يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

حسابات معقدة في انتظار واشنطن.. هل تثأر "طالبان" لمقتل زعيم تنظيم القاعدة؟

الخميس 04/أغسطس/2022 - 03:58 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة
تواصل الإدارات الأمريكية المتعاقبة التركيز  في استراتجيتها لمكافحة الإرهاب على استهداف قادة الصف الأول للتنظيمات الإرهابية، وخاصة تنظيمي القاعدة وداعش، وذلك لرؤيتها أن النجاح في استهداف رأس التنظيم سيؤثر على تماسك التنظيم وعملياته الإرهابية، وبعدما نجحت واشنطن في عهد الرئيس الأسبق «بارك أوباما» في قتل زعيم القاعدة «أسامة بن لادن» بالأراضي الباكستانية مايو 2011، ثم نجاح عملية أمريكية بشمال غرب سوريا في عهد الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» في قتل زعيم داعش «أبوبكر البغدادي» أكتوبر 2019؛ لتأتي إدارة الرئيس الأمريكي الحالي «جو بايدن» لتعلن الإثنين 1 اغسطس 2022 عن نجاح ضربة صاروخية نفذتها واشنطن في  30 يوليو 2022، في قتل «أيمن الظواهري» زعيم القاعدة وهو بمنزله في منطقة "شيربور" بالعاصمة الأفغانية كابول.
حسابات معقدة في انتظار

اختراق استخباراتي

وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن لطالما عملت خلال الأشهر الماضية على تكثيف تحركاتها من أجل استهداف تنظيم القاعدة، خاصة أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يركز خلال الفترة الحالية على استهداف الجماعات المتطرفة وأبرز قياداتها، وذلك بسبب الوعود التي قطعها «بايدن» عن مساعي إدارته لمكافحة الإرهاب، فهو يريد كسب ثقة الشارع الأمريكي بسبب الانتخابات النصفية التي ستعقد في نوفمبر 2022، وبناءً عليه فإن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في وقت سابق عن مكافأة مالية تقدر بنحو 25 مليون دولار للحصول على أية معلومات تساعدها في القبض على زعيم تنظيم القاعدة.

 

وفشل واشنطن خلال الفترة الماضية في استهداف «الظواهري» يرجع إلى الملاذ الآمن الذي وفرته له حركة «طالبان» الأفغانية تحديدًا في حي السفارات على مقربة من مكتب رئاسة الوزارء الأفغانية، عقب انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في أغسطس 2020 وسيطرة «طالبان» على السلطة، ورغم أن أمريكا اتفقت مع الحركة الأفغانية على عدم إيواء تنظيمات إرهابية على أراضيها وتحديدًا تنظيم القاعدة إلا أن الحركة أخلت بهذا الاتفاق وهو ما يدل على عمق العلاقة بين «طالبان» وتنظيم «القاعدة».

 

وعليه، فإن الحركة الأفغانية أدانت بشدة تنفيذ غارة أمريكية على أرضيها واستهداف «الظواهري»، وقال «ذبيح الله مجاهد» المتحدث باسم حكومة طالبان في بيان له، "حكومة الحركة تدين بشدة هذا الهجوم مهما كانت ذرائعه.. مثل هذه الأعمال تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأفغانستان والمنطقة، وأن تكرار مثل هذه الإجراءات سيضر بالفرص المتاحة".

حسابات معقدة في انتظار

حسابات دولية

وما تقدم يطرح تساؤلًا رئيسيًّا، وهو، هل طالبان تورطت في مقتل زعيم القاعدة وأدلت عن مكانه لأمريكا؟، وفي حال لم تقم الحركة الأفغانية بذلك فهل يمكن أن تثأر لمقتل «الظواهري»؟، وللإجابة على هذا التساؤل، أوضح «منير أديب» الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن هناك علاقة قوية بين طالبان والقاعدة بدأت قبل الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001، وقد سبق أن رفضت الحركة الأفغانية تسليم «أسامة بن لادن» لأمريكا على خلفية تفجير برجي التجارة العالمية، ووقتها قال رئيس وزارء أفغانستان أن "بن لادن" ضيف حركة طالبان وأفغانستان، وهو ما ساهم في تقوية العلاقة بين الحركتين، ولذلك ليس من المتوقع أن تكون «طالبان» قد تورطت في مقتل «الظواهري» ولكنه فشل استخباراتي هو أدى لذلك.

 

وفيما يخص قيام الحركة الأفغانية بالثأر لزعيم تنظيم القاعدة، لفت «أديب» في تصريح خاص لـ «المرجع» أن «طالبان» لن تقوم بذلك نظرًا للحسابات الدولية، وإنما القاعدة هي من ستقوم بذلك، بل ومن المتوقع أن تستهدف خلال الفترة القادمة أهدافًا أمريكية بالمنطقة.

"