوب ليبيا تعاني من شح الوقود منذ سنوات، إذ تنشط عمليات التهريب، بخاصة تهريب الوقود وعمليات الاتجار بالبشر.

المواطن وحده يدفع الثمن

ألقت الحادثة الضوء مجددًا على تأثير الانقسامات السياسية التي تعيشها ليبيا منذ سنوات، والتي يدفع ثمنها المواطن، خاصة في الجنوب الذي يطلق عليه «الجنوب المنسي»، وهو ما أكده مجلس «بنت بية» البلدي، الذي أعرب عن استيائه من طريقة التعامل مع أزمة انفجار صهريج في البلدية ومساعدة المصابين في الحادث من خلال اشتداد الخلاف بين حكومتي ليبيا المتنازعتين، التي يدفع ضريبتها المواطن الجنوبي.

المجلس البلدي لبلدة «بنت بية»، أكد أن مدينة «فزان» كتب عليها التهميش المتعمد من قبل الحكومات المتعاقبة، مشيرًا إلى ما تعرض له أبناء فزان من إهمال في الصحة وصيانة وتحديث الطرق.

وحمل مجلس "بنت بية" المسؤولية لشركة البريقة لتسويق النفط والجهات المشرفة على توزيعه وعدم متابعة محطات التوزيع والجهات التابعة لها، كما حمل الجهات الأمنية مسؤولية عدم إيقاف تهريب الوقود.

وتتصاعد يومًا بعد يوم موجة الاحتجاجات على الظروف الصعبة والأوضاع المعيشية القاسية في الجنوب الليبي، وتأتي معاناة الجنوب وسط معاناة البلاد من أزمة سياسية حادة، إذ تتصارع حكومتين الأولى برئاسة «عبدالحميد الدبيبة» والثانية برئاسة «فتحي باشاغا» على السلطة في البلاد.

مخاوف من تجدد الصراع

المخاوف من تجدد الصراع المسلح بين القوي المتصارعة على السلطة في البلاد، خاصة في ظل الوضع الأمني المتوتر، عبّر عنها السفير الأمريكي في ليبيا، "ريتشارد نورلاند"، إذ أكدّ أن الوضع الحالي بات لا يحتمل، داعيًا المسؤولين إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار، والعمل على التوافق على قاعدة دستورية للانتخابات.

ويأمل الليبيون في فض الصراع على الشرعية والسلطة الدائر بين الفرقاء، عبر توافقات بشأن الاستحقاقات الانتخابية المدفوعة سياسيًّا من قبل المجتمع الدولي.

للمزيد: ليبيا واستقرارها المؤجل.. فشل تسببت فيه البعثات الأمنية

الكلمات المفتاحية

"