تونس بعد الاستفتاء.. فرحة يحاول الإخوان إفسادها بالتشكيك
بعكس التوقعات التي وضعها متابعون للشأن التونسي، بخصوص النقلة التي سيحدثها الاستفتاء الذي شهدته تونس الإثنين 25 يوليو 2022، باعتباره سيحسم المشاحنات التي شهدها المشهد التونسي بين الرئيس قيس سعيد وفريقه من ناحية ومعارضته وعلى رأسها حركة النهضة الإخوانية من جهة أخرى، تعيش تونس هذه الأيام مزيدًا من المشاحنات والصدامات على خلفية الاستفتاء.
وفيما يحتفى أنصار الرئيس بالنتائج التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات والتي أفادت بأن أكثر من 94% من المشاركين في الاستفتاء صوتوا بنعم، يشكك الفريق المناهض وعلى رأسه "النهضة" في الاستفتاء، سواء على مستوى نزاهته أو على مستور النسبة التي شاركت فيه، والتي تمثل 3 ملايين من أصل 9 ملايين تونسي يحق لهم التصويت.
النهضة وأعوانها ينتهجون التشكيك
في هذا السياق نشرت ما تُعرف بـ"جبهة الخلاص الوطني" (كيان مكون من أحزاب سياسية وحركة النهضة يتزعمه السياسي أحمد نجيب الشابي) بيانًا تمسكت فيه بدستور 2014، مشككة في أرقام المشاركة والنتائج التي أعلنتها الهيئة المشرفة على الاستفتاء. ولا يبتعد خطاب الجبهة عن خطاب النهضة التي أصدرت بيان على لسان زعيمها راشد الغنوشي قال فيه إن حركته ستنسق مع من أسماهم بـ"المستعدين للدفاع عن الجمهورية ومكاسب الثورة"، ملمحًا إلى حاجة البلاد إلى انتخابات رئاسية جديدة تأتي بنظام جديد يحظى بشرعية في دلالة على اهتزاز شرعية الرئيس الحالي.
وبنفس الحيل الإخوانية التي تلعب على الوتر الديني، دون كاتب سياسي تونسي يدعى حمادي الغربي، مشاركة عبر حسابه على "فيسبوك" يتهم قيس سعيد وزوجته بالتشيع ونشر المذهب الشيعي بتونس. ودلل على ذلك باللون الأخضر الذي ارتدته حرم الرئيس التونسي، إشراف شبيل، قائلًا إنه لون الشيعة.
وتابع أن شيعة تونس رغبوا من خلال حرم الرئيس قول إن: "الشيعة في تونس في طريقهم إلى إعادة تأسيس الدولة الفاطمية الشيعية واللون الأخضر التي لبسته إشراف شبيل يؤكد ولاءها للدولة الإيرانية الشيعية، وتبشر شيعة إيران بالفوز بالاستفتاء وتهنئهم بالنصر المبين".
ويذكر هذا النمط من الخطاب بخطاب مماثل استخدمه الإخوان في مصر عقب سقوطهم في 2013، وهو ما يدلل على حجم الخطر الذي تستشعره حركة النهضة بعد الاستفتاء، ومع مضي خارطة الطريق التي وضعها قيس سعيد إلى النهاية.
الاستفتاء والاقتصاد.. هل من تعافٍ؟
مضى التونسيون إلى الاستفتاء وعينهم على الوضع الاقتصادي المتردي، فمكن قالوا نعم كانوا يطمحون إلى استقرار يحسن المستوى المعيشي، ومن قالوا لا رأوا أن قيس سعيد فشل في الاختبار الاقتصادي. وتراهن إدارة قيس سعيد على أن يعطي الاستفتاء مزيدًا من الثقة إلى الجهات الدولية المناحة للإفلات بتونس من أزمتها الاقتصادية. ويعتقد الكاتب التونسي نزار الجليدي أن ذلك سيحدث، مؤكدًا لـ"المرجع" على أن تعافي الاقتصاد يأتي من الاستقرار الذي تنتظر تونس بعد الاستفتاء وانتخاباتها التشريعية المرتقبة في ديسمبر القادم.
سعيد والموقف الدولي
كما لم يُرسِ الاستفتاء نوع من الاستقرار داخليًّا كان الموقف الدولي حول الرئيس قيس سعيد والاستفتاء، إذ عبرت بعض الأطراف الدولية عن ارتياحها للاستفتاء، فيما شنت أطراف أخرى هجومًا مشككة في الاستفتاء من الأساس.
البداية كانت من الخارجية الأمريكية التي رحبت بالاستفتاء في يوم إجرائه، مؤكدة وقفها مع اختيارات الشعب التونسي مهما كانت، في نفس الوقت تشن وسائل إعلام ألمانية وفرنسية هجومًا على قيس سعيد، متهمتاه بالتأسيس للديكتاتورية.
وفي هذا السياق يرى مراقبون أن جماعة الإخوان تحرك أذرعًا لها خارجية للنيل من مصادر الخطر على أجنحتها وعلى رأسهم قيس سعيد الذي يتوعد حركة النهضة في تونس.
للمزيد.. قيس سعيد إلى الأمام.. واستفتاء الدستور يرسخ الرفض الشعبي للإخوان





